احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الإخلاص

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jun 2010
    المشاركات
    311
    معدل تقييم المستوى
    14

    الإخلاص

    منزلة الإخلاص :
    إن الإخلاص هو حقيقة الدين ، ومفتاح الرسل عليهم السلام ، قال تعالى : (( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ )) (البينة: من الآية5) وقال سبحانه : (( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ )) (النساء: من الآية125)وقال عز وجل ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )) (الملك: من الآية2)
    قال الفضيل : أي أخلصه وأصوبه .
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " ( رواه مسلم )

    وقال صلى الله عليه وسلم : " من تعلم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا ، لم يجد عَرْفَ الجنة ( يعني ريحها ) يوم القيامة " ( رواه أبو داود ) و الأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً .
    • ومما ينبغي التذكير به في هذا الموضع هو أن الإخلاص إذا تمكن من طاعة ما ، فكانت هذه الطاعة خالصة لوجه الله تعالى ، فإننا نشاهد أن الله يجزي الجزاء الكبير والعطاء العظيم لهؤلاء المخلصين ، وإن كانت الطاعة في ظاهرها يسيرةً أو قليلة ، يقول ابن تيمية في هذا الشأن : " والنوع الواحد من العمل قد يفعله الإنسان على وجه يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله ، فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة ، فهذه حال من قالها بإخلاصٍ وصدقٍ ، كما قالها هذا الشخص ، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلُّهم يقولون التوحيد ، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم كما ترجّح قول صاحب البطاقة "
    ثم ذكر ابن تيمية حديث البغي التي سقت كلباً فغفر الله لها ، والرجل الذي أماط الأذى عن الطريق فغفر الله له – ثم قال : " فهذه سقت الكلب بإيمانٍ خالص كان في قلبها فغفرا لله لها ، وإلا فليس كلُّ بغي سقت كلباً يغفر لها ، فالأعمال تتفاضلُ بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإجلال " ( منهاج السنة 6/ 218)
    • وفي المقابل نجد أن أداء الطاعة بدون إخلاصٍ وصدق مع الله لا قيمة لها ولا ثواب ، بل صاحبها متعرض للوعيد الشديد ، وإن كانت هذه الطاعة من الأعمال العظام كالإنفاق في وجوه الخير ، وقتال الكفار ، ونيل العلم الشرعي ، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجلٌ استشهد فأتي به ، فعرّفه نعمته فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت ليقال حريء فقد قيل ، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى ألقى في النار ، ورجلٌ تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفه ، فعرفها ، قال : فما عملت ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ،قال : كذبت ،ولكن تعلمت ليقال عالم ، وقرأت القرآن ليقال قارئ ، فقد قيل ، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجلٌ وسّع الله عليه ، وأعطاه من صنوف المال ، فأتى به فعرّفه نعمه فعرفها ، قال ، فما عملت فيها ؟ قال: ما تركت من سبيل تحبُّ أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال جواد ! فقد قيل ، ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى ألقي في النار " ( رواه مسلم )

