هل ذقتم طعم الرمل ؟
انا ذقته !
وادعوكم لتذوق طعم التراب
لا تقرفوا
نحن من تراب ، رمال ..
لكننا رمال متحركة تتحدث أكثر مما تصمت ..
وتأخذ أككثر مما تعطي ،
أتمنى يوما ان تتذوقوه ..
ان تشموا رائحته..
عله يعيدنا جميعا لصوابنا من جديد..
التراب، لو تدركون معي :
هو سر الدائرة بالحياة
منه..
اليه..
ومن تحته كل الثروات..ومن فوقه كل الشهوات..
بينهما سر الحياة..
تذوقوه واشتموه .. فانت منه واليه..
وتواضع أمامه تواضع الابن لوالدته ،
كنت اسير بتراخ سببه التأمل
أنظر للأرض بلا تركيز
أحرك بقدمي تارة قطعة من مشروب غازي ملقى بها باهمال على صفحة الأرض
وتارة أخرى أحرك بقدمي قطعة من صخر عنيده تلاصق مكنونات التربه
واذ برياح صيفية تحمل التراب لوجهي فجأة !
استنشقته ..ومن الخوف فتحت فمي لأتذمر فابتلعت منه القليل
قبل يومين ما اصفه لكم من مشهد !
وقفت على الناصية ومددت يدي لأقبض بها على قليل مما ابقته الريح خلف جنونها
شممته وذقته فأوصل لي سلام من الأرض !!
قال لي : ارضك ترسل لك السلام !
قلت له : اي ارض ؟ فبلاد العرب اوطاني كما غنى القلب دوما !؟
فقال لي : أحمقاء انت ؟
ارضك التي تسلم عليك ليست وطن بحدود ، بل خلود بلا جحود !
فقلت له : وعليها السلام ورحمة الله وبركاته؟!
قد صدق ، والله !
دعوه مني مرة أخيره : تذوقوا التراب واشتموه ..
لا محاله عائدون اليه.. وسنبعث منه
فان يوما اوقفتكم ريح تحمله :
لا تضعوا أكفكم امامه لتحمون انوفكم منه
بل افتحوا أضلعكم ورحبوا بسلام الأرض تحمله منها لولدها
و بلا جحود أخفض رأسك ولامسه بأنفك !
~~~~~~
أعزائي :
لم الغرور ؟
عيونك جميله ؟
طويل القامة ؟
عملك ممتاز وراتبك عال ؟
بيضاء البشره ؟
اسنانك بيضاء ولطيفه ؟
نسبك عريق ؟
كيف للانسان احيانا و بكل غباء ان يفخر ويصل للغرور بأمور ليس له اليد بأنها لديه فهي ليست بفضله
بل هو الله الواهب الذي يهب لمن يشاء ما يشاء
فلسنا من نخلق اشكالنا ولا اي من الامور التي يفاخر بها الناس الناس
فلنحمد الله كثيرا ونتواضع كثيرا كثيرا عله يحسن خاتمتنا
لعلنا وعندما تحتضننا امنا الأولى بجوفها
علنا يومها
ننام باطمئنان
ونكون بأجسادنا غذاء للديدان لذيذ بما قدم
لا مقرف بما اقترف
المفضلات