الملك والرعية
القلب في جسد ابن آدم بمثابة الملك وبقية الجوارح هي الرعية
فهذه المضغة إذا ضاعت ، ضاع منك كل شيء
القلب
إذا أصلحته بالذكر والطاعة صلحت اليد و العين و السمع ، والرجل و البطن و الفرج .
إن كل الناس خاسر يوم القيامة ، ولن يغني عن أحد مال أو أولاد أو زوجة إلا من أتى و معه قلب سليم .
"يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون إلا من أتى الله بقلب سليم" ( الشعراء : 77ـ 79 )
و قالوا : القلب السليم ، الذي لم تداخله شهوة أو شبهة .
وقٌالوا : هو القلب الذي ليس فيه إلا الله .
و قالوا : هو الذي امتلأ بلا إله إلا الله ، محمد رسول الله .
إنه القلب الذي
سلم من أمراض الشبهات و أمراض الشهوات
سلم من الشك و الشرك
سلم من الرياء و النفاق
سلم من الكبر و العجب
سلم من الحقد و الحسد
سلم من كل داء و امتلأ بتوحيد الله تعالى و تعظيمه ،
امتلأ بالإخلاص و الصدق
امتلأ بالتوكل و الاعتماد على الله
امتلأ بالخوف من الله
كقلب إبراهيم عليه السلام ، الذي يقول عنه ربنا سبحانه و تعالى : " و إن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم " ( الصافات : 83 ـ 84 )
و يقول الله سبحانه : "ومن يؤمن بالله يهد قلبه " (التغابن : 11 )
فمن يسجد لله يهد قلبه
و من يقبل على الخير يهد قلبه
و من يرفع يديه بالدعاء يهد قلبه
" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين " (العنكبوت :69 )
والله لا يجعل من يأتي للخير كحلق العلم والذكر كمن أعرض وجلس في مقاهي اللغو والزور والفاحشة "أفنجعل المسلمين كالمجرمين *مالكم كيف تحكمون" (القلم :35-36)
لذلك وجب على المؤمن أن يسلم قلبه لله ليهديه سواء السبيل
وينتبه لقلبه ويراقبه ويحذر من أمراضه فإن للقلب عللاً خفية قلما ينتبه إليها المرء أو يسلَم منها ,وليعلم أن الأعمال الصالحة إنما تعظم بقدر ما قام بالقلب من تعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبته
وربَّ رجلين أو امرأتين تعملان عملاً متماثلا ًوبينها من الأجر كما بين السماء والأرض , والسبب ما قام في قلب كل منهما.
وأخيرا أخواتي أسأل الله العلي العظيم أن
يطهر قلوبنا من العلل وأن يجنبها الفتن
اللهم واجعلنا ممن أتاك بقلب سليم خالٍ من الآثام والزلل
وأسأل الله أن يصلح قلبي وقلوبكن أخواتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتيب للشيخ عائض القرني
المفضلات