    3- تعريف الإخلاص وحده :
    • أما تعريف الإخلاص وحدّه ، فقد تنوعت عبارات
    العلماء في ذلك :
    • فهناك من يعرّفه بـــ :إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة .
    • وهناك من يقول : الإخلاص تصفيةُ الفعل عن ملاحظة المخلوقين .
    • ويقول الهروي : الإخلاص تصفية العمل من كلّ شوب ،
    • ويقول بعضهم : المخلص هو الذي لا يبالي لو خرج كلُّ قدرٍ له في قلوب الناس ، من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل ، ولا يحبُّ أن يطلع الناس على مثاقل الذر من عمله .
    ولا شك أن الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة كبيرة حتى يناله العبدُ تماماً ، وقد سئل سهل بن عبد الله التستري ، أي شيء أشد على النفس ؟ قال : الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيبٌ ، وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشدّ علىّ من نيتي ، إنها تتقلب عليّ ، ولذا فإن النفس الأمارة بالسوء تُشيّن الإخلاص في قلوب ا لمكلفين ، وكما يقول ابن القيم عن تلك النفس : " وتريه الإخلاص في صورة ينفر منها ، وهي الخروج عن حكم العقل المعيشي ، والمداراة ، والمداهنة التي بها اندراج حال صاحبها ومشيه بين الناس ، فمتى أخلص أعماله ولم يعمل لأحد شيئاً تجنّبهم وتجنبوه وأبغضهم وأبغضوه " ( الروح ص 392)
    4- من دقائق الرياء وخفاياه :
    • واعلم أن الإخلاص ينافيه عدة أمورٍ من حب الدنيا والشهرة ، والشرف ، والرياء ، والسمعة ، والعُجْب .
    • والرياء هو إظهار العبادة لقصد رؤية الناس ، فيحمدوا صاحبها، فهو يقصد التعظيم والمدح والرغبة أو الرهبة فيمن يرائيه .
    • وأما السمعة فهي العمل لأجل سماع الناس .
    • وأما العُجْبُ فهو قرين الرياء ، وقد فرّق بينهما شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : " الرياء من باب الإشراك بالخلق ، والعُجْبُ من باب من باب الشرك بالنفس " ( الفتاوى 10 / 277) .
    وسأورد لك – أخي القارئ – بعضاً من دقائق الرياء وخفاياه ، وإلا فالحديث عن الرياء طويل جداً ، وحسبنا في هذا المقام أن نورد ثلاثة من تلك المسالك الدقيقة للرياء على النحو التالي :
    • أما أولها :
    فما ذكره أبو حامد الغزالي في أحيائه حيث قال : أثناء ذكره للرياء الخفي : " وأخفى من ذلك أن يختفي ( العامل بطاعته ) بحيث لا يريد الاطلاع ، ولا يُسرّ بظهور طاعته ، ولكنه مع ذلك رأى الناس أحبّ أن يبدءوه بالسلام ، وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير وأن يثنوا عليه ، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه ، وأن يسامحوه في البيع والشراء وأن يوسعوا له في المكان ، فإن قصر فيه مقصر ثقل ذلك على قلبه ، ووجد لذلك استبعاداً في نفسه ، كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها مع أنه لم يُطلع عليه ، ولو لم يكن قد سبق منه تلك الطاعة لما كان يستبعد تقصير الناس في حقه ، ومهما لم يكن وجود العبادة كعدمها في كل ما يتعلق بالخلق لم يكن قد قنع بعلم الله ، ولم يكن خالياً عن شوب خفي من الرياء أخفى من دبيب النمل ، وكلُ ذلك يوشك أن يحبط الأجر ، ولا يسلم منه إلا الصّدّيقون " أ . هـ . ( الإحياء 3/305، 306) .
    • وأما ثانيها : فهو أن يجعل الإخلاص لله وسيلة لا غاية وقصداً لأحد المطالب الدنيوية .
    وقد نبّه شيخ الإسلام على تلك الآفة الخفية فكان مما قال : رحمه الله : " حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ، قال : فأخلصت أربعين يوماً لم يتفجر شيء ، فذكرت ذلك لبعض العارفين ، فقال لي : إنما أخلصت للحكمة ، ولم تخلص لله تعالى "
    • ثم قال ابن تيمية : " وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة ، أو نيل المكاشفات والتأثيرات ، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه ، أو غير ذلك من المطالب ، وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه ، فإذا قصد أن يطالب ذلك بإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضاً ؛ لأن من أراد شيئاً لغيره فالثاني هو المراد المقصود لذاته ، والأول يراد لكون وسيلة إليه ، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالماً أو عارفاً أو ذا حكمة ، أو صاحب مكاشفات ، وتصرفات ونحو ذلك ، فهو هنا لم يرد الله ؛ بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى " ( الدرء 6/66، 67)
    • ولذا يقول الشاطبي رحمه : " إن الفاعل للسبب عالماً بأن المسبب ليس إليه ، إذا وكله إلى فاعله وصرف نظره عنه كان أقرب إلى الإخلاص ، فالمكلفُ إذا لبّى الأمر والنهي في السبب من غير نظر إلى ما سوى الأمر والنهي في السبب من غير نظر إلى ما سوى الأمر والنهي ، خارج عن حظوظه ، قائم بحقوق ربه ، واقف موقف العبودية ، بخلاف ما إذا التفت إلى المسبب وراعاه ، فإنه عند الالتفات إليه متوجهٌ شطره ، فصار توجهُهُ إلى ربه بالسبب ، بواسطة التوجه إلى المسبب ن ولا شكّ في تفاوت ما بين الرتبتين في الإخلاص " ( الموافقات 1/ 219- 220) ولما ذكر الشاطبي حكاية : " من أخلص لله أربعين يوماً " قال رحمه الله : " وهذا واقعٌ كيراً في ملاحظة المسببات ( النتائج ، والعواقب ) في الأسباب ، وربما غظت ملاحظاتها فحالت بين المتسبب وبين مراعاة الأسباب ، وبذلك يصير العابد مستكثراً لعبادته ، والعالم مغتراً بعلمه إلى غير ذلك " ( الموافقات 1/ 220)
    • ومن دقائق الرياء – وهو ثالثها – ما أشار إليه ابن رجب رحمه الله بقوله : " وهنا نكتة دقيقة ، وهي أن الإنسان قد يذمُّ نفسه بين الناس ، يريد بذلك أن يرى الناس أنه متواضع عند نفسه ؛ فيرتفع بذلك عندهم ويمدحونه به ، وهذا من دقائق أبواب الربا ، وقد نبه عليه السلف الصالح ، قال مطرف بن عبد الله بن الشخير ، كفى بالنفس إطراءً أن تذمها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها ، وذلك عند الله سَفَهٌ " ( شرح حديث : ما ذئبان جائعان ، ص 46) .

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    [IMG]http://www.*********/up/uploads/images/Dm33-com-12b69328c8.gif[/IMG]

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669



    بارك الله فيك
    جزاك الخير كله




  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Sep 2008
    الدولة
    في بستان الورد
    المشاركات
    24,164
    معدل تقييم المستوى
    21474876
    بآرك آلله فيكـ ونفع بكـ

  5. #5
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    جزاك الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتك
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Jun 2010
    الدولة
    حيث يخلد قلبي الى السكون
    المشاركات
    10,243
    معدل تقييم المستوى
    24
    فعلا انما الاعمال بالنيات

    بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك

المواضيع المتشابهه

  1. سورة الإخلاص مكررة بصوت الشيخ أحمد بن علي العجمي
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى القران الكريم youtube
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 15-07-2013, 08:30 PM
  2. تفسير سورة الإخلاص
    بواسطة أبو جود في المنتدى منتدى تفسير سور القران الكريم
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-04-2012, 06:21 PM
  3. حكم تعليق سورة الإخلاص على زجاج السيارة الخلفي للتذكير
    بواسطة هدى الرحمان في المنتدى الفتاوي الشرعية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-04-2012, 12:07 AM
  4. التأويل الفريد في عقيدة المريد [ سورة الإخلاص ]
    بواسطة حجة الإسلام في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 04-06-2011, 03:51 PM
  5. ميسي يتألم بسبب اتهامه بعدم الإخلاص مع المنتخب الأرجنتيني
    بواسطة عاشق التانجو في المنتدى منتدى الرياضة العربيه والعالميه
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 15-03-2010, 01:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك