ماذا وراء تقاطر الوفود الغربية إلى غزة.. ترف أم استطلاع المواقف؟
صورة من الدمار في غزة
الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة

تطرح الزيارات المتتالية للعديد من الوفود الغربية والأمريكية على وجد التحديد إلى قطاع غزة ، ولقاء مسؤولي الحكومة الفلسطينية التابعة لحركة حماس ، المزيد من علامات الاستفهام حول طبيعة زيارات هذه الوفد من ناحية ، وحول المستوى الذي تمثله تلك الوفود في بلادها .
آخر الوفود كان الوفد الأمريكي التابع لـ"الجمعية الوطنية للمصالحة الدولية" ، حيث ضم الوفد سبعة أمريكيين من الدبلوماسيين السابقين والأكاديميين المعروفين في الأوساط التعليمية ، حيث التقى الوفد ظهر أمس السبت رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية وأركان حكومته ، وتباحثوا في التطورات السياسية والأوضاع الإنسانية .
ويقول رئيس الوفد الأمريكي السفير السابق ديفيد نيوتن : زياراتنا تسعى إلى تحقيق توازن في السياسة تجاه المنطقة "لأن سمعة أمريكا تأثرت كثيراً في المنطقة"، مضيفاً "نحن معنيون بوضع ضوابط وقيم ومعالم لسياسة أمريكية أكثر توازن تجاه المنطقة وشعوبها".
وبين أن تحرك الوفد جاء للحفاظ على مصالح وقيم الإدارة الأمريكية، منوهاً إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى توطين تلك المفاهيم ونقل التصورات الموجودة في منطقة الشرق الأوسط.
ويقول الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لهنية : الوفد الأمريكي غير رسمي, لكن لديه رغبة في استكشاف موقف حماس والحكومة في ملفات عديدة وفي ملف المقاومة والتهدئة . وقد قدم الوفد رؤيته التي شددت على أنه لا حل بدون حماس.
ويعتقد رزقة أن مضامين اللقاء مهمة, وأن الحوارات آلية جيدة للتعرف المباشر على موقف حماس, وأعتقد أن الأهم من المضامين هنا هو هذه اللقاءات نفسها حين تأتي بطلب من جهات أمريكية تسعى لتصحيح صورة الفلسطيني وصورة حماس في التصور الأمريكي وعند صانع القرار.
ويشدد على أنه لم يعد بإمكان السياسة الأوروبية والأمريكية تجاوز حركة حماس كعنوان مهم للشعب الفلسطيني, ومن ثمة فإن توالي الوفود الأجنبية وتواتر الاتصالات مع حكومة هنية وقادة حماس هو دليل على المنزلة الكبيرة التي تحتلها حماس في السياسة الخارجية. وهي إقرار بأن أسلوب الحصار أسلوب فاشل ولم يحقق نتائج مفيدة للسياسة الأمريكية في المنطقة.
ويختلف وزير الثقافة الفلسطيني السابق عطا الله أبو السبح في تقييمه لزيارة الوفد الأمريكي الأخيرة عن رزقة ، ويقول : إن خرج الوفد فلن يخرج إلا بتوصيات لا تلزم الإدارة الأمريكية بشيء ، إلا مع ما يتوافق مع رؤيتها، التي تتمثل في سحق حماس ، والحصول على أقصى حد من التنازلات.
ويشدد على أن اللجنة الأمريكية ، لن تخرج عن المخطط الأمريكي ضدنا ، حتى وإن حاولت ، فإن الإيباك تنتظر عودتها ليضرب عليها الحصار ، أو إدانتها بمعاداة السامية ، إن حاولت الخروج عن مخططاتها .
ويرفض أبو السبح التعويل على جدوى هذه الزيارات ، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية والغرب يعرفون مواقف حماس ، ويعلمون ما الذي تريده ولا تريده في كل القضايا السياسية وغيرها .
ولا يوافق المحلل السياسي ياسر احمد أبو السبح فيما ذهب إليه ، ويعتقد أن هذه الوفود وان لم تكن رسمية ، إلا أنها وفوداً تمثل شرائح واسعة في مجتمعاتها ، وإلا فهل رجل عادي في أي بلد من العالم يستطيع تدبير موازنات السفر والتنقل إلى أخر العالم ، لا يستطيع ذلك إلا أناس يقعون في الوسط بين الشعوب وإداراتها الرسمية .
ويقول احمد : هذه الوفود لا تتحرك إلا وفق ضوء اخضر على الأقل من دوائر الفرعية في وزارات الخارجية ، ويضيف ، وزارات الخارجية في الغرب تعتمد في بناء سياساتها على ورش العمل الواسعة التي يشارك فيها أمثال هؤلاء المشاركين في تلك الوفود الجوالة .
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة 23-5-2010
المفضلات