الديرباني: الامريكان يعذبون المساجين بشتم الذات الالهية وإهانة المصحف الشريف وأم هيكل ابني فقد ذراعه بسبب التعذيب
المعتقلون الأردنيون في السجون العراقية.. لا بواكي عليهم

صورة تعبيرية
الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
يعيش السجناء والمعتقلون الأردنيون في السجون العراقية أوضاعا مأساوية جراء التعذيب الشديد الذي يتعرضون له بشكل مستمر على أيدي الجلادين الذين توظفهم الحكومات العراقية من أجل ذلك.
[media]mms://factjo.com/images/fact-image-3/archiev-files/new-2010/m7/10/10.wav[/media]
كما يخضع السجناء والمعتقلون دوما لضغوط نفسية لإجبارهم على الانصياع للأجهزة الإستخباراتية الأمريكية أو الإيرانية أو الصهيونية، للكشف عن المعلومات المتوفرة لدى السجناء والمعتقلين في السجون العراقية، أو توريطهم في أعمال أستخباراتية ضد دولهم ضمن صفقة تعقدها معهم في داخل السجون العراقية.
ويروي محمد لطفي الديرباني لبرنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، قصة اعتقاله في العراق والأوضاع المأساوية التي عاشها في السجون العراقية قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد ست سنوات من الإعتقال.
يقول الديرباني "بعد وصولي الى العراق بيوم واحد تم اعتقالي من قبل القوات الامريكية والزج بي في أحد المعتقلات وتم توجيه تهمتين ضدي، الاولى مخالفة المادة العاشرة من قانون الاقامة والحدود العراقي، ومخالفة المادة الرابعة من قانون الارهاب، وتم الحكم علي بالسجن لمدة خمس سنوات، غير أنه لم يتم إطلاق سراحي الا بعد ست سنوات وشهرين بحيث بقيت بعد انتهاء محكوميتي لمدة عام وشهرين".
وعن ظروف سجنه في العراق قال الديرباني "كانت أيام لا تسر عدو ولا صديق ولا يتمناها الانسان الى عدوه، حيث كنا نعيش حياة مأساوية عنوانها البؤس واليأس وكنا نتعرض للتعذيب النفسي من خلال حرماني من النوم لعدة أيام، لإفقادنا القدرة على السيطرة العقلية والإنصياع لمطالبهم بالإعتراف بما لم نقم به".
وبين ان السجان الامريكي كان يقوم بتعذيبهم دينيا من خلال شتم الذات الالهية امام السجناء واهانة المصحف الشريف من خلال النيل منه ووضعه تحت أقدامه فضلا عن تمزيقه أمام السجناء لمعرفة مدى غيرة السجين المسلم على دينه وفي حال ان السجين بدأت تظهر على وجهه علامات الغضب يتم وضعه تحت المراقبة المستمرة".
جنسيات متعددة في مكان واحد
وعن طبيعة جنسيات المعتقلين في السجون العراقية قال الدكتور الديرباني: "هناك العديد من الجنسيات العربية والأجنبية في السجون العراقية، وقد تعرفت على العديد من السجناء من مختلف الجنسيات العربية والاسلامية والغربية، وكان هناك نحو خمسين معتقلا أردنيا في السجون العراقية تعرفت على بعضهم ولدي أسمائهم، وهذا الرقم الذي توصلت اليه أنا، حيث أن هناك معتقلين أردنيين لم أتعرف عليهم بسبب عدم الإختلاط بهم كونهم في معتقلات اخرى غير التي كنت فيها".
وعن دور منظمات حقوق الانسان الأردنية والعربية في إيقاف معاناة المعتقلين والسجناء العرب في السجون العراقية، قال الدكتور الديرباني: "أعتقد ان منظمات حقوق الانسان لا تستحق المدح والثناء ولم تفعل شيئا لإنصافنا أو حتى نقل صوتنا للعالم، فضلا عن أنه لم يكن لها أي دور في إطلاق سراحنا من المعتقل العراقي، او حتى مجرد تخفيف الأحكام ضدنا، وبسبب ضعف دور منظمات حقوق الإنسان العربية كان الجيش الأمريكي يرفض السماح لأي منظمة حتى التابعة للأمم المتحدة من زيارة المعتقلين العرب في السجون العراقية، وكانت منظمة الصليب الأحمر الدولية هي الوحيدة التي سمح لها الجيش الأمريكي بزيارة المعتقلات والسجون العراقية ولقاء المعتقلين، وحتى هذه المنظمة الدولية لم تفعل شيئا لنا، ولم تتمكن من مساعدتنا ورفع الآم المعاناة التي كنا نعانيها في تلك السجون والمعتقلات.
وتابع الدكتور الديرباني "بعد أنقضاء مدة محكوميتي قبل عام وشهرين كان الجانب الامريكي يبلغني كل شهر بانه سوف يتم اطلاق سراحي وبعد ذلك يتم التراجع عن القرار، وفي المرة الاخيرة وقبل ساعة من مغادرتي المعتقل كنت على وشك ان يلغى القرار واعود الى المعتقل من جديد بسبب وجود خطأ في اسمي، حيث كانت هناك نقطة على أحد حرف أسمي، ومن المفارقة أن هذه النقطة كادت أن تعيدني إلى السجن من جديد لولا عناية الله سبحانه وتعالى".
وأنهى الدكتور حديثه بالقول: "فرحتي بالخروج من السجن لم تكمتل بعد ولم اشعر بالفرح كوني تركت خلفي مآسي عديدة ليس لهم بواكي ولا منقذ لهم سوى الله سبحانه وتعالى".
مأساة كبيرة
وتلتقط أم هيكل اسعد صلاح اللبنانية الجنسية، أطراف حديث الدكتور الديرباني، لتبث شجونها وألمها المرير على فقدانها أبنها المعتقل منذ عام 2005 في السجون العراقية.
وتروي "أم هيكل" قصة ولدها بالقول: "في عام 2005 توجه هيكل الى العراق عبر سورية وتم اعتقاله هناك وهو يعاني من إعاقة جسدية ومرض نفسي بتهمة مخالفة قانون الإقامة على الرغم من ان كافة الوثائق أثبتت انه لم يكن مخالف للإقامة، وتم اعتقاله وتعذيبه من قبل القوات الامريكية في المعتقل مما ادى الى فقدانه أحد أطرافه العلوية بسبب التعذيب، فضلا عن الاضرار النفسية التي لحقت به جراء التعذيب المتواصل".
وتضيف أم هيكل "كان أبني هيكل السند الوحيد لي ولشقيقاته واشقاءه الايتام، ولا يزال مكانه شاغرا".
وتؤكد ام هيكل والدموع تنهمر من عينها على ابنها، انها خاطبت السلطات اللبنانية لكنها لم تفعل شيئا، بل أنها لم تبذل جهدا بسيطا لمتابعة قضية أبني هيكل، وقد عرفت أن الأردن مهتم بمتابعة قضية المعتقلين العرب في السجون العراقية، فتوجهت مباشرة للاردن لمتابعة قضية أبني، وقد أبدت السلطات الأردنية كامل أستعدادها لمتابعة قضية أبني المعتقل في السجون العراقية، وبدأت بأجراء مخاطباتها الرسمية من أجل ذلك، ولكن الحكومة العراقية لا تزال ترفض الرد على تلك المخاطبات".
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش 8-7-2010
المفضلات