مقالات
حظ صيفية التوجيهي هل سيكون أفضل؟!
صيفية التوجيهي، التي اصبحت قاب قوسين أو أدنى، هل سيكون حظها، أفضل من شقيقتها الراحلة الشتوية، التي عانت كثيراً لأول مرة من أوصاب غير مسبوقة، ما تزال اثارها تسكن الذاكرة، وتنسحب على هذا الامتحان الذي بقي على امتداد عقود، محصناً من محاولات اختراق عديدة، فشلت كلها في المساس من الهالة التي رافقته على امتداد مسيرته وعبر إجراءاته جميعها، ليبقى أداءً وطنياً مميزاً، كان كثيرون من حولنا يستنجدون بخبراتنا في هذا الامتحان المدرسي السنوي لتنظيم أمور امتحاناتهم، بعد الخبرة العميقة التي حازتها وزارة التربية وهي تنظم أعمال هذا الامتحان منذ بدأ العمل به عند مطالع الستينيات بعد الامتحان الثانوي – المترك – الذي كان قبله.
في فضاء الاستعداد لهذا الامتحان، تبرز قضية اعمال المراقبة، ومن بعدها تصحيح أوراق الاجابات، كمصدر محتمل لأزمة قد تجد وزارة التربية نفسها في مواجهتها، وهذه الأزمة ان ولدت لا قدر الله، لن تكون سهلة المعالجة ولا محدودة النتائج على الامتحان برمته، فأعمال المراقبة الكفوءة الحازمة، مبتدأ الامتحان ومرتكزه الاساسي الأول الذي يجب ان يتوفر بالمواصفة الكاملة التي لا يقوم أي احتمال ولو نظرياً على الاخلال بها. ذلك أن أي اختراق مهما كان شكله لهذه المواصفة – مواصفة المراقبة – سيصيب الامتحان بمقتل ليس من السهل انقاذه منه، واذا كانت هناك أصوات ارتفعت بأقوال تحدد مواقف ضد اعمال المراقبة، كان هذا يدعو للقلق.
اما الاستعداد لاعمال ما بعد الامتحان من تصحيح واخراج النتائج، فهي الاخرى قد يكون طالها ما قد يبعث على قلق مماثل، فالذين ارتفعت اصواتهم بمواقف سلبية تجاه المراقبة، اضافوا اليها ايضا التصحيح، وكل هذا على خلفية الحراك الذي عكر مؤخرا صفو العلاقة بين اركان العملية التعليمية التعلمية بكل مكوناتها، بدءاً من وزارة التربية وانتهاء عند المعلم العامل في اقصى مواقع التدريس في بلدنا، اما استخراج النتائج فان تشكيل اللجنة التي اعلنت عنها وزارة التربية مؤخرا للاشراف على هذه العملية التي صنعته ازمة «الشتوية» الماضية، جاء كأنه يقول بعدم قدرة كادر وزارة التربية على انجاز هذه المهمة التي بقي يقوم بها بنجاح باهر على امتداد العقود الماضية.
الثانوية العامة الاردنية بكل مكوناتها, كانت وستبقى احد الرموز الوطنية التي سجلت انجازاً اردنياً بكفاءة عالية كان دوماً مرجعية لدى الكثيرين في بناء صيغ متطورة لامتحان مدرسي رغم البحث المتواصل عن صيغ افضل الا انه لم يقع على هذه الصيغة البديلة احد, من هنا فإن صيانة هذا الامتحان بما وصل اليه من منجز حضاري تربوي متقدم هو أو يجب ان يكون ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم فحسب, بل قبلاً واجب كل من اختار مهنة التعليم لتكون رسالته في الحياة, هذه الحقيقة تدفعنا لمناشدة معلمينا ومعلماتنا ان يقفوا صفاً امام أي محاولة للمساس بهذه الحصانة, التي لا نعتقد ان محاولة اختراقها تنبع من موقف وطني..!
نـزيه
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمز الوفاء
المفضلات