سفن "أسطول الحرية" تبدأ بالتجمع تمهيدا للانطلاق والأطقم الفنية توشك على الانتهاء من تجهيز الميناء
كيان العدو يواصل تهديده ويصفه بـ "الاستفزازي".. وشرطة حماس تجري مناورة بحرية لاستقباله

تواصل طواقم فنية تعمل في مرفأ مدينة غزة عملها لتهيئة المكان لاستقبال 'اسطول الحرية' المقرر وصوله الى القطاع صبيحة السبت، في الوقت الذي بدأت فيه سفن الاسطول بالتجمع في نقطة بحرية في البحر المتوسط تمهيدا للانطلاق رغم التهديدات الصهيونية.
وواصلت جرافات وحفارات ضخمة جلبت الى مرفأ غزة عملها الممتد منذ ايام مضت في تمهيد طريق المرفأ البحري، واجراء توسيعات بهدف استقبال مئات المتضامنين وآلاف الاطنان من المساعدات التي تقلها تسع قطع بحرية تمثل 'اسطول الحرية'.
وانشىء هذا المرفأ الصغير في عهد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو مخصص بالاصل لقوارب الصيد الفلسطينية.
وقال المهندس ياسر الشنطي المسؤول الكبير في وزارة الاشغال بغزة ان جهود وزارته في تجهيز ميناء غزة لاستقبال السفن متواصلة ليل نهار، لافتا الى انه تم تجهيز طرقات الميناء وتدعيم جوانبه لاستقبال سفن كسر الحصار.
ومهدت جرافات ومعدات مساعدة طريق المرفأ الصغير الذي يشهد حفرا عميقة، من خلال ردمها بالرمال عوضا عن الاسفلت الممنوع دخوله من قبل الكيان الصهيوني بموجب الحصار، تتيح حرية المرور والحركة للمركبات بشكل سهل، ووضعت على حواف طرق الميناء الصغير اعمدة انارة.
وذكر احد الفنيين ان الطواقم تواصل عملها بشكل مستمر وبساعات عمل كبيرة لانجاز المراحل النهائية قبل وصول الاسطول البحري.
وجهزت الطواقم الفنية التي تشرف عليها وزارة الاشغال العامة في حكومة حماس اماكن لرسو القوارب الصغيرة في الاسطول، فيما جهزت عوامات مائية كبيرة صنعت في غزة لنقل المعدات والمساعدات من السفن الكبيرة التي لا يستطيع مرفا غزة استقبالها على جنباته لعدم تجهيزه بالشكل المناسب بحواف ودعامات مخصصة لهذا النوع من السفن.
ويشارك في الاسطول عدة قطع بحرية ضخمة، تحمل على متنها مساكن جاهزة مخصصة لمشردي الحرب ، اضافة الى كميات من الاسمنت، وادوية ومعدات تعليمية.
وهذه هي المرة الاولى التي تصل فيها غزة سفن بحرية بهذا الحجم والكم، حيث سبق وان وصلت عدة قوارب صغيرة عقب فرض الحصار الصهيوني قبل ثلاث سنوات، اقلت على متنها نشطاء اجانب ومساعدات رمزية.
ويوم امس اجرت اطقم امنية تتبع شرطة حماس مناورة داخل الميناء المخصص لاستقال الاسطول، وشاركت فرق من الاسعاف اجلت بحراسة امنية مشاركين في الاسطول تعرضوا للاصابة، في حين شاركت فرق الدفاع المدني في عمليات اخماد حريق.
وشاركت في المناورة فرق الحماية والامن المخصصة لاستقبال وحراسة مئات النشطاء المشاركين، فيما جابت عدة قوارب تقل افرادا من الشرطة البحرية المخصصة لحماية الاسطول في المياه الفلسطينية.
ويوم امس اعلن ان سفينة الشحن الاوروبية ستصل ميناء 'رودس' في اليونان مساء الاربعاء، لتستقبلها هناك ثلاث سفن، بينها 'القارب 8000'، تمهيدا لانضمامها الى 'اسطول الحرية'.
وقال عرفات ماضي رئيس الحملة الاوروبية احدى الجهات المنظمة للاسطول ان تحركات التجهيز والانطلاق 'تجري على قدم وساق من اجل الاستعداد للانطلاق الجماعي من قبالة السواحل القبرصية الى قطاع غزة'.
