جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس تصدر 3 أفلام وثائقية
الهدنة تكتيك لفك الحصار الجائر عن سكان قطاع غزة
جماعة التوحيد والجهاد في بيت المقدس تصدر 3 أفلام وثائقية
شعار جماعة التوحيد والجهاد بيت المقدس
الحقيقة الدولية – عمان ـ مروان شحادة
لعل الرسالة التي وجهها منظر السلفية الجهادية الأول في الأردن "أبو محمد المقدسي" تحت عنوان: "بيت المقدس في القلب" أتت أكلها خلال فترة وجيزة بعد نشرها، وبدأ التيار السلفي الجهادي خطوات عملية نحو إيجاد حركة سلفية جهادية تحمل الأفكار والمعتقدات داخل الأراضي الفلسطينية، من خلال الإعلان عن تشكيل "جماعة التوحيد والجهاد – بيت المقدس" في قطاع غزة من الناحية العملية، وربما تكون ثالث أو رابع الجماعات السلفية الجهادية الصغيرة الأخرى التي أعلنت عن نفسها، ومن بينها جماعة جند أنصار الله، التي فككتها حركة حماس بقتل قادتها وعناصرها في مسجد ابن تيمية في قطاع غزة.
وربما تكون هذه الخطوة مؤشرا قويا على نجاح المقدسي في تغيير بوصلة السلفيين الأردنيين نحو فلسطين، وبخاصة أن نشاطاته تركزت منذ خروجه من السجن قبل نحو عامين على انتهاج مسار سلمي في الدعوة، بعيداً عن الدخول في مواجهة مع النظام السياسي الأردني، وهذا ما جعل المقاربة الأمنية الناعمة تنجح في التعامل مع التيار الدعوي الجهادي للسلفية الجهادية الأردنية إلى حد كبير، والتي باتت معالمها واضحة في عدم ملاحقة الأشخاص الذين يحملون الأفكار، وإنما تنحصر تلك المقاربة في رصد ومتابعة النشاطات الدعوية لأولئك الأشخاص، واستخدام إستراتيجية صلبة في التعامل مع الأشخاص الذين يخططون للقيام بأعمال معادية.
وفي هذا السياق، أصدرت جماعة التوحيد والجهاد – بيت المقدس، اسطوانة الكترونية تضم ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة، عبرت فيها عن مجمل أفكارها وعقائدها، حمل الأول عنوان: سبيل الكماة، والثاني: حرس الحدود، والثالث: عملية تفجير جيب عسكري صهيوني شرقي مدينة رفح، ونشرت على المواقع الإسلامية الإلكترونية التي تناصر الحركات السلفية الجهادية.
وعلى ما يبدو فإن دلالة هذه التسمية (جماعة التوحيد والجهاد) تعكس ارتباطها الفكري والعقدي بالسلفية الجهادية العالمية، حيث كانت تسمية تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين نفس تسمية الجماعة قبل إعلان المبايعة والاندماج مع تنظيم القاعدة العالمي، ويعكس شعار الجماعة توجهها واسمها، إذ يتوسط دائرة الشعار ذات اللون الأسود لفظ التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأسفله سيف وهو رمز الجهاد وخيار استخدام القوة في التغيير، ويدنو أسفل السيف اسم الجماعة (جماعة التوحيد والجهاد – بيت المقدس).
وقد تضمن الفلم الذي جاء تحت عنوان (سبيل الكـُماة) عرضاً لممارسات العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني منذ بداية الاحتلال وحتى يومنا الحاضر من جهة، ووصف واقعي لحالة التشرذم والضعف والتفكك والتقسيم الذي يعيشه العالم العربي والإسلامي منذ سقوط الخلافة من جهة ثانية.
وحمل الفلم بشدة على مختلف الإيديولوجيات التي تشمل التيارات القومية والاشتراكية واليسارية والعلمانية والليبرالية، والتي نشطت إبان الفترة الزمنية التي أعقبت سقوط فلسطين بأيدي قوات الاحتلال الصهيوني وما تلاها من مآس وويلات ونكبات.
