حين لا يكون الطب التقليدي كافياً
د.إياس نهاد الموسى -
خيار من لا خيار له
(أ)تشكو السيدة هداية من آلام شديدة في منتصف الصدر عندما تمشي خمسة أمتار , وهذا يجعلها غير قادرة على القيام بأبسط النشاطات اليومية داخل بيتها , وهي لا تفكر أبدا في الخروج من البيت لان المشي لأقصر مسافة أو صعود بضع درجات يكون مستحيلاً , وكانت السيدة هداية قد أجرت قبل عشر سنوات عملية تطعيم الشرايين التاجية ( القلب المفتوح ) لعلاج انسدادات الشرايين المزمنة . و لكنها فوجئت بعد 8 سنوات من العملية بانسداد كامل لكل الوصلات الجراحية , وقال الأطباء أن العلاج الوحيد هو الدواء حيث لا يمكن إجراء عملية قلب ثانية لها و لا زراعة شبكات معدنية في الشرايين التاجية لصغر حجمها و شدة تكلسها .
ورغم الدواء الكثير الذي يتجاوز 10 حبوب في اليوم ( مميع الدم , موسع شرايين , ..............) فإنها لا زالت تعاني من الذبحة الصدرية ( ألام الصدر عند المشي ) عند أي مجهود بسيط .
(ب)يشكو السيد مهاوش من هبوط شديد في عضلة القلب بعد إصابته بسلسلة من الجلطات القلبية وعمل عضلة القلب لا يتجاوز إل 20% حيث أن نفسه يضيق عند أي حركة أو جهد . ويأخذ كميات هائلة من الأدوية تجعله يشكو من الغثيان و الضعف العام , وقد جرب إيقاف بعضها و أحيانا كلها لعدة أيام قليلة و أدى ذلك إلى دخول المستشفيات مرات عدة باحتقان الرئتين وفي احدى المرات تم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي لعدة أيام , و قد قيل له أن الحل الوحيد هو زراعة القلب و ليس هذا خيارا متوفرا في الأردن أو الدول المجاورة .
* ما الذي يمكن أن يتم عمله للسيدة هداية و السيد مهاوش ؟؟!
أولا : مراجعة الأدوية بدقة كبيرة للتأكد من
1- أن الدواء هو المناسب لهذا المريض و بالجرعات المناسبة له .
2- أن ليس هناك أدوية تتعارض أو تخفف من عمل الأدوية الضرورية للقلب أو تساهم في جعل حالة القلب أسوأ .
3-قد يتم إيقاف بعض الأدوية غير الضرورية لإتاحة المجال لزيادة جرعات الأدوية الضرورية .
4-هناك بعض الأدوية التي تضاف في المراحل المتقدمة و كثير من الناس لا يأخذها لاعتقاد بعض الأطباء خطا أنها لاتنفع , مثلا الأدوية التي تعمل على مستوى خلية القلب لتحسين استهلاك العضلة لبعض الأحماض الدهنية كمصدر للطاقة أو الدواء الذي يخفف نبضات القلب دون التأثير على أي جهاز أخر مما يؤدي إلى تحسين النسبة بين كمية الدم المطلوب للعضلة و كمية الدم الوارد لها من الشرايين .
ثانيا : مراجعة الطعام والشراب و النوم للتأكد أن المريض لا يفرط أو يبالغ في إحداها , وأحيانا يستفيد هؤلاء المرضى من حمية خاصة تعتمد على الصوم بإشراف طبي مكثف .
ثالثاً :في حالة ضعف القلب الشديد , يتم زراعة منظم للقلب يقوم بتنظيم ايقاع القلب و انقباضه بحيث يكون متناغماً بين البطين الايسر و الايمن و بذلك يصبح اكثر فعالية في ضخ الدم الى الجسم و قد اظهرت الدراسات نتائج ممتازة لهذا العلاج في المرضى الذين يعانون من هبوط عمل القلب و لديهم عدم تناغم في عمل البطينين الايمن والايسر .
رابعاً : هناك تقنية مثبتة علميا لعلاج حالات الذبحة الصدرية التي لا يمكن إجراء عمليات أو قسطرة علاجية لها أو هبوط القلب الشديد المستمر رغم الأدوية المكثفة , وهذه التقنية تعتمد على وضع أدوات تشبه جهاز قياس الضغط على الأطراف السفلية و تقوم بعملية متكررة من ضغط و استرخاء بتوقيت متناسق مع نبض القلب لكي تساعد العضلة على ضخ الدم بشكل أسهل , وتساعد العضلة القلبية على استقبال كمية اكبر من الدم .
و هذه التقنية المسماة ECP ( External Counter Pulsation ) (النبض المعاكس الخارجي)
أثبتت فعالية جيدة في تخفيف أعراض المرضى الذين يعانون كما يعاني منه مهاوش وهداية من فئة ليس لديها خيارات علاجية أخرى , وهناك عدد قليل من المرضى الذين تناسب حالتهم , والطبيب المختص هو القادر على تحديد ذلك .
استشاري أمراض القلب و الشرايين التداخلية
رد مع اقتباس
المفضلات