واكد ان المنظمون اخذوا في الاعتبار اي تطورات في ظل التهديدات الصهيونية.
ولفت ماضي الى ان هذه السفن ترافقها تغطية اعلامية واسعة، لا سيما وان هناك ما يزيد عن ستة وثلاثين صحافيا، سيكونون على متن سفينة للحملة الاوروبية، لنقل وقائع تحرك الاسطول اولا بأول في مختلف القنوات في العالم، في حين ستحمل السفينة اجهزة بث فضائي.
ويهدد كيان العدو بمنع وصول سفن الاسطول الى شواطئ مدينة غزة، وعبر رئيس ادارة التنسيق والارتباط في جيش الاحتلال العقيد موشيه ليفي'عن امتعاضه من المحاولات التي يسعى من خلالها منظمو الاسطول للوصول الى القطاع، ووصف خطواتهم بـ'الخطوة الفظيعة'.
ونقلت صحيفة 'يديعوت احرونوت' عنه القول الاسطول يمثل 'خطوة استفزازية لا يوجد لها مكان'، زاعما ان 'الحديث الذي يدور عن وجود نقص في المواد الغذائية وغيرها هو مجرد افتراء'.
ووصف رامي عبدو من الحملة الاوروبية التصريحات الصهيونية الاخيرة حول عدم وجود نقص في المواد الغذائية وغيرها في قطاع غزة بأنها 'جزء من سلسلة تصريحات هزلية تمارسها الة الاحتلال الدعائية'.
واكد ان الاحتلال يتعامل بحالة غير مسبوقة من الارتباك مع نشاط انساني بالدرجة الاولى.
واشار الى ان تصريحات الاحتلال 'تخالف التقارير اليومية الصادرة عن المؤسسات الدولية العاملة في القطاع وشهادات عشرات وفود استقصاء الحقائق التي تطلع بشكل مستمر على معاناة الغزيين'.
وكانت تقارير نشرتها الصحافة العبرية كشفت عن ان قيادة تل ابيب شكلت 'وحدة قيادة مشتركة ' تتألف من ممثلين عن وزارتي الخارجية والداخلية والامن الداخلي وجهاز 'الشاباك'، للتصدي لدخول الاسطول، وبحسب ما ذكر فان هذه القيادة ستتخذ من ميناء مدينة اسدود مقرا لها، حيث تم اخلاء جزء من الميناء من السفن التجارية، واقيمت فيه 'غرف اعتقال مؤقتة' للمشاركين في الاسطول.
واعطت حكومة الاحتلال اوامر واضحة باعتراض قافلة السفن فور دخولها المياه الاقليمية ومنعها من متابعة الابحار الى غزة 'مهما كلف الامر'.
وكان منظمو الاسطول حذروا الكيان الصهيوني من تنفيذ اي مخططات لمنعهم من الوصول الى غزة، واكدوا انهم سيتصدون وسيقاومون اي محاولة اعتداء عليهم.
واكد المنظمون انهم سيلجأون للقضاء الدولي لمحاكمة "اسرائيل" في حال اعتراضهم، وقالوا ان الاعتداء على الاسطول يمثل اعتداء على بلدان الدول التي يحمل جنسيتها المشاركون، خاصة وان بينهم نوابا أوروبيين.
وتقل سفن 'اسطول الحرية' وعددها تسع على متنها 750 مشاركا من اكثر من 60 دولة، بينهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية اوروبية وعربية، من بينهم عشرة نواب جزائريين، الى جانب اكثر من 10 الاف طن مساعدات طبية ومواد بناء واخشاب، و100 منزل جاهز لمساعدة عشرات الاف السكان الذين فقدوا منازلهم في الحرب الاسرائيلية على غزة. كما يحمل معه 500 عربة كهربائية لاستخدام المعاقين حركيا.
واعلن كيان العدو انه عرض على منظمي الاسطول الرسو في احد موانئه، على ان يتم نقلهم هم والمساعدات التي يحملونها الى غزة من خلال معبر (ايريز) شمال قطاع غزة، غير ان المنظمين رفضوا هذا المقترح، واعلنوا انهم مصرون على الوصول الى غزة.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس العربي 27.5.2010
المفضلات