بعد لقاء مبارك بعباس ونتنياهو وميتشيل .. حراك القاهرة هل يثمر مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟

أرشيفية
الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
أعطى الحراك السياسي النشط الذي شهدته القاهرة بداية الأسبوع الجاري الضوء الأخضر لانطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة من دون تحقيق مطالب الفلسطينيين لاستئناف المفاوضات التي ينتظر أن يباركها العرب في اجتماع وزراء الخارجية المكلفين "متابعة مبادرة السلام العربية" اجتماعهم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري لإقرار المفاوضات.
وحاول الأمين العام لجامعة الدول العربية تهيئة الأجواء لتمرير موافقة وزراء خارجية مبادرة السلام العربية على المفاوضات بالتأكيد على ضرورة توفر ضمانات مكتوبة كشرط لبدء المفاوضات مع الصهاينة.
وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا خلال اجتماع عقدوه في آذار الماضي على إجراء مفاوضات غير مباشرة فلسطينية – صهيونية كمحاولة أخيرة تستهدف إعطاء واشنطن فرصة لحمل الاحتلال الصهيوني على تنفيذ "التزاماتها القانونية بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية"، وهي المهمة التي فشلت "فشلاً ذريعاً".
والتقى أطراف عملية المفاوضات الأساسيين بدءاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو والمنسق الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل بالرئيس المصري حسني مبارك كل على حدة لبحث إطلاق المفاوضات.
وانتقد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنية الحديث عن ضمانات مكتوبة كشرط للدخول للمفاوضات المباشرة ، واعتبر الضمانات "غطاء عربي هزيل يستر عار العودة للمفاوضات المباشرة".
وأشار رزقة إلى أنّ الرئيس الفلسطيني وجامعة الدول العربية لا تملك خيارًا بديلاً عن المفاوضات العبثية، قائلاً: "إن الضمانات لعبة إعلامية لتمهيد الطريق للعودة المبررة للمفاوضات المباشرة"، لافتًا إلى "أنّ (كيان العدو الصهيوني) لم تلتزم بمعاهدتها السابقة مع المفاوض الفلسطيني".
ويذهب رزقة إلى أن وزراء خارجية لجنة متابعة السلام لا خيار أمامهم إلا الموافقة على المفاوضات المباشرة مع نتنياهو، ولا خيار أمام عباس إلا الاستجابة للمفاوضات المباشرة. الطرف الفلسطيني ذاهب إلى المفاوضات المباشرة بغطاء عربي تعيس لا يسمن ولا يغني من جوع.
ويتساءل عن أي ضمانات يتحدث الأمين العام؟ وهو الذي أعلن عن فشل محادثات التقارب غير المباشرة، بعد عباس نفسه؟
ويقول المحلل السياسي فايز أبو شمالة: من المؤكد أن الجهة التي ستعطي الضمانات الخطية هي الجهة التي أعطت الضمانات الشفوية من قبل، وتهربت منها، لذلك وضع العرب هذا الشرط المحرج من وجهة نظرهم لأمريكا، أو الملزم لأمريكا بالوقوف عند كلمتها المكتوبة، ما دامت قد تهربت من كلامها الشفوي، وكل ذلك دون أن يكون ملزماً لـ(كيان العدو الصهيوني)، الذي سيفاوض إلى أبد الآبدين، فإن ضاق العرب ذرعاً بطول الزمن، فما عليهم إلا أن يمسحوا عجزهم في ذقن الضمانات الأمريكية.
ويشدد على أن الضمانات الخطية: هي ألفاظ تبريرية ابتدعتها الدول العربية كي تسهل على السلطة الفلسطينية مواصلة خيار المفاوضات الوحيد الذي اعتصمت فيه كحبل بقاء، وكان حرياً بعباس أن يكف عن تطبيق بند محاربة المقاومة (الإرهاب) الذي جاء شرطاً في خارطة الطريق يقابله شرط وقف التوسع الاستيطاني. لقد التزمت السلطة بمحاربة المقاومة بكل قوة وعنف وشراسة، في حين أطلقت الحكومات الصهيونية المتعاقبة يد المستوطنين ليضاعفوا استيلائهم على الأرض ثلاثة مرات.
ويذهب الكاتب السياسي حسن البطل إلى أن الفلسطينيين باتوا اليوم متشائمين، وأركان في حكومة نتنياهو يشاركونهم هذا التشاؤم (ليبرمان ويعلون بالذات)، لكن الرئيس أوباما يُصرّ على تنجيح "حل الدولتين" إن لم يكن في ولايته الأولى ففي الثانية، لأن الأمر صار يمسّ بمصداقية الولايات المتحدة.
ويوضح البطل أن التشاؤم الفلسطيني لا يعني أنهم (الفلسطينيون) يخشون أن تأكلهم (إسرائيل) في وجبة المفاوضات المباشرة فلديهم خبرة في هذا تفوق خبرة المتظاهرين الفلسطينيين في الاشتباك مع جنود الاحتلال، لكن الفلسطينيين لم يعودوا يطيقون "لغوصة" (إسرائيلية) بين دولة مستقلة ومتواصلة ودولة محتواة ومجزّأة (إسرائيلياً).
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة 20.7.2010
المفضلات