أعدمتهم سلطات الإحتلال الصهيوني بدم بارد وأهاليهما يعتزمان رفع دعوى قضائية
محمد وصلاح .. تعلقا بالمسجد وبالأرض فرويا أرض فلسطين بدمهم.. تقرير مصور
بوستر الشهداء
الحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة

أبتسامة الشهداء على وجه الشهيد محمد

الشهيد محمد خلال تشييعه

عائلة الشهيد محمد قواريق

والد وشقيق الشهيد صلاح
تمشي "ملك" من غرفة إلى أخرى ببرائتها الطفولية .. تجلس في حضن والدتها ثم تستلقي على الفراش تحاول فهم ما يدور من حولها.. الكثير من الضيوف الذين لم تعتد على أن تراهم بهذا الشكل يتجمعون اليوم في بيت والديها، والجميع يردد عبارات "إعدام" و"شهداء".
أعتادت الطفلة "ملك" ذات السنوات الأربع، أن تستلقي في حضن أخيها المحب محمد، ولكن اليوم لا وجود لمحمد، ولا تفهم السبب ولماذا اعدم وكيف استشهد ربما عندما يحن الوقت تستطيع أن تدرك الأمر. ولكن ما عليها أن تعتاد عليه بعد اليوم أن لا وجود لمحمد الذي طالما أحبها وتعلقت به.
تقول أم أيمن والدة الشهيد محمد فيصل قواريق (19 عاما) من بلدة عورتا: "سيبقى محمد يوقظني لصلاة الفجر كل يوم حتى أفارق حياتي".
وكانت قوات الإحتلال الصهيوني أعدمت الأحد الماضي محمد فضل قواريق وأبن خالته الشهيد صلاح محمد قواريق (19 عاماً)، على حاجز عسكري قرب بلدة عورتا جنوب شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وزعم ناطق صهيوني أن الشهيدين حاولا طعن جندي صهيوني قبل أن يقوم جنود الاحتلال على الحاجز بإطلاق النار عليهما وقتلهما على الفور.
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال أعلنت مكان الحادث منطقة عسكرية مغلقة، وانتشر جنود الاحتلال في منطقة عورتا، في حين شهدت الحواجز العسكرية الصهيونية في محيط نابلس تشديدات كبيرة في أعقاب الحادث.
واعتاد أبناء عائلة أم أيمن المكونة من 12 شخصا على صوت محمد وهو يوقظهم فجر كل يوم لصلاة الفجر جماعة في مسجد القرية.
تقول أم أيمن "في كل يوم يستيقظ محمد ويوقظ والده واخوته لصلاة الفجر"، وبعد بزوغ الشمس اعتادت أم أيمن على شرب كوب من الشاي من صنع محمد قبل أن يخرج إلى جامعة القدس المفتوحة بمدينة نابلس حيث يدرس اللغة العربية أو الذهاب إلى العمل في أرضه بالقرب من مستوطنة "ايتمار".
ويقول أيمن الشقيق الأكبر للشهيد محمد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعدم الشهيدين بدم بارد، مضيفا "عندما شاهدت أخي وجدت بجسمه أكثر من سبعة رصاصات أحداها دخلت من منطقة الكتف وخرجت من الصدر، وهذا يدل على أن أخي كان جالسا على الأرض وتم إطلاق النار عليه من أعلى من منطقة لا تتعدى المتر الواحد".
وطالب والد الشهيد محمد، المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والدولية إلى مساعدته لرفع قضية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحاكمة كل الجناة الصهاينة.
إعدام بدم بارد
من جانبه أكد والد الشهيد صلاح قواريق أنه سيرفع قضية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أن ما تم هو عملية تصفية وإعدام للشهداء من منطقة الصفر داعيا السلطة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والقانونية لمساعدته في هذا الأمر وتقديم الجناة للمحاكمة.
تقول أم مهند والدة الشهيد صلاح لمراسل "الحقيقة الدولية" أن علاقتها كانت مميزة بصلاح، كان شابا متدينا يصلي كافة أوقاته في المسجد وخاصة صلاة الفجر، أنهى صلاح دراسته الثانوية العامة دون الالتحاق بالجامعة حيث بدأ بالعمل مع والده في البناء ورعاية الأرض، وكان دائما يذهب إلى الأرض مع ابن خالته.
وتضيف أم مهند "كان صلاح عندما يتقاضى مبلغا من المال بعد العمل يأتي إلى إخوانه وأخواته ليشتري لهم ما يحتاجون اليه ويأتي لي ليسألني ماذا يحتاج البيت ياأمي؟".
وأخذ أبو مهند زمام الحديث قائلا: كان دائما يطمئن علينا وعندما اتأخر في العمل يقوم بالاتصال بي ويطمئن عني، ويضيف "اعتاد صلاح ومحمد على مساعدة بعضهم في العمل بالأرض حيث يعملون يوما في أرضنا واليوم الثاني في ارض ابن خالته، كانا تؤم حياتهما متعلقا ببعض وقد أنعم الله عليهما بالشهادة معا".
أعتراف بالقتل
من جانبه أكد حسن عواد رئيس المجلس القروي بالقرية، أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم الشابين بدم بارد وعن سابق إصرار، وهذا حسب ما جاء عبر شهود عيان تطابقت روايتهم إلى حد كبير مع ما جاء على لسان الضابط فارس مسؤول الارتباط العسكري الإسرائيلي عند تسليم الجثامين.
ونقل عواد لمراسل "الحقيقة الدولية" عن ضابط الارتباط قوله "أن جنود الاحتلال وجدوا الشابين بالقرب من شارع مستوطنة ايتمار ومعهم فؤوس وتم تفتيشهم في المنطقة الشرقية من القرية والتي تسمى البيضة ولم يبدي الشابين أي مقاومة للجنود وتم إجلاسهم على الأرض".
وأكمل الضابط قوله "وبعد سبعة دقائق بادر أحد الجنود بإطلاق النار تجاههم من دون أن يكون هناك سبب لذلك".
هذا الاعتراف أعتبره عواد بالهام، قائلا: الضابط قال أن الشباب لم يبدو أي مقاومة في البداية وكيف لأحدهم أن يحاول خطف سلاح جندي من بين أكثر من عشرة جنود كما أن الجيش يقول أن احدهم حاول فلماذا لم يتم إصابته برصاصة واحدة لمنعه بل بأكثر من 7 رصاصات وهنا أيضا تم إعدام الشاب الثاني بدم بارد على الأقل كونه لم يبدي أي مقاومة".
وطالب رئيس المجلس مؤسسات حقوق الإنسان إلى فضح ومحاسبة الجناة لعدم تكرار مثل هذه الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.
وتقع بلدة عورتا إلى شرق جنوب من مدينة نابلس، وتسيطر قوات الاحتلال على ستة الإلف دونم بشكل كامل إضافة إلى أربعة ألاف بشكل جزئي، يسمح للدخول إليها بالتنسيق الفلسطيني الإسرائيلي وبأوقات معينة.
ويقع في القرية ثلاثة مقامات إسلامية يدعي المستوطنون أنها يهودية يقتحمونها بشكل مستمر ويؤدون طقوس دينية فيها.
المصدر : الحقيقة الدولية – نابلس - قيس أبو سمرة 22-3-2010

المفضلات