حيا مئات السوريين في موقع عين التينة المطل على بلدة مجدل شمس المحتلة صمود الأسير صدقي المقت الذي أتم عامه الخامس والعشرين في السجون الإسرائيلية. ودعوا في احتفال حاشد نظمته محافظة القنيطرة الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية للضغط على السلطات الإسرائيلية لإطلاق المقت وزملائه من السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
واعتقل صدقي المقت يوم 23 أغسطس/آب 1985 بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للجولان وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكما عليه بالسجن لمدة 27 عاما. وعانى المقت من شتى صنوف التعذيب والحجز الانفرادي لأكثر من عشر مرات.
وكانت مجموعة صدقي التي تم اعتقالها مكونة من 5 أشخاص تحرر ثلاثة منهم، وهم سيطان وعاصم الولي وبشر المقت، فيما استشهد هايل أبو زيد عام 2005 جراء إصابته بمرض سرطان الدم بعد 20 عاما من الأسر.
"
يعتبر صدقي المقت أقدم الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، وتسلم راية عميد الأسرى العرب من شقيقه بشر الذي تحرر عام 2009 والذي سبق أن تسلم تلك الراية من الأسير اللبناني سمير القنطار الذي تحرر عام 2008"
رسالة تضامن
وقال رئيس لجنة دعم الأسرى والمحررين السوريين من سجون الاحتلال علي يونس إن المهرجان "يوجه رسالة تضامن من الشعب والقيادة السورية مع أبنائها في معتقلات الاحتلال وفي مقدمتهم صدقي المقت".
وتابع يونس في حديث للجزيرة نت "نؤكد من عين التينة النقطة الأقرب إلى أرضنا المحتلة تمسكنا بنهج المقاومة من أجل استرجاع أرضنا المحتلة وتحرير أسرانا الأبطال". وأضاف "نقول لزميلنا صدقي عبر الأسلاك الشائكة، إن أبواب السجن صدئت بعد 25 عاما وبقيت شامخا كشموخ جبل الشيخ وسيفا مشرعا في وجه الأعداء".
بدوره أكد مسؤول حزب البعث في محافظة القنيطرة محمد العفيش أن وقفة اليوم في المهرجان غايتها دعم المقت وتمجيد صموده، مضيفا في كلمته أن المقت أذهل العدو بثباته وشجاعته وتحديه، معاهدا الأسير على الوقوف بعزم حتى انتزاع حريته وعودته إلى أرض الوطن، حسب قول المسؤول.
وعبرت ميمونة المقت شقيقة الأسير في تصريح للجزيرة نت عن فخرها واعتزازها بصمود شقيقها في وجه السجان الإسرائيلي. ودعت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية للتدخل من أجل الإفراج عن الأسرى السوريين والعرب من سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت إيمانها بأن فجر الحرية قادم لا محال مع عودة صدقي ورفاقه إلى الحرية.
ويعتبر صدقي أقدم الأسرى العرب في السجون الإسرائيلية، وقد تسلم راية عميد الأسرى العرب من شقيقه بشر الذي تحرر عام 2009 والذي سبق أن تسلم تلك الراية من الأسير اللبناني سمير القنطار الذي تحرر عام 2008، ويحتل الأسير صدقي رقم 22 على قائمة الأسرى الذين أمضوا أكثر من 25 عاما داخل الأسر.
"
سنوات الأسر الطويلة برهنت على أن العين إن أرادت فإنها تكسر المخرز، وأن الجرح يتمرد على السكين
"
الأسير صدقي المقت
العين تقاوم
وشارك المئات من الجولانيين في بلدة مجدل شمس ووفد من فلسطينيّي أراضي 48 في المهرجان عبر مكبرات الصوت. وتمت تلاوة كلمة موجهة من الأسير صدقي المقت للمشاركين أكد فيها "أن سنوات الأسر الطويلة برهنت على أن العين إن أرادت فإنها تكسر المخرز، وأن الجرح يتمرد على السكين ".
وتابع "إن السنوات الخمس والعشرين تعلن أنه لا مكان للمحتل في مشرقنا العربي، وسنقاتله حتى النصر والتحرير".
وبدوره أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في كلمة له ضرورة الكفاح من أجل الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والسوريين من سجون الاحتلال.
وتساءل في كلمته التي سمع صداها في موقع عين التينة "كيف يقبل الضمير الإنساني وجود عشرات الآلاف من الأسرى خلف القضبان وذنبهم الوحيد أنهم قالوا لا للاحتلال؟".
المصدر: الجزيرة
المفضلات