ولم يطل النقد الأيديولوجيات الأخرى غير الإسلامية فحسب، بل طال الحركات الإسلامية الأخرى، غير السلفية الجهادية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث تضمن هذا الانتقاد، الذي شمل الحركات الوطنية والإسلامية معاً، تساؤلا جوهريا مفاده: من أجل ماذا قدمت التضحيات التي قامت بها تلك الحركات؟
في المقابل تضمن الانتقاد الذي وجهته "جماعة التوحيد والجهاد" مشاريع التسوية القائمة ما بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
واحتوت الأفلام الوثائقية شرحاً لعقيدة جماعة التوحيد والجهاد – بيت المقدس، ووصفتها بأنها عقيدة أهل السنة والجماعة، وتعني، بحسب الجماعة، التمسك بما كان عليه الصحابة والاقتداء بهم وترك البدع والمراء والجدال، وأن أصل الإسلام وقاعدته عن الجماعة أمران: الأول الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه وتكفير من تركه. والثاني: النهي عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله.
وتناول فلم "حرس الحدود"، والذي ترجم إلى اللغة العبرية، ومدته حوالي تسع دقائق، عرضاً لأقوال قادة "حماس" في حق الشعب الفلسطيني في المقاومة، فيعتبر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي "أن إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني من القطاع هو جزء من المقاومة"، فيما بين الدكتور محمود الزهار موقفه من وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة بشكل واضح بقوله: "إن الدعوة إلى وقف إطلاق الصواريخ في مقابل هدنة مع الاحتلال، هي دعوة مشبوهة وينظر إليها بعين الريبة والحذر".
ثم عرض لأقوال تحول الخطاب السياسي لقادة حركة حماس، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ما قاله محمود الزهار حول مفهوم الهدنة: "سنعتقل وننزع سلاح كل من يخرق التهدئة، واعتقلنا عديدين منهم فعلاً".
وفي نفس السياق قال يونس الأسطل، وهو أحد قيادي حركة حماس في قطاع غزة: "إن هذه التهدئة هي أول القطر في كسر الحصار، وسيتبعها الغيث المنهمر، والصواريخ التي تطلق هي صواريخ ضرار ومسومة بالنفاق".
ناهيك عما قاله الرئيس الفلسطيني حول هذه الصواريخ قبل وبعد التحول الذي شهدته حركة المقاومة الإسلامية حماس، بأن "الصواريخ التي تطلق عبثية".
ووثق الفلم كيف قامت القوات التنفيذية التابعة لحركة حماس بمنع عناصر جماعة التوحيد والجهاد من إطلاق أربعة صواريخ تجاه العدو الصهيوني، بعد تفكيك صواعقها وقواعد الانطلاق، ودون حصول اشتباك مع أي عنصر.
على ما يبدو فإن هناك اختلافاً واضحاً يرتبط بالهيمنة والسيطرة وفرض الإرادات وصل إلى حد الاقتتال بين الفصائل الوطنية – الإسلامية، والإسلامية – الإسلامية، وأن بعض الفصائل وبخاصة الإسلامية السلفية – الجهادية- ترفض التكتيكات التي تقوم بها حركة "حماس" بعد أن وصلت للسلطة، وبخاصة أنها تراعي حالة الحصار المفروضة على حوالي مليون ونصف المليون نسمة في قطاع غزة، وتعتبر نفسها مسؤولة من الناحية الأخلاقية والدينية تجاه فك الحصار الجائر، في ظل اختلال ميزان القوى، ومساهمة النظم العربية في تشديد الحصار بهدف عزل وإخضاع حماس، وهو ما لم تقدره تلك الفصائل.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان ـ مروان شحادة 13-5-2010
رد مع اقتباس
المفضلات