القيسي والكيلاني يعودان إلى عمان
الضابطان الأردنيان: الخاطفون سرقوا مقتنياتنا ورفضوا الكشف عن هويتهم التنظيمية

عاد إلى عمان أمس، بناء على التوجيهات الملكية السامية، ضابطا الأمن الأردنيان اللذان اختطفا على يد جماعة مسلحة خلال أداء الواجب الإنساني ضمن فريق الأمم المتحدة في إقليم دارفور يوم السبت قبل الماضي.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال علي العايد، في تصريح صحافي، إن الضابطين نبيل الكيلاني وأحمد القيسي عادا أمس إلى الوطن سالمين برفقة الفريق الخاص المشكل لمتابعة الحادثة.
وثمن العايد التعاون الذي أبدته الحكومة السودانية وبعثة الأمم المتحدة في إقليم دارفور، وأثمر عن إطلاق سراح الضابطين والاطمئنان على سلامتهما ودورهما في تسهيل مهمة الفريق الأمني في متابعة تفاصيل الحادثة وحرصهما على اطلاع الفريق على جميع الإجراءات والمستجدات من لحظة الحادثة ولغاية إنهاء مهمتهم.
وأكد العايد أن الضابطين لم يتعرضا لأي أذى خلال فترة احتجاز حريتهما، فيما أثمر التنسيق بين الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة الخارجية ومديرية الأمن العام وبين الحكومة السودانية وبعثة الأمم المتحدة في إقليم دارفور إلى إطلاق سراحهما يوم الثلاثاء الماضي بعد ثلاثة أيام من اعتراض مجهولين لهما أثناء استعدادهم للانطلاق لأداء واجبهم غير المسلح ضمن فريق المراقبين الدوليين في 14 آب (أغسطس) الحالي.
وكان قائد قوات الشرطة السودانية أوعز فور الإفراج عن الضابطين القيسي والكيلاني بإدخالهما إلى مستشفى الشرطة لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وانتدب نائبه للاطمئنان على صحتهما وبحضور الوفد الأمني الأردني.
يذكر أن مجموعة مسلحة اختطفت يوم 14 الشهر الحالي الكيلاني والقيسي المشاركين ضمن القوات الأممية في مهمة غير مسلحة في إقليم دارفور السوداني.
إلى ذلك، كشف الضابط أحمد القيسي تفاصيل وظروف اختطافه وزميله الضابط نبيل الكيلاني، حيث أكد الضابطان أنهما لم يتلقيا أي معاملة سيئة من الخاطفين بل أنهم منحوهما حق الاتصال الهاتفي مع ذويهم.
وعاد إلى عمان أمس القيسي والكيلاني اللذان اختطفا على يد جماعة مسلحة خلال أداء الواجب الإنساني ضمن فريق الأمم المتحدة في إقليم دارفور يوم السبت قبل الماضي.
ويشرح القيسي، تفاصيل اختطافه وزميله الكيلاني، قائلاً إن مركبة مدنية يستقلها خمسة مسلحين اعترضت مجموعة من أربعة من ضباط الأمن العام لدى مغادرتهم منازلهم باتجاه مكان عملهم ضمن قوات الأمم المتحدة كمراقبين دوليين مشاركين في مهمات حفظ السلام في إقليم دارفور بالسودان في منطقة نيالا.
ولفت إلى أنه وبناء على تعليمات الأمم المتحدة، بعدم إبداء مقاومة في التعامل مع الحالات المشابهة، فقد تمكنت المجموعة المسلحة من احتجازه هو وضابط أردني آخر واقتادتهما إلى منطقة حرجية.
وبين القيسي، متزوج وأب لأربعة أبناء، "أن المسلحين طلبوا مني ومن زميلي أن نرافقهم وتحت تهديد السلاح".
وأضاف "لم أبذل وزميلي أي مقاومة أثناء عملية اختطافنا، كون تعليمات الأمم المتحدة تحثنا على عدم المقاومة في حال تعرضنا لمثل هذه الظروف، فضلاً عن أن طبيعة المهمة الموكلة إلينا هناك تقتضي عدم استخدام السلاح".
