احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: رمضانيات

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Aug 2009
    الدولة
    bahrain
    العمر
    41
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0

    رمضانيات

    يقترب منا رمضان ,ويكثر بين ظهرانيينا حديث السياسة والتغيير والتعديل وتتنوع التكهنات حول شكل ونوع رئيس الوزراء القادم و الوزراء القادمين ومن سيذهب ومن سيعود ويتشعب الحديث حول التوطين والعودة والوحدة الوطنية ومجلس النواب وحله او عدم حله والفساد والاصلاح وغير ذلك من العناوين التي صارت "وباءً"مستفحلاً في احاديثنا جميعا ,خاصة ونحن جميعا سياسيون او مسيسون بالفطره ,فلا فرق ابدا في حديث المجالس ايا كان روادها من مهنيين وحرفيين ورعاة واساتذة وطلبة ومزارعين وعاطلين وعاملين ونساء ورجالا واطفالا, فالكل جميعا يتحدثون في السياسه والكل "دهاة" او "دهاقنة"في السياسة تحديدا والكل ناقدون منتقدون متشائمون لا امل لديهم لا في الحاضر ولا المستقبل ولا حتى في الماضي الذي لا يسلم من النقد والتجريح والتشهير.

    بصراحه نحن وبالذات في مجتمع النخب عجيبون غريبون فقد ملأنا الدنيا كلاما في السياسة وضجيجا في السياسة حتى صار زادنا سياسه وهواؤنا سياسه وماؤنا سياسه ولا اقول ما هو اكثر ,ونحن صنف اخر مختلفون عن سائر خلق الله جلُّت قدرته,فالناس في كل الدنيا تختار من يمثلها وتترك له الامر وتنصرف الى اعمالها ,اما نحن فينصرف كل منا الى عمل غيره.

    وبصراحه اكثر,لا احد فينا يترك الاخر منا ليعيش حياتة ,فكل منا يعيش في حياته وحياة الاخرمعا,وبعضنا يترك حياته ويذهب ليعيش في حياة الاخر , وكل منا يحرص وبقوة واندفاع على ان لا يترك للاخر فرصة ليعيش, وليس سرا ان ليس لنا من حديث في هذه الدنيا الا الحديث عن الاخرين, وبالطبع ليس تمجيدا لهم وانما نقدا ونميمة وتجريحا و تشهيرا و سعادة بعثراتهم وتشفيا بمصائبهم وقانا الله منها حتى لقد بات الاخ حربا على اخيه والوالد نقمة على والديه ,ولا حول ولا قوة الا بالله .

    بين يدي بركات الشهر الفضيل .ادعو ناصحا باذن الله لاجازة عبادة يمتنع الناس جميعا فيها عن النفاق والنميمة والكذب والدس والتأويل والاتهام والفساد والغمز واللمز والتشفي والحقد والادعاء والعنصرية والاقليمية والكبر والجريمه "عل الله يغفر لنل جميعا "وعلنا ندرك قبل فوات الاوان كم رائعة هي الحياة الدنيا بدون هذه الممارسات البائسة وكم رائع هو الاردن في ظلال التقوى .
    والله من وراء القصد.

  2. #2
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    طرح موفق
    الف شكر
    يعطيك العافيه
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jul 2009
    الدولة
    أبو ظبي
    العمر
    44
    المشاركات
    867
    معدل تقييم المستوى
    15
    طرح موفق
    الف شكر
    يعطيك العافيه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Mar 2008
    العمر
    63
    المشاركات
    1,890
    معدل تقييم المستوى
    1579474
    غزة - فلسطين
    رمضان شهر النصر والصبر

