عربي دولي
توترات جديدة في اميركا اللاتينية تنذر بحروب قادمة
مونتيفيديو (ا ف ب) - تشهد اميركا اللاتينية تصاعدا في التوتر بين دولها بسبب مشاكل داخلية ونزاعات حدودية، من تعبئة للقوات الفنزويلية على الحدود الكولومبية الى قضية تجسس عسكري من قبل البيرو ضد تشيلي.
وكما هو الحال في اغلب الاحيان في السنوات الاخيرة، تجري الازمة الاخطر بين فنزويلا بقيادة هوغو تشافيز اليساري وكولومبيا بقيادة الفارو اوريبي اليميني، وتقوم واشنطن بدور فيها.
ودعا الرئيس الفنزويلي مطلع الشهر الجاري جيشه الى الاستعداد للحرب بعد توقيع اتفاق عسكري يسمح للجيش الاميركية باستخدام سبع قواعد عسكرية في كولومبيا.
وردت كولومبيا التي تنتقد كراكاس لابرامها مزيدا من عقود التسلح مع روسيا بلغت قيمتها اكثر من ستة مليارات دولار منذ 2005، بابلاغ مجلس الامن الدولي ومنظمة الدول الاميركية.
واكد تشافيز منذ ذلك الحين انه لا ينوي شن اي حرب.
واعلنت كولومبيا الخميس انها ستلجأ مجددا الى الامم المتحدة ومجموعة الدول الاميركية لادانة تدمير جسرين صغيرين يربطان بين البلدين في فنزويلا.
وقالت نائبة وزير الخارجية كليمنسيا فوريرو انها اعمال خطيرة سيدينها الامين العام لمنظمة الدول الاميركية ورئيس مجلس الامن الدولي.
واتهم وزير الدفاع الكولومبي غابريال سيلفا عناصر ينتمون الى الجيش الفنزويلي على ما يبدو بتفجير جسرين في الجانب الكولومبي مما يمنع العبور بين جانبي الحدود. واوضح ان الجسرين كانا يربطان بين بلدة راغونفاليا الكولومبية ومنطقة نورتي دي سانتاندر الفزويلية (شمال).
ورأى روزيندو فراغا مدير مركز الدراسات الارجنتيني الاتحاد من اجل اغلبية جديدة ان النزاع بين كولومبيا وفنزويلا يتصاعد لكن يبدو ان ايا من رئيسي البلدين لا ينوي خوض حرب.
واضاف المحلل ان هذه الازمة تأتي في وقت مناسب لاوريبي بينما يمكن ان تشكك المحكمة الدستورية في مشروعه لاجراء استفتاء من اجل ترشحه لولاية رئاسية ثالثة.
وتابع ان تشافيز يواجه في بلده مشاكل اقتصادية ويرى في النزاع مع اوريبي طريقة لرص الصفوف بينما دخلت فنزويلا حالة انكماش وتعاني من انقطاع المياه والكهرباء بسبب موجة جفاف طويلة.
لكن فراغا يخشى مع ذلك تدخل ثلاثة اطراف غير حكوميين مؤثرين في المنطقة الحدودية يمكن ان يهمهم اثارة نزاع اوسع هم حركة التمرد الماركسية القوات المسلحة الثورية ومهربو المخدرات والقوات شبه العسكرية.
في المقابل ليس هناك اي طرف خارجي من هذا النوع يمكن ان يتدخل في الخلاف الجديد بين البيرو وتشيلي الذي نجم عن كشف اعمال تجسس قام بها عسكري بيروفي واحد على الاقل لحساب سانتياغو.
والغى الرئيس الان غارسيا لقاء مع نظيرته التشيلية ميشال باشيليه لكن البلدين لم يبلغا حد اعادة النظر في علاقاتهما الدبلوماسية على الرغم من دعوة المعارضة لدى كل منهما الى ذلك.
وتسمم قضية التجسس هذه منذ اسبوع العلاقات بين البيرو وتشيلي وتغذي الشكوك التاريخية لدى كل من البلدين المتجاورين. وهي تترجم خصوصا بضغوط لتعزيز جهود التسلح.
وكان الضابط في الجيش البيروفي فيكتور اريزا اتهم رسميا بالتجسس لحساب تشيلي خمس سنوات. واحيت هذه القضية الحذر المتأصل في البيرو حيال تشيلي والمستمر منذ حرب المحيط الهادىء (1879-1883) التي انتزعت فيها قطعة من جنوب البيرو لتضم الى تشيلي. لكن فراغا قال ان ايا من رئيسي الدولتين لا ينوي القيام بتصعيد عسكري، معتبرا ان هذا الخلاف يؤكد خصوصا استمرار النزاع الحدودي بين البلدين المتجاورين. واشار الى استياء البيرو لفقدانها اراض خلال حرب المحيط الهادىء وشكوى ليما الى محكمة العدل الدولية في لاهاي حول حدودهما البحرية والانتقادات البيروفية لاعادة تسلح تشيلي.
وعلى هامش بؤرتي التوتر ألآنفتين، يعود الوضع تدريجيا الى طبيعته بين كولومبيا والاكوادور بعد عشرين شهرا على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما اثر قصف معسكر للمتمردين الكولومبيين في الاكوادور اسفر عن سقوط 25 قتيلا في الاول من آذار 2008.
وعين كل من البلدين المتجاورين قائما بالاعمال لدى البلد الآخر الاسبوع الماضي. وتقيم الاكوادور علاقات ودية مع البيرو بعد 14 عاما من الحرب الخاطفة التي جرت بينهما وتظل آخر نزاع مسلح شهدته اميركا الجنوبية.
رد مع اقتباس
New handbag discount for each purchase (11)
المفضلات