أبواب
مَشي
أريد أن أسبق ظلي، وأتركه منسيا في القناة الموازية للطريق، وأخلو متوحدا مع روحي!!
ها أنذا أعلنها الآن، بأني لن ألقي عصا الترحال، ففي البال موال، ولذا سأسند عصاي برقبتي وكوفيتي، وأوازنها بكلتا يدي، وأمضي بعيدا عن لوثة الواقع، وروث الطريق.. أمشي إلى أية وجهة تفضي إليها الدرب، بعد أن أودع ضبابية النوافذ، وصدأ الأبواب، واصفرار الأعشاب.. وأغض الطرف عن تثاؤب أسلاك الهاتف، وبلاهة أعمدة الكهرباء!!
***
أريد أن أسبق ظلي.. هذ يعني العزلة النبيلة عن بني البشر، والاكتفاء بهمسي لذاتي، وشدوي لحزني، وبوحي لقلبي، ثم بعدئذ أروي مدونة عمري للشمس وللشجر ولتراب الغربة الذي يغبر «شِسْع نعلي» اللاهث وراء وهم كنز القناعة، وسراب ذهب الصمت..
ها قد حسمت أمري، وأنا مشوق إلى ما ينتظرني هناك، حيث لا حقد ولا ضغينة، لا شر ولا خسارة، لا بؤس ولا ضجيج.. هناك: سكينة، وهدوء، وموسيقى تبشر براحة البال.. هذا ما أريد!!
عدسة صابر العبادي - مفلح العدوان -
المفضلات