ولم يكشف المسلحون للقيسي والكيلاني عن مكان إقامتهما أثناء فترة اختطافهما، وفق القيسي الذي لفت إلى أن "الخاطفين أقلونا بمركبتهم نحو إحدى الغابات التي لا يعرفها أحد، وذلك بعد أن سلكوا بنا طرقا وعرة". وأكد القيسي والكيلاني، إلى "الغد"، أنهم لم يتلقيا أي معاملة سيئة من الخاطفين، بل لبوا طلبهما بعيد اختطافهما، عندما منحوهما حق الاتصال الهاتفي".
ووفقاً للقيسي، "سمح الخاطفون بإجراء مكالمة هاتفية مع ذويه قبل أن يصادروا هاتفه المحمول"، مشيراً إلى أنه "اتصل مع شقيقه وزوجته، إلا أنه لم يخبرهما بتعرضه للاحتجاز، حيث قال لهما إنه سيغادر في مهمة قصيرة لمدة ثلاثة أيام قد لا يتمكن من التواصل معهم خلالها"، قاصداً طمأنة ذويه وعدم تخويفهم.
وذكر "أن الخاطفين اعطونا أجهزتنا الخلوية في البداية وسمحوا لنا بالاتصال، ومن ثم سحبوا الخلويات واعطونا الشرائح فقط".
وقال "إن الخاطفين قاموا بسرقة مقتنياتنا الشخصية (جهاز حاسوب محمول، هاتف خلوي، ساعة يد) ومبلغ 300 دولار"، مضيفا "إن استهدافهما جاء كونهما جزءا من كوادر الأمم المتحدة في الإقليم وليس لأنهما أردنيان".
ورجح القيسي أن تكون قوات الأمن السودانية استدلت على مكان احتجازهما باستخدام تقنية تتبع المكالمات الهاتفية بالإضافة إلى ضبط السيارة التي تم اختطافنا فيها، مؤكداً أنه واصل أداء فريضة الصوم طوال فترة احتجازه وكان يفطر على الطعام الذي تقدمه المجموعة المسلحة.
كما أكد أن الخاطفين "لم يبلغونا عن هويتهم أو إلى أي جهة تابعين، لكنهم سرعان ما ولوا هاربين عندما داهمتهم قوات الأمن السوداني".
واكتملت عائلة الملازم أول أحمد القيسي، بعودة ابنها إليها أمس سالماً.
ففي منزلها بمنطقة الجبل الأبيض في محافظة الزرقاء، استعدت العائلة بفرح غامر، إذ أعدت لهذه الغاية صيوانا كبيرا لاستقبال جموع المهنئين بعودة ابنها، فيما كست وجوههم الفرحة التي غابت عنهم طوال فترة غياب أحمد.
يقول الحاج عبد الجبار القيسي، والد أحمد، إن هذه هي المشاركة الأولى لأبنه ضمن قوات الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنه غادر في منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي، وبقي على اتصال مع عائلته.
وقال عبد الجبار، إنه اتصل مع شقيقه واخبره بأنه سيغادر لمدة ثلاثة أيام في منطقة غير مغطاة بشبكة هواتف، إلى أن "تلقيت نبأ اختطافه"، من خلال اتصال تلقيته من مديرية الأمن العام.
وأضاف ان مديرية الأمن العام طمأنتني بأن القضية مسألة أيام وسيتم إخلاء سبيلهما إن شاء الله. وقال إن أسرته عاجزة عن وصف مشاعرها تجاه مكرمة جلالة الملك عبد الله الثاني، بإرسال طائرة عسكرية إلى منطقة دارفور لنقل أحمد وزميله وإعادتهما إلى أرض الوطن.
ليث (12 عاماً)، الابن الأكبر للملازم القيسي، تحدث عن كيفية تلقيه نبأ اختطاف والده. وقال، وهو يحتبس دموعه، "رأيت أمي تبكي، فسألتها إيش مالك، فقالت لي إن أبوك تم خطفه ... وطمأنتني بأن الله سيعيده سالما بأقرب وقت ... وبعد هيك صرنا نبكي مع بعض".
المصدر : الحقيقة الدولية - الغد 23-8-2010
[IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]
المفضلات