صوت المرأة
[IMG]http://www.***********/news/xkrpqkyigjsyalhe.jpg[/IMG]
عبد الهادي راجي المجالي - زمان كنت مندوبا لاحد المرشحين... كنت أراقب النساء بشغف، وكيف يقمنَ بالتصويت، غالبا ما تأتي المرأة بمصاحبة زوجها، ويتم تلقينها اسم المرشح على الباب، وحين تدخل توزع ابتسامة خجولة على الجميع، وأحيانا لارتباكها (تتعثر) في عتبة غرفة التصويت، وحين تخرج يتأكد الزوج أنها أعطت للمرشح الفلاني..
في المجتمعات البعيدة عن عمان، وحتى في داخل العاصمة يملك الزوج أكثر من صوت،... زوجته وابنته واحيانا شقيقات الزوجة، وفي بعض المرات يقوم باقناع (حماتو) وربما تمتد دائرة التأثير الى (نسيباتو) وزوجات الاشقاء.
لم تقدم أي جهة للان أية دعوة او دعاية او حتى اشارة الى استقلالية صوت المرأة في الانتخابات... علما بان اصوات النساء تقرر نصف الناجحين وتمثيل النساء في المجلس مرتبط (بالكوتا) .
الخطورة ليست في بيع الاصوات واعتماد مبدأ الدفع مقابل تغيير القناعات ولكن هناك خطورة ايضا في ان تفرض على المرأة مرشحا هي غير معنية به... أنا لا أدعو الى قيام المرأة للعصيان، ولكني ادعو الى ان تكون لها ارادة حرة في التصويت.
حين كنت مندوبا لاحد المرشحين كنت اشاهد كيف يحضر الزوج زوجته وحين تنهي التصويت يقول: (علىالبكم أم محمد استنيني هيني جاي) وتعود «أم محمد» الى «البكم»...
وثمة (وشوشات) تنطلق بين الاب والابناء.. حول شقيقات (ام محمد) وهل حضرت ام لا.. وحين تقوم باجراء حسبة بسيطة تكتشف بان (ابو محمد) ادلى بما يقارب ال(30) صوتا.
نحتاج الى موقف يتبنى استقلالية لصوت المرأة.. وحرية تامة في اختيار مرشحتها او مرشحها.. بناء على رغبتها وقناعتها.
احيانا تكتشف ان التي تدلي بصوتها معلمة او مهندسة او طبيبة ولكن على ما يبدو فان تأثيرات خارجية تطغى على الثقافة والمعرفة والعلم.
مثلما يتم تحريض المواطن على المشاركة يجب تحريض المرأة ايضا على ان تحترم ارادتها وان لا ترتهن برغبة احد. لهذا ادعو الزميل سميح المعايطة المستشار السياسي لرئيس الوزراء ان يشير الى هذه النقطة في احاديثه القادمة كونه يعرف ان نصف اعضاء مجلس النواب خرجوا باصوات النساء والمفارقة الاغرب في الامر هو ان المرأة تنجح عبر الكوتا.
المفضلات