رب الأسرة يحلم بخيمة تأوي أطفاله ويرفض إرسالهم للمدارس بسبب الفقر المدقع
عائلة أردنية تأكل من مخلفات المطاعم وتعيش في "براكية" من الكرتون في ارقي أحياء عمان!!.. تقرير مصور





الحقيقة الدولية – خاص
رسمت الزوجة أم موسى صورة لوضع عائلتها المأساوي من خلال سرد قصة رجوع ابنتها الكبيرة جيهان وأخوها موسى يحملون كيساً بلاستيكياً صغيراً، حيث يقومون بجمع مخلفات الطعام من أماكن تواجد المطاعم الراقية الموجودة في بعض أحياء ضواحي عمان، وكذلك للوقوف أمام المدرسة التي تقع على بعد 5 كيلو متر من "براكيتهم" التي تأويهم، تعبيراً عن شوقهم وحبهم وحنينهم للدراسة وللأصدقاء.
تحرك مندوب "الحقيقة الدولية" فور سماعه قصة عائلة " أبو موسى" الأردنية التي تعيش في العراء في براكية من الكرتون، تفترش الأرض وسقفها السماء، وتهويتها طبيعية بسبب وجود العديد من الفتحات الجانبية، التي تشكلت كالشبابيك؛ بسبب الفقر المدقع.
تعيش عائلة أبو موسى في هذه البراكية الكرتونية، التي أنشأها الزوج على أرض حل عليها ضيفا يعتبر سعرها من أغلى أسعار الأراضي في المملكة، ودمجت بين أناس يعيشون حياة مترفة، وأناس معدمون يعيشون في مستوى أدنى من مستوى الكائنات الحية الأخرى، بيوتهم وخيمهم شيدت من الكرتون والخيش، ويرفض رب الأسرة إرسال أطفاله للمدارس بسبب الفقر المدقع من جهة، ومن جهة ثانية لعدم توفر الماء الذي يمكنهم من غسل أبدانهم وملابسهم.
الطفل موسى لم يتجاوز الحادية عشر من عمره، لم يذق خلالها طعم الطفولة، حيث أوكل إليه والده مهمة الذهاب إلى المطاعم لإحضار مخلفات الطعام، وقد بين أن العاملين في المطاعم يتعاطفون معه لأنه صغير ولأن أسرته فقيرة فيستصلحون له وجبة كافية لعائلتهم، مما تبقى من طعام الزبائن.
وأثناء وقوف مندوب " الحقيقة الدولية" أمام "البراكية" توجه موسى واخته جيهان إلى المنزل وبيدهم كيس صغير، ولكنه حياءً من الغرباء المتواجدين أمام براكيتهم – مأواهم - رمى الكيس بعيداً لكي لا يروا حقيقة ما يحويه هذا الكيس.
وقال الأب هـ . ع بأنه قام بمراجعة مديرية التنمية الاجتماعية في منطقة وادي السير، وصعق بسبب جواب المسؤول عن معاملته بأنها تحتاج إلى إجراءات ووقت زمني لا يقل عن الشهرين، وقد تزامن تقديمه للمعاملة مع بدء العام الدراسي، ولا يملك فيه " أبي موسى" أي دخل يمكنه من إرسال أبنائه للمدارس.
وعلق الزوج أبو موسى على التعليمات والقوانين – ساخراً-، أنا أعيش في وضع مأساوي صعب، حيث لا أملك أنا وأولادي قوت يومنا، ولا استطيع توفيره لهم، لأنني عاطل عن العمل، ومهنتي مزارع، وأنا في نظر الحكومة مقتدر ولا تنطبق شروط الفقير والمحتاج على عائلتي، فإلى من المشتكى.
وبين أبو موسى، بأن ابنته التي تبلغ من العمر سنتين أدخلت المستشفى بسبب سوء التغذية، حيث أكلت الخبز والشاي فقط لمدة 18 يوماً، وبأنها وأخ آخر لها لا تملك شهادة ميلاد بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف الولادة في المستشفيات الحكومية.
وتساءل المواطن ع. كيف أرسل أبنائي إلى المدرسة وهم لا يستطيعون غسل وجوههم أو لبس ملابس نظيفة، وكذلك حمل حقائب مدرسية بما فيها من قرطاسية وكتب.
ولا يطلب الزوج أبو موسى المساعدة المالية من أحد وإنما يطلب مساعدة الحكومة، لأنه يعتبر ذلك حق دستوري للمواطن الأردني ليعيش بكرامة، ومن أهم مطالبه توفير خيمة تأويه وحقائب مدرسية لأبنائه، وتمنى الزوج أبو موسى أن يعيش أولاده بسلام، وأن يموت بعد ذلك مطمئناً.
المصدر : الحقيقة الدولية – خاص 21.9.2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات