السجناء الأردنيون في السجون العربية .. لا بواكي عليهم
برنامج "من زوايا المجتمع" يخترق السجون السعودية ويتحدث معهم
السجناء الأردنيون في السجون العربية .. لا بواكي عليهم
صورة تعبيرية
الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
ما بين الدبلوماسية الهادئة التي تنتهجها الحكومة الأردنية في تعاطيها مع ملف المعتقلين الأردنيين في السجون العربية، وقسوة الإجراءات الحكومية العربية بحقهم، يعيش السجناء الأردنيون في السجون العربية واقعا مأساويا ومؤلما، يتعدى بكثير إشتراطات حقوق الإنسان التي ضمنتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.
يروي (سعيد) المعتقل في المملكة العربية السعودية منذ تسع سنوات، لبرنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، قصة إعتقاله في السجون السعودية، بالقول: "طلب مني أحد الأشخاص من الجنسية السعودية نقل أمانة إلى قريب له يعيش في العاصمة السعودية الرياض، وعند الوصول إلى بيت الرجل الآخر اكتشفت أن تلك الأمانة كانت تحتوي على مخدرات، وبعد ذلك قمت بمساعدة رجال مكافحة المخدرات السعوديين وتم التمكن من إلقاء القبض على الرجلين المعنيين بالقضية في السعودية، واعترفا بأنني ليس لي علاقة بالأمر وأنني مجرد حامل أمانة دون أن اعرف طبيعتها واني برئ لكن للأسف الشديد تم إطلاق سراح الجناة بعد أن صدر الحكم عليهم بالحبس مدة خمس سنوات، بينما تم إصدار الحكم علي بالإعدام وها أنا ما زلت اقبع بالسجن منذ ذلك التاريخ.
وأوضح سعيد، الذي تحدث للإذاعة من داخل السجن السعودي، أن العاهل السعودي اصدر أكثر من عفو عن السجناء في العربية السعودية، إلا أنه لم تشملني أبدا، والسبب الذي كان يقال لي دائما أن أوراقي لم تكتمل بعد.
وقالت حنان إبراهيم أن شقيقها الذي كان يعمل ممرضا في السعودية، أختفى تماما ولم نعد نسمع عنه أية أخبار منذ أكثر من عام ونصف العام.
وبينت حنان خلال مشاركتها في برنامج "من زوايا المجتمع"، منذ عام ونصف العام ونحن لا نعلم شيئا عن أخي الذي تم أعتقاله من قبل السلطات الأمنية السعودية في تلك الفترة، ولا نعرف أين هو اليوم أو ما هي تهمته المعتقل عليها، خاصة أنه عندما أعتقل كان في طريقه لأداء مناسك العمرة.
وأضافت أنه بعد إلحاح السؤال لعائلتي عن أخي تمكنا من معرفة أن أخي معتقل لدى الأجهزة الأمنية السعودية ولكننا لم نعرف سبب الإعتقال، وباءت كل محاولات والدتي لزيارة شقيقي في المعتقل بالفشل، فلم يسمح لنا بزيارة أخي أو حتى معرفة مكان أعتقاله، وقد عرفنا مؤخرا أن أخي معتقل من دون أن توجه له السلطات السعودية أي تهمة جنائية.
روايات أخرى
قصة أخرى لمعتقل أردني في السجون السعودية، بطلها هذه المرة "خالد"، الذي قال خلال مشاركته في برنامج "من زوايا المجتمع"، أنه يمكث بالسجن منذ عام ونصف ولم يعرف حتى اليوم التهمة الموجهة له.
ويروي خالد قصة أعتقاله بالقول: أشتركت مع بعض التجار في العربية السعودية والأردن في صفقة لشراء مواد طبخ وتصديرها إلى السعودية، وخلال شحن البضاعة تبين أنها بعض الصناديق تحتوي على مخدرات، والقي القبض علي مع شركائي في تلك الصفقة، ومكثت حوالي ثلاثين يوما وتم التحقيق معي ولم يصدر منذ ذلك التاريخ أي حكم قضائي ولم أقدم للمحاكمة، ولا زلت أنتظر أن يصدر الحكم القضائي بحقي من قبل القضاء السعودي أو يتم الإفراج عني.
وتروي "أم زياد" قصة أعتقال أبنها بالقول أن أبنها زياد أعتقل من قبل السلطات الأمنية السعودية منذ أكثر من عام ونصف العام من دون أي تهمة توجه له.
