مقالات
كلمة للشباب
ان تكون شاباً ميزة لها عمر افتراضي وتنقضي, وان تجعل من شبابك قيمة وقوة دافعة ترقى بك في الحياة وتوظف طاقاتك لتفيء بالخير عليك وعلى وطنك ومن حولك هي الثمرة الاهم في فترة الشباب..
كثيرون يقضون فترة الشباب في اللهو السلبي وعدم الجدية واخرون يستعدون من يومهم الاول لمواجهة الحياة, بصبر واقتدار, ويأخذون حظهم من اللهو دون أن يفقدوا احترام أنفسهم.
اننا نؤمن ان الشباب من اهم عناصر الحداثة في الحياة, فهم الغد والتغيير القادم, هذا ما آمنت به قيادتنا منذ البداية, لكن الشباب مادة خام تحتاج الى تشكيل ثقافي ووطني وعلمي واخلاقي, حتى تتشكل في الاطار الذي ينفع الوطن والناس.
كثيرون يرثون عصبياتهم وعادات مجتمعاتهم المحلية القديمة, لا يحيدون عنها ويأتون بها الى معاهد العلم, مع أن من اكتسب العلم والمعرفة وطرائق الدنيا الجديدة واحترام القيم التي بشر بها الخالق في كتبه السماوية, التي تحض على طهر السريرة والنية في السلوك والعمل يرث الدنيا وخيراتها اذا آمن واستقام ولم يسرف او يتطرف.
المؤسف أن بعض معاهدنا العالية من حيث سلوك المنتسبين اليها تبدو وكأنها جزء من فوضى الشارع, حيث يتصرف الكثيرون خارج الضوابط وحيث تُطل العصبية والعشوائية من تصرفات الناس وكأن الدنيا تدافع بغير ضابط, كل يحاول ان يخطف نصيبه منها ويفرض مزاجه عليها حتى ولو على حساب الاخرين.
الاصل ان يمتد اثر الجامعات الايجابي الى الشارع من خلال الشباب والخريجين, وليس العكس وان يعكس الجيل الجديد درجة ارقى من السلوك والتصرف بحكم الثقافة التعليم.
مخالفة القوانين والقيم والجرأة على الاخرين لا تدل على القدرة والشجاعة الفردية, ولا على حرية التصرف, بقدر ما تمثل تمرداً على قيم واستقرار المجتمع, وبقدر ما تعكس خللاً في نفوس من يلجأون للفوضى في مجتمعاتهم.
علينا ان نعطي الطلبة الشباب داخل معاهدهم الفرصة للتعبير عن انفسهم وتنظيم فعالياتهم ومجالسهم وفق تطلعاتهم، دون التدخل القسري في اختيار من يمثلونهم في المجالس النوعية التي يشكلونها في الاطار الديمقراطي.
التدخل القسري لفرض صيغ غير ديمقراطية عليهم درس مجاني في التسلط وعدم احترام ارادة الشباب ودعوة ضمنية لهم للتمرد على ما يفرض عليهم فالجوانب السلبية في أي امر يمكن تجاوزها بالحوار والتفاهم والقدوة الحسنة.
تشكيل قدرات وسلوك ومفاهيم الاجيال الشابة قد تكون المهمة الاخطر في حياة أي مجتمع واي دولة لان النتائج هي التي ستدفع المجتمع للأمام او تعيقه.
تأهيل الشباب لادوارهم يعني تأهيل الخلق والعقل ليقودا ملكات الانسان وقدراته بالاتجاه السليم وهنا تبنى الوطنية، والمواطنة المستنيرة بالعلم والحق والانسانية.
دور الشباب ان يرسخوا مكانتهم في الحاضر بادوات عصرهم واهمها العلم والمعرفة وحسن التصرف والانتماء وليس الاستغراق في عصبيات عفا عليها الزمن مع الافادة من المفيد والخيّر من تجارب الماضي، دور الشباب ان يضمنوا لانفسهم بجهدهم وعلمهم مقعدا ودورا فاعلا في المستقبل، فمسار الحياة يسير الى الامام وليس الى الخلف.
نصوح المجالي
المفضلات