فوز تحالف السلطة والمال
وسط تكهنات بدفعه عشرات الملايين.. هشام مصطفى قد ينجو من المشنقة بعد تنازل عائلة سوزان عن اتهامه

شهدت قضية مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم الجمعة تطورا نوعيا، اعتبره مراقبون انتصارا لتحالف المال والسلطة في مصر، اذ تنازل والد سوزان تميم واخوها ووالدتها عن اتهامهم لمحسن السكري ضابط امن الدولة السابق، وهشام مصطفى وهو احد رموز الحزب الحاكم في مصر، ما قد يعني انقاذ رقبتيهما من حبل المشنقة.
وقالت تقارير ان عائلة هشام مصطفى دفعت مبلغ مائة مليون دولار مقابل التنازل، الا ان مصادر مطلعة قالت ان المبلغ اقل من هذا قليلا، ولا يتجاوز ثلاثين مليون دولار، تم توزيعها بمقدار النصف للاب والربعين للوالدة والاخ.
ونفى فريد الديب المحامي عن المتهم الثاني دفع اي اموال، وقال انه لم ير اي وثيقة بعد، الا انه لم ينف وجودها، وقال انه لا يستطيع ان يعلق عليها قبل ان يدرسها.
وقال اللواء منير السكري والد المتهم الاول ان ما حدث هو 'يقظة ضمير' (...) لعائلة سوزان بعد ان توصلوا الى قناعة ومعلومات حول هوية القاتل الحقيقي لسوزان (..) ، ونفى بشدة دفع اي اموال مقابل التنازل عن الاتهام، دون ان يذكر ذلك القاتل الحقيقي.
وكانت المحاكمة الاولى للمتهمين انتهت للحكم باعدامهما قبل ان تلغي محكمة النقض الحكم، وتعيد المحاكمة التي تأجلت جلساتها الى السادس والعشرين من الشهر المقبل.
واشار اللواء السكري الى ان محاميا كان احضر الوثيقة في الدقائق الاخيرة من جلسة الخميس مؤكدا انها حوت تنازلا عن الحق المدني لعائلة سوزان، الا ان القاضي كان غادر القاعة، وانه سيتم تقديمها في الجلسة المقبلة.
واتهم السكري شرطة دبي بتلفيق الادلة المقدمة ضد نجله محسن، بالتعاون مع الشركات الاماراتية المنافسة لشركة هشام مصطفى بهدف الاضرار به اقتصاديا.
وقال ان التنازل لن يؤثر على خطة الدفاع الذي سيواصل تفنيد الادلة، مشيرا الى فساد الادعاءات بظهور محسن في صور الكاميرات المثبتة في الفندق، وتلك المتعلقة بالحمض النووي.
واعتبر خبير قانوني ان تنازل عائلة الدم عن حق القصاص سيمثل ضغطا مباشرا على القاضي باتجاه الحكم بالسجن بدلا من الاعدام، كما سيضغط على المفتي باتجاه عدم التصديق على اي حكم بالاعدام حسب احكام الشريعة الاسلامية. واستشهد بقوله تعالى 'ومن قُتل مظلوما فقد جعلنا لوليِّه سلطانا فلا يُسرف في القتل، انه كان منصورا' صدق الله العظيم.
وقال المصدر ان سحر طلعت مصطفى شقيقة المتهم الاول كانت زارت بيروت مؤخرا لاتمام الصفقة مع عائلة سوزان، ما يفسر غيابها عن جلسات المحاكمة الاسبوع الماضي. واضاف ان المحامي فريد الديب كان توصل الى الصياغة القانونية اثناء زيارة سرية قام بها لبيروت اوائل العام الحالي.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس العربي 29.5.2010
المفضلات