الأردن وتركيا : استراتيجية المستقبل؟!
التقارب الأردني التركي وتحديدا في الآونة الأخيرة وعلى المستويين الاقتصادي بخاصة والإستراتيجي بعامة، راح يدخل، وواقعا أكثر منه تفاؤلا، وبشكل لافت مع زيارة الرئيس الذهبي الحالية، مندوبا عن جلالة الملك في القمة الاقتصادية للجنة (الكوميسك) في منظمة المؤتمر الإسلامي، مرحلة متقدمة تطمح للوصول مستقبلا إلى حالة من التوهج بين البلدين الصديقين.
التبشرة بحالة التوهج آنفا تقاطر خبرها من اسطنبول ضمن حراك الوفد الأردني هناك، ونحن نشير هنا إلى تغطية (الرأي) و(بترا) الأحد الماضي، حول تشكيل مجلس استراتيجي بين البلدين يجتمع سنويا بالتناوب برئاسي رئيسي الوزراء في عمان وأنقرة، وبالفعل اتفق الطرفان على أن يتم اجتماع الوزراء المعنيين في عمان قبل نهاية العام الحالي.
محاور هي في غاية الأهمية تتصدرها المياه في المقام الأول فالطاقة ثم النقل وغيرها من المحاور الحيوية، ناهيك بزيادة التعاون بين الحكومتين في مجالات الربط السككي والكهربائي والغاز الطبيعي أيضا، فضلا عن وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين تتويجا لآفاق هذا التعاون المتميز بغير مقياس.
يعرف الأردن جيدا بقيادة جلالة سيد البلاد المفدى، أن الجمهورية التركية قد باتت قوة عظمى في الإقليم تنتهج الوسطية تماما كما هو نهج الحكم في الأردن، وبأن العلاقات التاريخية بين البلدين هي علاقات ضاربة الجذور في عمق الأرض جغرافيا وديمغرافيا في آن معا، أمكن لها وبفخر أن ترقى صعودا إلى وشائج الدين وصولا إلى النسب بين عائلات الدولتين الصديقتين.
من هنا كان تقييم فتقدير الأردن ملكا وحكومة لأهمية التقارب الإستراتيجي بين المملكة وتركيا، في وضع لبنة في مدماك الاستقرار الإقليمي كتوجه سياسي يقوده الأردن، أبعد من ذلك فإن الأردن بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، يرى بأن النموذج التركي على أجندات أميركا أوباما الديمقراطية (الجديدة)، المستجيبة منذ أقسم أوباما اليمين حتى الآن على الأقل، لصوت العقل أسلوبا أو خطابا في الحوار مع الآخر في الإقليم بوجه خاص، المستنيمة وفق شعار التغيير الأوبامي للحكمة في نداء الراهن، خيارا وطريقا لجهة المصلحة في التفاهم أو التعاون بين شعوب هذا الكوكب.
هذا التقارب، بإيجاز، يمثل حلقة في سلسلة الغراس الملكي في التراب السمح للعلاقة التاريخية بين الأردن و تركيا، ما يرى المحللون نموذجه الاقتصادي الأمثل وضمن محور الاستثمار التركي الواعد وبقوة في الأردن، هو العطاء الاستثماري الضخم الذي رسى على شركة (جاما إينيرجي) التركية، لتنفيذ جر مياه الديسي بكلفة (702) مليون دينار من هذا الحوض إلى عمان، وهناك أخبار شبه مؤكدة عن استثمار تركي آخر لهذه الشركة أو غيرها لتنفيذ مشروع ناقل البحرين.
Abudalhoum_m@yahoo.com
ممدوح أبو دلهوم
المفضلات