يواجه الحراك الانتخابي في البحرين ظاهرة تخريب شملت الكثير من إعلانات ومقار بعض المرشحين وبعض سياراتهم من مختلف القوى السياسية وهي ظاهرة لم يعتد عليها البحرينيون في انتخابات 2002 و2006.
الظاهرة -التي حذرت منها الحكومة وتوعدت بمحاسبة من يقف وراءها قانونيا- بدأت قبل بدء الدعاية الانتخابية عندما استغل أغلب الذين كانوا يعتزمون الترشح للانتخابات البلدية والنيابية مناسبة عيد الفطر الماضي بتهنئة أهالي دوائرهم عبر إعلانات في الشوارع.
سمة الانتخابات
ومع السماح بالدعاية الانتخابية قبل نحو شهر بدأت أعمال تخريب إعلانات ومقار بعض المرشحين وتشويه صورهم تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت هذه الظاهرة إحدى أهم سمات انتخابات 2010 الأمر الذي دفع بأغلب المرشحين لوضع حراس أمن أمام مقارهم الانتخابية على مدار الساعة.
لكن أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية اتهم -في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق- أفرادا كانوا يستقلون سيارة تابعة لإحدى الدوائر الرسمية بتخريب إعلانات أحد مرشحي جمعية الوفاق في جزيرة سترة جنوب العاصمة بعد مراقبتها، على حد زعمه.
ويقول أحمد الدرازي -صاحب محل إعلانات– إن فترة صناعة إعلانات جديدة للمرشحين تلاشت وأصبحوا يعيدون إصلاح وتركيب إعلاناتهم وصورهم التي شملها التخريب في الشارع.
ويضيف الدرازي للجزيرة نت أن تكلفة إصلاح الإعلانات والصور الرقمية التي شملها التخريب لا يختلف سعرها عن تكلفة الإعلان الجديد وهو ما يزيد من أعباء المرشحين في الحملات الانتخابية.
وقدر الدرازي التكاليف التي صرفت على إصلاح واستبدال إعلانات المرشحين نتيجة التخريب بأكثر من 30% من القيمة الإجمالية من تكلفة الإعلانات.
وذكر الدرازي أن أحد المرشحين اضطر إلى وقف تصليح إعلاناته وصوره الانتخابية بعدما تكرر تخريبها أكثر من مرة بسبب نفاد ميزانيته المالية.
بعض الإعلانات شملها تشويه الصور (الجزيرة نت)
تباين الرؤى
وترى المدونة البحرينية ليلى المرزوق أن تزايد حدة هذه الظاهرة يعكس حجم تباين الرؤى والخلاف بين الكثير من المرشحين وخصوصا الذين يعيدون ترشحهم مرة أخرى في بعض الدوائر.
وتضيف المرزوق للجزيرة نت أن الظاهرة تعكس أيضا تزايد أصوات المقاطعين للعملية الانتخابية، مشيرة إلى أن استمرارها في بعض المناطق قد ينعكس على علاقات الكتل والمستقلين في البرلمان القادم.
بدوره أكد الباحث الاجتماعي محمد سعيد العصفور أن الظاهرة متوقعة في أي عملية تنافسية وهي تهدف إلى خلق توتر واستفزاز بين المرشحين لإشغال الشارع بهذه الأعمال بعيدا عن البرامج الانتخابية وتعطي مؤشرا أحيانا إلى أن هناك عدم قبول للشخص الذي يتم تخريب إعلاناته.
وأضاف العصفور للجزيرة نت أن بعض المرشحين ربما يقف هو بنفسه وراء تخريب إعلاناته للفت الأنظار حوله وإشغال الإعلام وربما يحصل على تعاطف شعبي.
وأوضح العصفور أن تصاعد هذه الأعمال سيؤثر على النسيج الاجتماعي في المنطقة وخصوصا أن أهالي المناطق يعيشون حالة من الانقسام بسبب تأييدهم لمرشحين معينين، وتستمر إلى ما بعد الانتخابات وتصل حتى إلى الاستقرار العائلي.
وتأتي هذه الظاهرة قبل موعد الانتخابات النيابية والبلدية المقررة السبت القادم بينما تشهد البلاد احتقانا سياسيا وأمنيا منذ سبتمبر/أيلول الماضي على خلفية توقيف مجموعة من المعارضين اتهمتهم الحكومة بمحاولة تغيير نظام الحكم.
المصدر: الجزيرة
المفضلات