    ها هو ضيف الرحمن قد أظلنا بغيوض بركاته وغمرنا بطيوف نفحاته أخي المسلم فهل نجعل من شهر رمضان صيحة لماضينا العريق ومعلم علي الطريق لأنه هو الشهر الذي نكست فيه رايات الشيطان وخفقت عالية راية الإيمان والتوحيد ووطأت فيه أقدام المستضعفين حيث توالت الانتصارات وتتابعت الفتوحات ودوت صيحات المكبرين من حناجر الصائمين معلنة أن الله ناصر رسله والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وكثيرة هي الأحداث والوقائع التي ضمنها شهر رمضان المبارك علي مر العصور والأزمان ولابد لنا من وقفة بستان بدر الكبرى وفتح مكة هاتين الغزوتين اللتين ضربتا بجذور هما في بطن مكة وتركتا بصمات واضحة علي جبين الزمان حيث جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وما يبدىء الباطل وما يعيد .



    أولا: في رحاب بدر الكبرى.
    في السنة الثانية للهجرة وفي السابع عشر من شهر رمضان المبارك وقعت غزوة بدر الكبرى والتي فيها انتصر الحق علي الباطل واعز الله الإسلام وأهله وكان لهذه الغزوة من الدروس والعبر التي من الواجب أن تكون اليوم وفي زماننا هذا لنعود الي رحاب بدر الكبرى متعظين من هذه الغزوة المباركة وتلك القيادة الرشيدة الحكيمة والتي كانت متأكدة بان الإدارة مفتاح النصر فها هو رسول الله  يستشير أصحابه في القتال فلم يكن ديكتاتوريا لا يريهم إلا ما يري ولهذا أحبه أصحابه وتر سخت الثقة بين القاعدة وقيادتها فقال المقداد بن الأسود لرسول الله  امض لما أمرك الله فوالله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسي عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون ) ثم قام سعد بن معاذ فقال والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك. إنها الإرادة الحديدية التي تغللت في تلك النفوس الآبية التي عبدت طريق النصر ومهدت لبناء دولة الإسلام في المدينة وتركت بصمات واضحة علي جبين الزمان حيث جاء الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقا. فلم تكن المقاييس الأرضية أسبابا للنصر أو الهزيمة لان ذلك مفهوم متقوص ومنطق معكوس يجعل الأسباب المادية والأعداد البشرية والعدد السبب الأوحد للنصر.
    أن ميزان النصر والهزيمة لا يخضع للأسباب المادية ولكنه مرهون بإرادة إلهية لقوله تعالي (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة249 وقوله عز وجل َمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }آل عمران126 وأكد الله عز وجل انه نصير من ينصره وحليف من يواليه لقوله عز وجل (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }الحج40 وقوله تعالي : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7 ودليل ذلك الجيش الملائكي بقيادة جبريل عليه السلام الذين ثبتوا المؤمنين وأخذوا يضربون المشركين فوق الأعناق ويضربون منهم كل بنان وكذلك ثبات المؤمنين في عقيدتهم ودينهم فقول عبد الله بن رواحة حين خاطب المسلمين يوم مؤتة ( إننا لا نقاتل الناس بعدد ولا عدة ولكن نقاتلهم بهذا الدين فمن اخذ به اخذ بحظ وافر.
    وللقيادة دور في العطاء والقدرة من نفسها لتقوي بها الآخرين وتكسب ثقة الرعية فلا تمايز بين القاعدة والقيادة فليس غريبا أن يجرىء جندي مثل الخباب بن المنذر ويعترض علي رأى الرسول صلي الله عليه وسلم بأدب وخلق مقترحا النزول عند ادني ماء من القوم ليشرب المسلمون ولا يشرب المشركون.
    لقد كان المسلمون جسدا واحدا يحبون الله ويحبون رسول الله  حبا شديدا فقد وصفه أبو سفيان وهو في شركه آن ذاك حين قال ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد لمحمد. ثانيا:م تغلل الإيمان في قلوبهم فنبذوا خلافات الماضي وراء ظهورهم كلهم متآخون في الله مجتمعون عليه لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم.
    ثانيا : في رحاب فتح مكة
    في شهر رمضان فتحت مكة في السنة الثامنة للهجرة حيث أخرج النبي صلي الله عليه وسلم مهاجرا بالأمس بدينه مؤثرا العقيدة علي كل شيء وها هو اليوم يعود إليها منتصرا تنحني له رؤوس الذين أخرجوه بالأمس.
    فها هي مكة التي هي أحب بلاد الله الي رسول الله  والتي قال عندما أخرج منه واله لولا قومك أخرجوني ما خرجت فإن الرسول أخرج مجبرا علي ذلك وها هو يعود إليها بقوة وجند فاتحا لهذه الأرض الطيبة المباركة والتي حوت أطهر المساجد وأولها فجاء قوله تعالي (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} ) الفتح
    فإنها العقيدة التي عمل بها أصحاب رسول الله  فكانوا متسامحين يعفون عند المقدرة فها هو حاطب بن أبي بلمقة عندما بعث كتابا مع امرأة يبلغ أهله وأصحابه في مكة بخبر مقدم النبي والمسلمين الي مكة فاتحا، اعتبر المسلمون هذه خيانة حتى هم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقطع عنقه لولا أنه شهد بدراً فعفي عنه.
    وأيضا إن الدين بحاجة الي قوة تحميه وسلطة تؤويه ولعل هذا ما عناه عثمان بن عفان رضي الله عنه حين قال أن الله لينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن، فعندما رأى الناس قوة الدين يوم الفتح دخلوا في دين الله أفواجا وجماعات فهذا رسول الله  يصدر عفوه الجماعي شاملا صناديد قريش الذين آذوه وعذبوه وشردوه قائلا (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) وعندما سمع الرسول  سعد بن معاذ يقول يوم الفتح ( اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة اليوم أذل الله قريشا ) فأنكر النبي  ذلك علي سعد ونهره وقال (( اليوم يوم المرحمة اليوم يعز الله قريشا ويعظم الكعبة )) ونزع لواء كتيبة الأنصار من سعد وأعطاه ابن قيس تلطيفا لمشاعر قريش.
    أخي المسلم نعم لنجعل من رمضان صيحة ميلاد لماضينا العريق ومعلم رشاد علي الطريق لأنه الشهر الذي نكست رايات الشيطان وخفقت عليه رايات الإيمان حيث توالت الانتصارات وتتابعت الفتوحات ودوت صيحات التكبير من حناجر الصائمين معلنة أن الله ناصر رسله والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51 إنها لانتصارات رمضان العديدة والمشهودة وحتى يومنا هذا تتوالي الانتصارات والفتوحات عبر العصور والأزمان مذكرة أن هذا الشهر هو شهر الانتصارات وشهر التوبة وشهر الصبر.
    رمضان شهر الصبر:
    شهر رمضان أيضا شهر الصبر ومدرسة الصبر فالصوم تعويد علي الصبر وتمرين عليه ولهذا ورد عن النبي  أنه قال }الصوم نصف الصبر{ رواه الترمذي وفي حديث آخر انه سمي شهر رمضان شهر الصبر.
    ونحن لو استعرضنا آيات الله عز وجل، وأحاديث رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، لوجدنا أن كلمة الصبر ترد في مواطن عدة، كلها تلتقي على المعنى المذكور للصبر، وتهدف إلى غاية واحدة وتحقق النتيجة نفسها، ألا وهي الفوز والانتصار.
    والصبر ينقسم الي ثلاثة أنواع:
    * صبر علي طاعة الله،
    * صبر عن محارم الله،
    * صبر علي أقدار الله المؤلمة.
    وتجتمع هذه الثلاثة أنواع كلها في الصوم.
    فإن في الصوم صبرا علي طاعة الله وصبرا علي ما حرم الله علي الصائم من شهوات وصبرا علي ما يحصل للصائم من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن.
    وهذا الألم الناشىء من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال إلهه في المجاهدين (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }التوبة120
    بل إن الصوم يضاعف أجره مضاعفة خاصة ذلك أن الله عز وجل يتول جزاء الصائمين فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال } كل عمل ابن أدم له الحسنة بعشر أمثالها الي سبعمائة ضعف { قال الله عز وجل } إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزىْ به إنه ترك شهوته وطعامه من أجلي { فإن الصيام من الصبر وقد قال تعالي } إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10
