فرنسا ترحل 8313 غجرياً ورومانيا تحذر
باريس ماضيه في قرارها والمظاهرات تعم أسطنبول
فرنسا ترحل 8313 غجرياً ورومانيا تحذر
باريس – وكالات: رحلت فرنسا امس جوا نحو 300 شخص من اقلية الروم الى رومانيا وسط الاعراب عن نية "لتسريع" عمليات الترحيل، وهي سياسة اثارت استياء دوليا وتهدد بحسب وزير روماني بالتحول الى عنصرية وكره للاجانب. فبعد رحلتين في الاسبوع الفائت، نقلت طائرتان خاصتان 284 شخصا من الروم رومانيي وبلغاريي الاصول، وحطتا بعد الظهر في مطار بوخارست. وقال شاب في العشرينات "انذرتنا الشرطة بان الخيار لنا، اما نرحل طوعا واما نطرد بالقوة لاحقا"، مضيفا "قررنا بالتالي الرحيل" بعد تلقي مساعدات بلغت قيمتها 300 يورو للبالغ و100 للطفل. واكدت امراة في الثلاثين تجر كيسا من القماش في يد وطفلة في اخرى انها لا تستطيع "انتظار العودة الى فرنسا". واعلن وزير الهجرة اريك بوسون لوكالة فرانس برس "تسريع وتيرة ترحيل الرعايا البلغار والرومان". ويبلغ عدد الروم الذين تم ترحيلهم حتى امس 8313 رومانيا وبلغاريا منذ الاول من يناير مقابل 9875 خلال العام 2009 بحسب بوسون. من جهة اخرى، حذر وزير روماني يزور باريس لاجراء مشاورات حول ملف الروم الخميس من الانحراف نحو العنصرية والكراهية. وقال فلانتين موكانو وزير الدولة الروماني المكلف ملف الروم للصحافيين "لقد شددت لدى السلطات الفرنسية على ضرورة تحسين التواصل بهذا الشان وذلك بهدف مساعدة المجتمع المدني الفرنسي على فهم الوضع بشكل افضل". واضاف على هامش اجتماعات مع مسؤولين فرنسيين "يشعر كثير من الناس في رومانيا بالقلق من ان يسود اعتقاد انه بالامكان حل المشكلة من طريق اعمال يمكن ان تؤدي الى العنصرية وكره الاجانب". وتعرضت فرنسا في الاسابيع الاخيرة لانتقادات خبراء الامم المتحدة والمفوضية الاوروبية ومجلس اوروبا والفاتيكان لاجراءاتها بحق الروم. كما اعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها الكبير حيال عمليات الترحيل منددة ب"وصم" جالية بكاملها ورافضة الصلة التي تقيمها الحكومة الفرنسية بين الاجانب والجريمة. ودعت المنظمة فرنسا الى "التوقف فورا عن وصم الروم والغجر الرحالة" وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه في باريس. وينقسم الفرنسيون ازاء هذه السياسة اذ اعرب 48% منهم عن تأييدهم ترحيل الروم الى رومانيا بعدما تم تفكيك مخيماتهم هذا الصيف، بحسب استطلاع نظمته سي اس اه، في حين رفضه 42% منهم هذا الامر. وانتقدت نائبة الخضر في البرلمان الأوروبي ، باربارا لوخبيلر ، عمليات ترحيل أفراد طائفة الروما (الغجر) من فرنسا. وقالت لوخبيلر في تصريحات لصحيفة "نويه بريسه" الألمانية نشرتها في عددها امس إنه لم يتم التحقق مما إذا كان المتضررين من عمليات الترحيل من الروما الفرنسيين، أم من دول أوروبية أخرى. وأضافت الأمينة العامة السابقة لفرع منظمة العفو الدولية في ألمانيا: "الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، المضطرب سياسيا، يريد تحقيق نقاط في مجال الأمن الداخلي". وذكرت لوخبيلر أنه يسود حاليا نوع من سياسة الترحيل الشعبوية في حكومة ساركوزي ، مثلما هو الحال في الحكومة الإيطالية. وكان قد احتج ممثلو عدد من جمعيات الغجر الروم في تركيا امس امام قنصلية فرنسا باسطنبول على ترحيل الغجر الروم من فرنسا الى رومانيا وبلغاريا على ما افاد مراسل فرانس برس. واعلنت المجموعة الصغيرة في بيان تلي امام الصحافيين "نحن هنا احتجاجا على رياح العنصرية التي تهب على اوروبا وخصوصا على فرنسا ضد الروم". وتابع المتظاهرون "اننا نناشد المفوضية الاوروبية ان تحذر القادة العنصريين، وان تقول لهم كفوا عن العنصرية واذا لم ينفع ذلك فاطردوا بلدانهم من الاتحاد الاوروبي". ووضع المتظاهرون بعد ذلك باقة سوداء امام القنصلية كتب عليها "نحن آسفون". وتقدر جالية الغجر الروم في تركيا بنحو مليوني شخص اغلبهم من المقيمين المستقرين.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات