الحراث
مهنة تراثية سادت ثم بادت
بقلم: الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
زمان ، ما بقى حرّاث مهنته حرّاث يحرث للناس ، إلا الفقير اللي ما عنده رزق ،
أرض يملكها ، يحرث للناس أجير
كل الناس بقوا حرّاثين ، وكلهم عندهم بقر وحمير ، وعندهم بغال صليبيه ،
وعدة احراث ، العود والنير
عندهم الفاس والمنتاش ، وعندهم الشَرّعَه والمنساس ، وعندهم كل ما يلزم الحرّاث ،
تيحضر الأرض لموسم الخير
بقت المواسم أعراس على امتداد الوطن ، موسم لِحراث إذا أوفرت ، اكراب وثنايه ،
سماد وزراعه وابذار عفير
بقى الفلاح يوخذ استراحه الفارس ، لنفسه وللبحييش وللفدان ، يوخذ نفس ، ويفطر،
ويشرب من مية الجهير
ويلف سيكارة هيشي يمخمخ عليها ، ويسلخ له أكم من طورة قطين وزبيب ،
بنقورها مثل العصافير
كل ما ضرب في الأرض تلم ولاّ تلمين ، تناول حبه علكها ، وما بخلص موسم لِحراث ،
إلا وفي في بطنه من القطين قناطير
مش كل من مسك الكابوسه وشد عَ الفدان ، وشق في الأرض تلم وحرث...،
في الأرض قد المصطبه معلم بصير
الحراث عاشق ، بينه وبين الأرض أُلفه وحب كبير ، وعشق حَرّاق وسنين ..،
مليانه حزن وفرح عهد ووعد ومصير
الحراث ابن الأرض المخلص الوفي اللي ما ببدل حفنه من ترابها بالذهب ... ،
ولا بالجوخ الغالي والحرير
الذهب والمال بروح وما برجع ، بس الأرض عَ طول الدهر بتعطي ذهب ومال ،
وبتجود بخير .... كثير
وما دام للإنسان رزق وأرض ، بظله غني ، يعطي ها لأرض تعطيه .........،
ولمّا ينام بنام مرتاح قرير
الأرض حرز آمان للمستقبل ، قد ما يبقى هذاك المستقبل ، قريب ولاّ بعيد ........ ،
معتم ... ولاّ ... منير
إبن الأرض اللي قد ما بعطيها بوخذ منها ، الأرض بتِكْرَم عَ الكريم ، وبتبخل عَ البخيل ،
وبتلفظ البَطّال اللي ذراعه قصير
بقى الموسم يتحرك مع أيلول ، اللي طرفه مبلول ، ايلون دباغ الزيتون ....... ،
اللي موسمه شهر زمان بالكثير
وبقول الفلاح لأهل داره ، إحشموا الدواب ، وركبوا للفدان العلف ، وكثروا ....... ،
مع التبن وجبة الشعير
وما بتنخوش الشرقيه للشتويه ، وتكت عَ الأرض أول شتوة ، وتوفِر ...............،
قبل ما الريح تزمر وتثور الأعاصير
يبقى الفلاح كَرَب الأرض ، وما ظل غير يثني و يبذر الحَب ، بعد ما ............. ،
يخلص من العشب وشوية الشراشير
تيحمي الزرع ، ويحمل العشب لأكل الحلال ، يساعد معه ، هيذ ربنا ............ ،
خلق الحياه بدها تدبير
أي نعم الحرّاث تِعِب وشِقي ، بس عز وفرح ، وفن بلهمه ربنا للفلاح .......... ،
في الربيع بنشوف الجَمال أساطير
ها لأرض عَ مد النظر واطول ، خضرا ، لوحة خير وجمال ، بأيد الفلاّح إنرسمت ،
وعناية مقَدّرِ المقادير
بقى الحرّاث سيد الأرض وخادمها ، يوخذ منها بقدر ما يعطيها ، بقى الحرّاث ...... ،
لها لأرض الطيبه الأبن والعاشق والعشير
بقى الحراث ينام في عيون الأرض حلم ، هو جزء منها ، جبلة أبوه آدم من ترابها ..... ،
فوحه من فوحها شذى وعبير
خدّام مخلص أمين ، وخدمة الأرض شرف ، كيف تحَضِّر أحلامك وتهيأها ............ ،
وتسري مع الصبح بكير
بقى الحراث مثل الشجر إلو جذر مسلع جوّه ، فتت الصخر والحجر ، بقى قوي...... ،
باللي تخزنه الأرض من حُب كبير
حياته حالة عشق ما بتنتهي ، وكل ما شاخت تجددت ، أينعت وأورقت ............. ،
وتحَمَّلَت فروعها ورق وأزاهير
بقى الحرّاث مخلص وفي ، وبقى الرب يجود بالمطر الغزير ، ويمتزج العرق ......... ،
مع المطر ويتوحد فيهم المصير
بس لمّا الحرّاث تمدن ، وصار اللقب يعيب ، ويعِّر ، ماتت الأرض وانطوت............. ،
صفحة شرف ، وصار لرغيف الخبز أسير
تقرأ بلهجة أهل سنجل
المفضلات