العاملون في موقع إسلام اونلاين يعتصمون احتجاجا والقرضاوى يعاقب المسؤولين عن الأزمة
الشبكة مهددة بالإغلاق بسبب الخلاف بين الإدارة وهيئة التحرير
العاملون في موقع " إسلام اونلاين "يعتصمون احتجاجا والقرضاوى يعاقب المسؤولين عن الأزمة
جانب من اعتصام العاملين في القاهرة
قرر الشيخ يوسف القرضاوى رئيس مجلس إدارة جمعية البلاغ القطرية، الصادر عنها موقع "إسلام أون لاين" الإلكتروني، وقف نائبه الدكتور إبراهيم النصارى وعلى العمادى المدير العام للبلاغ عن العمل، لتسببهما فى وقف بث الموقع من مصر ومحاولة نقل السلطة التحريرية إلى قطر.
وفوجئ العاملون بالموقع، مساء الأربعاء، باتصال هاتفي من مكتب الشيخ القرضاوي، يبلغهم بموقفه الرسمي من اعتصامهم، وقال العاملون بالموقع، إن اتصال القرضاوي جاء بناءً على طلب من مجلس الإدارة والجمعية العمومية لجمعية البلاغ القطرية، وأضافوا أن الإدارة تدخلت في حذف مواد تحريرية تتعلق بتغطية الأحداث في الأقصى.
وقال فتحي أبو حطب مدير تحرير قسم المسلمين في أوروبا، أن القرضاوى يملك سلطات إيقاف جميع المسؤولين عما حدث عن العمل، خاصة بعد أن اتضح أن هناك أجندة غير معلومة تقف وراء منع بث الموقع.
وأكد أبو حطب استمرارهم في الاعتصام إلى أن يعودوا إلى عملهم بشكل رسمي من خلال إنتاجهم للمواد الإعلامية والصحفية وإعادة نشرها مرة أخرى على الموقع، وكشف أبو حطب عن تلقيهم تهديدات من محامى الإدارة الجديدة تمثلت فى ضرورة إخلاء مبنى المقر وإلا سيتعرض جميع المعتصمين إلى أعمال بلطجة.
وكان حوالي 310 من الصحافيين والعاملين في موقع "اسلام اونلاين" الالكتروني الإعلامي نفذوا اعتصاما اثر نشوء خلافات حادة بين المكتب الرئيسي للموقع في مصر ومالكيه في قطر بات معها مئات الموظفين مهددين بفقدان عملهم.
ويؤكد المعتصمون ان خطر التشرد وفقدان العمل يهدد ليس فقط العاملين في مكتب القاهرة وعددهم، مع الفنيين والإداريين، 350 شخصا بل قد يشمل كذلك 400 مراسل تابعين لمركز القاهرة في مختلف بلدان العالم العربي وأوروبا وأمريكا.
وقالوا ان المشكلة بدأت مع تغير مجلس ادارة الجمعية القطرية المالكة للموقع وتبني سياسة تحريرية متشددة خلافا للاتجاه المنفتح الذي اعتمده الموقع منذ انطلاقه في 1999.
واكد عاملون في الموقع طلبوا عدم ذكر اسمائهم انه "اصبح مطلوبا من الموقع ان يتجه اتجاها سلفيا بشكل كامل، بعد ان انتقد مجلس الادارة الجديد موقع القاهرة الذي يعبر عن صيغة منفتحة من الاسلام، مشددين على انه "يجب ان الا يكون للموقع علاقة بالسياسة او بالفن او بالقضايا الاجتماعية التي كان يتطرق اليها".
وقال محرر يعمل في الموقع منذ تسع سنوات ان "قطر لم تعد تريد ان يكون الموقع تحت سيطرة مصرية ووضح ذلك في بداية محاولة فرض سيطرة سلفية على التوجهات التحريرية".
وقال احد المسؤولين في الموقع هشام جعفر الاربعاء "فوجئنا بقيام الجهة المالكة بوقف بث الموقع من مصر ومنع العاملين فيه من بث مقالاتهم على الموقع، فلجأنا الى الاعتصام في المبنى الرئيسي في مدينة 6 اكتوبر"، على بعد 40 كيلومترا غرب القاهرة.
وتابع ان الخلافات برزت "بعد انتخابات ادت الى تغيير مجلس ادارة جمعية البلاغ الثقافية القطرية الجهة المالكة للموقع وادت الى تراجع المؤسسة عن المبدأ الذي حكم العمل طوال عشر سنوات وهو عدم تدخل الممولين في عمل الموقع" الذي انطلق في العام 1999.
