أتعلمْنَ ؟
أؤمن بأن المطر لا يروي الأرض ويغسلها فقط !
بل حتى تلك القلوب المتلهفة للحياة .. لرؤية مشبعة بالتفائل للسماء .. لروح ترقص على وقع المطر .. لإيمان يرفع دعواته لسابع سماء وهو يبكي كالديم !
وبأن الأحرف تنتشي مع المطر .. و يا للمطر !
أتحتجن هذه المساحة كـ ح ـالمه لـتحكينَ للمطر حكايتكن ودعائكن ودموعكن و خواطركن ؟
إذن هي لكنَ وللمطر
[IMG]http://*********/up/uploads/039a6ae00f.gif[/IMG]
تضحكين ..
وأنت تشاهدينني أعدو في المطر, أشربه وأغسل وجهي به كطفل صغير..
وتبتسمين .. ذلك أنك لا تدركين أنني أحمل في دمائي عطش ألف صحراء ,
ومعاناة ألف مفازة , ووحشة ألف ربع خالٍ .
انا ابن الّذين وضعوا للغيم مائة اسم واسم .
من أين أبدأ؟
الدجن أم السحاب أم الديم أم الغمام أم الوكاف
أم ذلك الزائر البخيل الجهام؟
ووضعوا للمطر مائة اسم واسم .
هل أترجم لك معنى القطر أم الرهام أم الغيث أم الوبل أم العارض
أم المزن أم الرذاذ أم الوسم أم الهتان؟
انا ابن أولئك الذين كانوا لا يرتحلون إلا بحثًا عن المطر,
ولا ينيخون إلا على واحات المطر .
أحمل في داخلي وجع كل طفلة بدوية ماتت عندما انحبس المطر ..
وضحكة كل طفل ولد على أذرع المطر .
أوّاه يا قطرة المطر !
ليتني كنت مثلك أستطيع أن أمنح انسانًا واحدًا
هذه الومضة الحلوة من ومضات الحياة. *
أتعلمين ..أي حزن ٍ يبعث المطر.. ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع .. ؟
كأن طفل بات يهذي قبل ان ينام..
بأ ن امه التي افاق منذ عام ٌ فلم يجدها .. !
ثم حين لج في السؤال .. قالوا له بعد غد ٍ تعود لابد ان تعود ..
فتستفيق ملء روحي نشوة البكاء.. ورعشة ٌ وحشية ٌ تعانق السماء.. كرعشة الطفل اذا خاف من القمر ..
مطر.. مطر.. مطر ! *

أصغي الآن لصوت المطر وهو يطرق بخفة نافذتي وكأنه يحدثني بحنان : أتيت فـ قولي لي ما حبستِ طوال السنة ..
هو يعلم أيضاً أنني احتاجه كثيراً .. أحتاج ان أحكي له حكايا ظلت سجينة بين القلب والروح .. وأن اتمتم معه بدعاء لرب المطر ..
هو ايضاً لا يحمل كرهاً لأحد .. رغم انني اتهمته يوم أن خرجت دمعات عيناي وحكيت : هو المطر !
همست له اليوم : هل سمعت دعائي وبكائي بالأمس ؟
و انهمر بغزارة ..
المفضلات