قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي من شأن الاستيطان في الضفة الغربية، داعيا الفلسطينيين إلى العودة للمفاوضات التي يجب أن تهتم بالترتيبات الأمنية، وذلك في أعقاب تأكيد الرئيس الفلسطيني أن وقف الاستيطان التزام إسرائيلي يجب احترامه حسب مرجعيات السلام.
فقد اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو -في تصريحات أدلى بها الاثنين خلال اجتماع لكتلة حزب الليكود في الكنيست- أن أعمال البناء الجديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية لا تشكل عقبة أمام مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني، ولا تؤثر على أي خريطة لاتفاق سلام مستقبلي.
وطالب نتنياهو الجانب الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات وعدم التذرع بما وصفها بأنها "عقبة مصطنعة"، في إشارة إلى تمسك الفلسطينيين بوقف تام للاستيطان، ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد لقاء مباشر بينهما لحل جميع المشاكل العالقة.
الترتيبات الأمنية
وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على ضرورة التركيز على وضع الترتيبات الأمنية في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، منوها إلى "الصعوبات التي يواجهها الطيران الإسرائيلي فوق قطاع غزة بسبب امتلاك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صواريخ مضادة للطائرات".
وأضاف أن إسرائيل بحاجة لوضع الترتيبات الأمنية اللازمة وتحديدا لمطار بن غوريون القريب من تل أبيب، والذي يقع على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من الضفة الغربية الخاضعة لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، لمح سفير إسرائيل الجديد لدى الأمم المتحدة ميرون روبين أمس الاثنين إلى أن إسرائيل قد تمد العمل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، بعد أن تسبب وقف العمل بقرار التجميد إلى توقف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
عباس مستقبلا وزير الخارجية اليوناني (الفرنسية)
احتمالات مفتوحة
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن السفير قوله إن "الحكومة الإسرائيلية تدرس الاحتمالات ومختلف السبل لتحريك عملية السلام"، لكنه رفض تحديد موعد لاتخاذ قرار يتعلق بتجميد الاستيطان.
وانتقد السفير الإسرائيلي مواقف بعض الدول -ومنها الولايات المتحدة- بسبب ما وصفه بسوء فهمها لقرار الحكومة السابق بتجميد الاستيطان، وتحديدا لجهة اعتباره شرطا لاستئناف المفاوضات.
وفي القدس المحتلة، صدر بيان مقتضب أمس الاثنين عن مكتب نتنياهو أشار إلى أن الأخير طلب من وزير العدل إعداد مشروع قانون ينص على تطبيق التعديلات الواردة على قانون المواطنة أو الولاء على الجميع دون استثناء، بمن فيهم المهاجرون اليهود الجدد.
المطالب الفلسطينية
وعلى الجانب الفلسطيني، دعا الرئيس محمود عباس المجتمع الدولي إلى ضرورة التحرك لإنقاذ العملية السلمية، محذراً من الجمود الذي تتعرض له.
وجاء ذلك في اللقاء الذي جمع الرئيس عباس بوزير الخارجية اليوناني ديمتريوس دراوتساس والوفد المرافق له في رام الله، حيث طالب الرئيس الفلسطيني بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها تجاه عملية السلام.
وجدد الرئيس الفلسطيني قوله إن وقف الاستيطان ليس شرطا مسبقا للاستمرار في المفاوضات، وإنما التزام واجب على إسرائيل حسب مرجعيات السلام، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما والاتحاد الأوروبي طالبوا إسرائيل بوقف البناء في الأراضي الفلسطينية.
ملف خاص
المطالب التاريخية
وكان الرئيس عباس قد جدد في مقابلة بثها التلفزيون الإسرائيلي الأحد رفضه استئناف المفاوضات مع نتنياهو، في ظل تمسك الأخير بمواصلة الاستيطان في الضفة الغربية، وأكد وجوب قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، واستعداد الجانب الفلسطيني لإنهاء الصراع وإنهاء المطالب التاريخية.
وتطرق عباس إلى مطالبة إسرائيل للجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهوديتها شرطا لتحقيق السلام، ووصفه بأنه مستغرب، لأن إسرائيل عندما وقعت اتفاقيات السلام مع مصر والأردن لم تطالب الدولتين المذكورتين بالاعتراف بها كدولة يهودية، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يعترفون بدولة إسرائيل.
أما فيما يتعلق باحتمال تفكيك السلطة الفلسطينية في حال فشل المفاوضات وإعادة المسؤولية عن الضفة الغربية إلى إسرائيل، فقد قال عباس إن حل السلطة لا يزال غير وارد، لكنه لم يستبعد ذلك مستقبلا لكون إسرائيل تحتل عمليا الضفة دون أن تتحمل مسؤوليتها كقوة احتلال.
المصدر: وكالات
المفضلات