تقول أم زياد "قبل عام ونصف توجه زياد لنقل شحنة خضار وفواكه من سوريا إلى السعودية وبعد مغادرته بسبعة وثلاثين يوما وأنا انتظر سماع صوته الذي أتعطش اليه، لكن لم يتحقق ذلك الأمر وبقيت على أعصابي وأنا أفكر ما الذي حدث مع فلذة كبدي، وفوجئت انه تم اعتقاله من قبل السلطات السعودية بتهمة الإتجار بالمخدرات.
وتضيف أم زياد، بعد ذلك أنقطعت أخبار أبني تماما ولم أعرف عنه أي شيء، تعبت في محاولة الحصول على أية معلومات عن أبني ولكني لم أتمكن من ذلك، وتسبب هذا الأمر لي بالعديد من الأمراض، وها أنا اليوم أقف حزينة وأنتظر عودة أبني إلى حضني وأخشى أن أموت دون أن أراه.
وتابعت أنها لم تتمكن من زيارة أبنها في السجون السعودية حيث اخبرها ابنها بان السلطات السعودية تمنع عنه الزيارة.
وتحدث حسين محارمة عما حدث لشقيقه وقلبه يتقطع على شقيقة المعتقل منذ سنوات دون أي ذنب ودون أن يتحرك للحكومة الأردنية أي مشاعر في متابعة قضية شقيقها والعمل على الإفراج عنه.
وأوضح المحارمة أن شقيقه تم اعتقاله منذ عام 2001، بتهمة نقل المخدرات حيث ساهم في إلقاء القبض على الجناة لكن مع كل أسف حكم على شقيقي بالإعدام بينما حكم على السعوديين أربعة سنوات، ومنذ ست سنوات وقضية شقيقي في دار رئاسة الوزراء السعودية ولم ينظر بها حتى اليوم.
"محمد" والمعتقل في السجون السعودية، قال: "بأنه معتقل منذ 4 سنوات وتم توجيه تهمة تهريب المخدرات وهي ليست مخدرات وإنما حبوب منشطة ولكن في السعودية تأتي تحت بند المخدرات ولم يكن لي علم بالقضية". وأوضح انه أب لستة أطفال لم يراهم وقد صدر بحقي حكم الإعدام منذ ثلاثة سنوات.
قصور حكومي
عضو مركز حقوق الإنسان العربية ورئيس لجنة المعتقلين الأردنيين في الخارج المحامي عبد الكريم الشريدة، قال خلال مشاركته في برنامج "من زوايا المجتمع"، انه لم يرى أي اهتمام من الحكومة الأردنية أو وزارة الخارجية وكأنهم غير أردنيين، وتفاجئنا بان الحكومتين السعودية والعراقية تقدمتا بطلب من الحكومة الأردنية بتبادل السجناء لكن مع كل أسف الحكومة الأردنية لم ترد على ذلك وتبين أن دبلوماسيتنا ضعيفة وليست قادرة على حل قضية أبناءها.
وأضاف نسمع بان المواطن الاردني الذي يراجع السفارة الأردنية يصعب عليه الوقوف على بابها مما يدل على عدم اهتمام الحكومة بهم في الخارج، ولم يكن هناك أي تعاون ولا يوجد لهذا الملف أي رعاية حكومية، ولو كانت هناك رعاية لما وصلنا إلى ما وصل اليه حال أولادنا في السجون العربية.
وأشار إلى أن منظمة حقوق الإنسان تمكنت من الكشف عن أسماء العديد من السجناء الأردنيين في مختلف الدول العربية ونحاول أن نضغط بهذا الإتجاه والسعي لبقاء الملف مفتوحا.
وأوضح الشريدة أن احد المواطنين الأردنيين توفي في السجون السعودية وأمضى مدة شهرين في السجن، ولم تقم الحكومة الأردنية بابلاغ ذويه بالأمر.
وناشد أهالي المعتقلين الأردنيين في السجون العربية، وزارة الخارجية والحكومة الأردنية العمل على الإفراج عن أبنائهم والوقوف إلى جانبهم وعدم إهمال ملفهم كما ناشدوا الدول التي تعتقل أبنائهم بان تنظر بعين الرأفة والرحمة بهم.
واستهجنوا إهمال السفارات الأردنية في الخارج لقضية المعتقلين الأردنيين في الخارج وعدم قيام الدبلوماسية الأردنية بالدور المنوط بها.
مؤكدين أن السفارة الأردنية في الرياض لم تقم ولو لمرة واحده بزيارة أي سجين أردني، بعكس باقي الدول الأخر التي يوجد لها مواطنين معتقلين في السجون السعودية.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش 17-5-2010
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات