يقبل شهر رمضان كل سنة على الانسان المسلم بشعور مختلف بتناسب مع الوازع الديني لذلك الشخص ، فمنهم من يستقبله بشوق وتعبد وتفهم معانيه الاجتماعية والاخلاقة . ويجدها فرصة لزيادة التعبد ولكسب الاجر والثواب .
بالاضافة الى الفائدة العلمية للصوم لجسم الانسان و اراحة الجهاز الهضمي واعادة حيويته ، والقسم الاخر يستقبل شهر الصيام كأنه واجب روتني تزداد معه حدة مزاجه وعصبيته اثناء النهار ، ويقل انتاجه وعطاؤه في هذا الشهر ، وتراه ينتظر وقت الافطار بفارغ الصبر لتبدأ مرحلة الاكل بشراهة ملحوظة مما يسبب أحيانا اعراض التخمة وبقاؤه طوال الليل عاجزا عن القيام بالواجبات الدينية والاجتماعية ،
وقد يكمل سهرته الرمضانية في احدى المطاعم او الخيم الرمضانية للتسلية وقتل الوقت حتى موعد السحور ليبدا بعدها الشعور بالنعاس والنوم الى وقت متأخر من النهار ، فيشعر عند استيقاظه بالكسل والتعب والارهاق الجسدي مع مضاعفات بالجهاز الهضمي بالاضافة الى عدم امكانية القيام بواجباته اليومية في العمل والوظيفة .
فلو تأملنا بحكمة شهر رمضان المبارك وطبقنا تعليماته الروحانية والاجتماعية وحتى فوائده الصحية لاعتبرنا شهر رمضان مفيد لزيادة الثواب والاجر والتعاطف مع الفقراء والمساكين وتقرب النفس الى خالقها مما يزيح عنها الهموم والاحزان .
ويكمن الفرق هنا بين من يستقبله بارهاق ميزانية البيت بمختلف انواع المأكولات والمشروبات وقلة الانتاج والكسل وزيادة العصبية والنرفزة داخل البيت وخارجه وبين من يعتبر رمضان فرصة لاراحة الجسد من هموم الحياة والتقرب لله وتعلم الصبر والقدرة على تحمل الجوع والعطش مما فيه شعور مع الفقراء وضبط النفس عن الشهوات والمعاصي وكبتها عن العصبية وحدة المزاج والتزام الحلم .
د.نايف ارشيدات
اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي )
المفضلات