وتابع "عندما بدأوا بالتدخل بشكل كبير بما ينشر على الموقع مطلع العام الحالي لجأنا الى الشيخ يوسف القرضاوي بصفته رئيس مجلس ادارة الجمعية وتم توجيه مذكرة له وقع عليها 240 من العاملين في المؤسسة، ورغم طمأنة القرضاوي لنا، فوجئنا بان الجمعية القطرية ارسلت محاميا للتحقيق مع العاملين الى جانب سيطرة قطر على البث على الموقع ومنع المكتب الرئيسي في مصر من بث الاخبار الرئيسية عليه".
واشار الى ان "المشكلات بدأت قبل شهر ما تسبب باستقالات واحالة بعض المديرين والعاملين في قسم التحرير إلى التحقيق دون توضيح سياستهم التحريرية الجديدة غير المعلنة".
وانتدب المعتصمون هشام جعفر للتفاوض مع جمعية البلاغ للمطالبة "باستقلال السياسة التحريرية للموقع والمحافظة على سياسته التي انتهجها طوال عشرة اعوام".
وقال جعفر "اذا كان هذا مستحيلا فان العاملين يطالبون بتعويضات مناسبة تتضمن تعويض شهر عن كل سنة عمل إلى جانب دفع رواتب 6 اشهر من قيمة العقد الموقع بين العاملين والإدارة للعمل خلال عام 2010". ولم يتسن الأربعاء الاتصال بجمعية البلاغ الثقافية القطرية المالكة للموقع.
ونقلت صحيفة" الغارديان" البريطانية عن فتحي ابو حطب من الموقع في مكتب القاهرة قوله ان المسألة لا علاقة لها المال ولكن بطريقة التحرير واخلاق العمل الصحافي، ومحاولة ادارة الموقع العامة التحكم بطبيعة المواد ومحتوياته. وقال الصحافي العامل في الموقع "انهم يحاولون اختطاف الموقع ونحن نقاوم" الامر. وقال موظف سابق في الموقع ان "اسلام اونلاين" عندما بدأ كان "متميزا" وقارن الموقع بالمواقع الاخرى من ناحية ان المحتوى، فهذه المواقع كانت مملة وجافة. ولكن "اسلام اونلاين" قدم الاسلام على انه منهج حياة وقدم مساعدات عملية للزائرين حسب قول الموظف السابق. كما تمتع الموقع باستقلالية في التحرير وعدم تدخل الداعمين الماليين له.
وتشير الصحيفة البريطانية ان تهديد استقلالية الموقع جاءت عندما انتقد المدراء العامون له في قطر سلسلة من المواد التي نشرها موقع القاهرة عن الافلام ومراجعتها وعن عيد الحب، خاصة مقال تمت اعادة نشره من صحيفة مصرية وبدأت الادارة باغلاق اقسام في الموقع مخصصة للثقافة والشباب، مما ادى الى تصادم مع ادارة الموقع في القاهرة ومجلس الاداراة. ونظرا للاختلاف ورفض مكتب التحرير الاستجابة لمطالب الادارة فقد ابلغت الادارة يوم الاثنين العاملين ان عقودهم ستنتهي في نهاية الشهر الحالي، وهدد احد الموظفين الذي نقلت عنه الصحيفة باستقالة جماعية لطاقم العاملين فيه.
ونقلت "الغارديان" عن محللين اعلاميين ان الاحتجاج يعبر عن نوع من الخلاف بين رؤيتين الأولى سلفية نصوصية وأخرى إصلاحية. ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن موظف طلب عدم ذكر اسمه ان الموقع بحلول يوم الاحد قد لا يكون له اثر فيما ستفرغ بنايته من العاملين فيها. وستكون نهاية للتوتر بين ادارة التحرير في القاهرة وادارته العامة في قطر وهي منظمة الرسالة الإسلامية.
واتهم فتحي ابو حطب احد الموظفين العاملين في الموقع والمشاركين في الاحتجاج ادارة الموقع بالتدخل ومحاولة تغيير شخصيته. وقال انه ليس من حق الادارة الممولة التدخل في عملية التحرير وسياستها بدون التداول مع المعنيين بها.
المصدر : الحقيقة الدولية – اليوم السابع + القدس العربي 18.3.2009
رد مع اقتباس
المفضلات