السلطة الفلسطينية تعلن رسميا عن انطلاق المفاوضات المباشرة مع العدو وتأمل تجاوبه
د.الزهار: الموافقة على المفاوضات لتجميل وجه الاحتلال

اعلن الجانب الفلسطيني رسميا، اليوم الأحد، إنطلاق المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني، وقال د. صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير: "'نستطيع القول أن المحادثات غير المباشرة قد بدأت الآن، والأجواء كانت ايجابية".
وأوضح عريقات الذي تحدث للصحافيين عقب لقاء الرئيس محمود عباس بالمبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل، بمقر الرئاسة في رام الله، أن الرئيس عباس سيترأس فريق التفاوض الفلسطيني.
وأكد أنه سيتم خلال المفاوضات طرح جميع القضايا المتعلقة بالحل النهائي، وأضاف "في بداية الأربعة شهور، سيتم التركيز على الحدود والأمن، وهذا لا يعني إهمال أي من القضايا الأخرى، فلا يوجد شئ متفق عليه الا بعد الاتفاق على كل شئ".
وبشأن ما دار خلال اللقاء بين الرئيس وميتشل، قال عريقات: "الرئيس اكد على بذل كل جهد ممكن من اجل إنجاح هذه المحادثات التي ستشمل كل قضايا الوضع النهائي، بما يشمل الحدود والقدس واللاجئين والاستيطان والمياه والأمن، وأضفنا في انابوليس الإفراج عن المعتقلين".
وبين عريقات ان الإدارة الأميركية ستصدر عصر اليوم بيانا توضح فيه كل مواقفها، معربا عن أمله في ان "تتجاوب الحكومة "الإسرائيلية"، مع جهود الإدارة الأمريكية لإعطاء الفرصة لعملية السلام ولجهود السيناتور ميتشل، بعيدا عن كل ما من شأنه ان يكرس الاملاءات وفرض الحقائق على الأرض وبناء المستوطنات والاقتحامات".
وقال "ان الذي يعنينا هو ما سنشاهده على الأرض، خاصة في مجال الاستيطان، ونحن قلنا ان هذه العملية تستحق ان تعطى الفرصة، وعلى الحكومة "الإسرائيلية" ان تختار اما ان تستمر في البناء الاستيطاني على الأرض، وإما ان تعطي فرصة لعملية السلام، لا يمكن الجمع بين الأمرين".
وفي رده على أسئلة الصحفيين حول طبيعة المفاوضات قال عريقات، "ليست هناك محادثات او مفاوضات مع الجانب "الإسرائيلي"، وإنما المحادثات مع الجانب الأمريكي، ونحن طلبنا من الجانب الأمريكي الإعلان عن مواقفه وتعهداتها وضماناتها وخطوات المحادثات".
وأضاف، "لن يكون هناك لجان او فرق فنية، وإنما سيكون الوفد التفاوضي على مستوى السيد الرئيس وفريقه التفاوضي، واذا احتاج الجانب الأمريكي لاي تفصيلات او توضيحات فان دائرة شؤون المفاوضات ستكون على استعداد لذلك".
من جانبه اكد الدكتور محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية - حماس ان موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال تأتي في سياق رفع الحرج عن الموقف الأمريكي ومحاولة تجميل وجه حكومة نتنياهو المتطرفة .
وقال د . الزهار: المفاوضات منذ أن بدأت في العام 1992 وحتى اللحظة لم تحقق الحد الأدنى من متطلبات الشعب الفلسطيني، موضحاً أنها تأتي في أجواء كل الأطراف تشك في نواياها وفي قدرتها على تحقيق أهداف.
وأضاف الزهار:" بالتالي منظمة التحرير وحركة فتح أسقطت كل خياراتها إلا المفاوضات وبالتالي هذه واحدة من اللقاءات غير المنتجة والتي فقط تقول أن هناك شيئاً ما يحدث علماً بأن جميع الأطراف تقول بأنها مفاوضات بلا جدوى".
وفيما يتعلق بموافقة فصائل اليسار على قرار المنظمة رغم معارضته إعلاميا قال الزهار أن هذه الفصائل باتت أداة من أدوات حركة فتح وسياستها، مضيفا:" على ارض الواقع هم يخدمون حركة فتح سواء كان بوعي أو غير وعي .
وتابع:"اسم المنظمة أصبح شماعة لهذه الفصائل على الرغم من انه لا يوجد شئ اسمه منظمة التحرير في الواقع.
ونفي الزهار الأنباء التي تتحدث عن وجود زيارة سرية لوفد من حركة حماس للقاهرة لبحث ملف المصالحة، قائلاً:" ليس هناك زيارات سرية ولا علنية وقضية المصالحة هم حماس التي تريد أن تحققها بما يضمن تنفيذها بشكل كامل .
وأكد الزهار أن الاتصالات مستمرة فيما يتعلق بملف المصالحة نافياً وجود أي جديد .
وأشار إلى وجود جدل كبير فيما يتعلق بملف المصالحة قائلا الموقف المصري يتم استجلاؤه عندما تستأنف اللقاءات ولكن توقف هذه اللقاءات للأسف الشديد هو الذي خلق هذه الحالة من الضبابية".
وكانت صحيفة "المصريون" كشفت أن وفدًا من حركة "حماس" سيصل القاهرة في غضون الساعات القليلة القادمة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول عديد من الملفات ذات الاهتمام المترك، وفي مقدمتها ملف المصالحة الفلسطينية، وصفقة تبادل الأسرى، واحتواء التوتر الأخيرة مشع مصر، على خلفية اتهام الحركة لها بضخ غاز سام في أحد الأنفاق، ما أدى وفاة أربعة عمال فلسطينيين.
وفيما يتعلق بملف معتقلي حركة "حماس" في السجون المصرية قال الزهار:"هذا الموضوع مؤلم لنا ومخز للأجهزة الأمنية المصرية التي تمارس ضغوطاً على الشعب الفلسطيني وأيضاً تظهر قصور كبير من القضاء الذي لا يستطيع أن يفرج عن أناس أبرياء مشيرا إلى أن هذه القضية كانت موجودة على ملف كل لقاء بيننا وبين مصر".
ولفت إلى ارتباط أكثر من جهاز أمني مصري في هذه القضية ويتحمل مسئولية هذا الواقع مبينا الشعب الفلسطيني يدفع ثمنه، متمنياً أن تنجح الجهود في إطلاق سراح كل الفلسطينيين في السجون المصرية وأن يغلق هذا الملف.
المصدر : الحقيقة الدولية – معا + الرسالة 9.6.2010
المفضلات