نهنهات الماء على صدر الحصى
كما يليق بالحياة ذاتها وبالشموس, ينفلت الماءُ من ذاكرة الحجر, كولدٍ ً يسلم- بانتباه القادم من رحمٍ باتجاه الرياح - على الجبال, يرشّ السلامَ موسيقى لها نكهة التين والزيتو , ونكهة التاريخ عندما تعلنه تفاصيل المكان على شكل راية ترفرف في اعالي الذاكرة.
على الوهاد يوزع وصاياه للبذرة, يرشق جسد الحصى بثيمته الابدية.
ملساء ملسااااااااااااااااااااااااء بطون الحصى .
وحنوووووووووووووووووونة أنامل الماء .
كما يليق بسليقة العمر يهبط الماء من (عيون موسى) رقراقاً يسلم على شرفة الروح, ينزل من اعالي الحجر يسرّح شَعر العشب-بهوادة- ويربت على كتف اخضراره بأزليته التي مازالت ترفع رتم الإنسانية قدام الجدب, واليباب والاصفرار, والقحط, ليعلو الاخضرار, وتبتسم نواجذ الحياة.
العشب قناديل خضراء من سقف الكهف تتدلى, كأنها تضيء باحات الروح بمشتهى القلب, تين على سجية الماء يكتب صك الاخضرار برعونة لذيذة, زعتر على محمل الشمس يسرد نكهة النايات, عبهر يلوّح لطائر افترش الهواء البعيد في مرتقى يرقب سر الينابيع وسر الأبدية .
في الأعالي, طائر صار سيد الريح وهو يعاين عيون موسى, يتتبع شهقاتها وهي تسرد للعطش سر الارتواء. يا حارس المكان هبني سرك الأبدي ووشح أكتاف روحي بموسيقاك.
يا حارس المكان، هب قلبي ما تيسر من عشق ومن فرح ومن حياة ومن تجلي.
من هناك من كتف نيبو هبطتُ إليك, في البال لثغة من حنين, وفي القلب حنين للثغة أولى ولنهنهات العشق على باطن كفها, الجبال حولك اتشحت بالأخضر, أغنية ترددها بنات النعش في ليالي الربيع, والشمس في كبد السماء تطل باسمة شهية كما لو أنها تطل للوهلة الأولى.
السماء فوقك صافية كقصيدة تحكي شؤون القلب, والصمت ساكن في محراب كركرات الماء .
من رحم الصخر ومن بين ترائبه تطل قصائدكَ, قصائد حياة تقول مشتهاها بأعلى صوت تتقاذفه أكتاف الجبال ليصير سوناتا تشهر ابتهاج المكان بذاكرته التي لا تزول, ذاكرة تؤرخ لنهنهات الماء على صدر الحصى.
[IMG]http://upload.*************/images/x2mkz8wacct87217xe.gif[/IMG]
المفضلات