
هناك حيث لن نذكر مكان ولا زمان
.. رماها ..
.
.
.
.
.
1
ضمّت رضيعها بحب و رفق وهي تقبّله تارة و تشم شعره تارة و دموعها لا تتوقف
الممرضه بلطف مسحت دموعها: لماذا البكاء ؟!
تنهدت بحب وهي تتلمسه بعدم تصديق : لقد أتى طفلي أترين هذا الصغير إنّه ابني
و ضمته مرة أخرى
لا تعلم أهي فقط سعيده أم حزينة
لا أب له لا عائلة تمنت لو أن ذاك اليوم المشؤوم الذي فقدت فيه زوجها يعود لن تدعه يخرج
تمنت لو أن السنين تعود لتمنع احتراق منزل أهلها ليس من أجلها
بل من أجله حتى يكون له جد و جده يحنون عليه خاله تحبه و خال يصاحبه
قبلت رأسه وهي تعد بأن تكون له البديل لكل هؤلاء ...
كانت تداعبه و تطعمه عندما لاحظت البياض الذي في فكه السفلي فتحت فمه بقوه و تهوّر
ضحكت وضمته لصدرها: ياااه يا حبيبي لقد كبرت
سقطت دمعاتها وهي تتذكر كلام أختها حينما سخرت منها لفرحها بظهور أسنان ابنها
..: ستعرفين هذا فقط عندما نرى أبنائك و سأذكّرك بذلك ولن أبخل بشئ على طفلك الذي يجب أن تعلمي بأننّي أحبه منذ الآن مع أن والدته حمقاء صغيره
ابتسمت بمراره لو كانت هنا لترى كم كانت تحبك قبل أن تأتي ...
رمت النقود أمامها و القهر يملأ قلبها لن تستطيع شراء لعبة لطفلها
كما أنها لن تستطيع إسكاته
لقد كبر أصبح في الرابعة الآن ولا يملك سوا شاحنته الباليه
تنهدت وهي تتأمل قلادتها المتعلقه حول رقبتها سحبتها بسرعه و خرجت لن تتردد ...
تفضل أيها الجميل ها هي لعبتك ..
أمسك لعبته الجديده و الانبهار و الفرحه رُسِما على وجهه و قفز يضم رقبة والدته
ضمته بقوه لا شئ قلادتها التي باعتها لا شئ مقابل فرحه هذه اللحظه ...
وقف أمامها وهو متردد و ابتسامته المتردده واضحه على شفتيه
فتحت ذراعيها بحب: تعال هنا ملاكي تعال
ركض وضم والدته
ضمته و ابتسمت: ماذا تريد ؟
تكلم بسرعه يريد أن يخرج مافي قلبه : غداً سأذهب للمدرسة و أريد حقيبه جديدة لا الحقيبة التي أحضرتها أرجوك أمي أرجوك
و ابتعد ينظر لعينيها
تأملته لحظات و ابتسمت: ولماذا هذا التردد سنأخذ أخرى جديده هل تريد شئ آخر ؟
ابتسم: لا ولكن أريد أن أعرف شيئاً ما
..: ماذا ؟
أنزل نظره ليداه: أمي أخبريني أرجوك ماذا تعملين سألني صديقي ذلك اليوم ولم أعرف أرجوك
دائماً ما تبعدينني إذا سألتك
رفعت ذقنه بيدها: الأفضل أن لا تعرف ولا يعرف أحد
دهش صغيرها : لماذا ؟
..: لأنني أعلم ما سيحدث وماذا يريد صديقك هذا لا شأن لأحدٍ بنا
زادت تساؤلاته أكثر لكنه كبتها بداخله لأنهّ يعلم مسبقاً ما الجواب ...
بجفاء و احتقار : عندما تنتهين من هذه الغرفه عودي إلى الغرفة الأخرى لم تنظفيها جيداً
ابتسمت بطاعه و هي تحرك رأسها ..
ستتحمل هذا الذل
ستتحمل هذا الصراخ
ستتحمل هذا الإنكسار و الألم من أجله فقط
حتى لا تبخل عليه بشئ و يجد كل مايريد حوله
تنهدت وهي تهمس: هذا من أجلك صغيري فلا تخذلني ...
صرخت: لا لا لا لن تذهب
صرخ بغضب: لماذا ؟ , أكملت الخمسة عشر عاماً لم أعد صغيراً لماذا لا تريدين سعادتي
نظرت إليه بصدمه و امتلأت عيناها بالدموع : أنا لا أريد سعادتك , ألأنني أخاف عليك لا أريد سعادتك !
بملل: نعم نعم بدأت الدموع الآن أتعلمين سأذهب ولا شأن لي بك جلّ ما تفعلينه هو البكاء و الرفض بحجة الخوف
آلمتها كلماته نزعت قلبها بكل قوه ولم تكن سوى أولى طعناته ...
المفضلات