    وهذا يبين لنا عظم الارتباط بين الصوم والصبر فالصوم سبيل الي اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأعلي مناره وأكثر من ذكره ووعد بالأجر الجزيل قال تعالي {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ }النحل127 وقال تعالي } وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }البقرة155 وقال تعالي :} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200
    إن حياة الإنسان معارك متنوعة، يتعرض فيها لأعداء كثيرة ومتلونة، وإن انتصاره في هذه المعارك مرتبط بمدى صبره مترتب عليه. فالصبر هو طريق الظفر بالمطلوب، وهو السلاح الفعال لقهر العدو بمختلف أشكاله، خفياً كان أم ظاهراً، لذا جعله الله عز وجل مادة الاختبار لعباده في هذه الحياة، ليميزَ الخبيث من الطيب، ويعلم الصادق المتيقن من المنافق المرتاب: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31]. {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ} [أل عمران: 186]. أي من الأمور التي ينبغي أن يعزم عليها كل عاقل ويوطن نفسه عليها، لما فيها من كمال المزية والشرف.
    ثمرات الصبر:
    إن من ثمرات الصبر: الرضا، والطمأنينة، والشعور بالسعادة، وتحقيق العزة والكرامة والخير، واستحقاق التأييد من الله عز وجل، والعون والنصرة والمحبة، وفوق هذا كله تلك الثمرة الأخروية، التي تتمثل بذلك النعيم المقيم، الذي يحوزونه موَفَّراً بغير حساب: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ الزمر:10] في جنة عرضها السماوات والأرض.
    ويتوجه رب العزة بالمغفرة والفوز والرضوان: {إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ} [المؤمنون: 111] {وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [ البقرة: 155-156-157].
    فالصائم المحتسب يفيد دروسا جمة في الصبر من جزاء صيامه فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال الصيام ففيه درسا عظيما في الصبر حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وعن غيرها.
    والصائم المحتسب إذا أوذي أو شتم لا يغضب ولا يقابل الإساءة بمثلها ولا تضطرب نفسه فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي علي أن أحفظ لساني وجوارحي فيبقي عزيزا لا ذليلا لكنه ذل لعبودية الله عز وجل وطاعته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله } إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحدا وقاتله فليقل إني صائم { متفق عليه البخاري
    وعنه قال قال النبي } من لم يدع قول الزور والعمل به فليس له أن يدع طعامه وشرابه{ البخاري
    فالصائم المحتسب لا يثور لأتفه الأسباب لحال لم يتسلحوا بالصبر ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان فيخرجون عن طورهم وتثور نفوسهم وتضطرب أعصابهم أما الصائم المحتسب فتراه هادى النفس ساكن الجوارح رضي القلب يطرد روح الملل لآن صيامه لله وصبره بالله وجزاءه علي الله والأمة الصائمة المحتسبة تتعلم الانضباط والصبر علي النظام والتحرر من اسر العادات. وهكذا يتبين لنا من أثر الصيام في اكتساب خلق الصبر فإن تخلق الإنسان به كان جديرا أن يفلح في حياته وان يقدم الخير العميم لأمته ويترك فيها الأثر الكبير.
    إنه الصبر المترع بأنواع الأمل العريض والثقة بمن بيده ملكوت كل شيْ ليس صبر اليأس الذي لم يجد بدا من الصبر فصبر ولا صبر الخاضع الذليل لغير ربه جل وعلا ، وبالجملة فإن الصبر من أعظم الأخلاق وأجل العبادات وإن أعظم الصبر وأحمده عاقبة الصبر علي امتثال أمر الله عز وجل والانتهاء عما نها الله عز وجل عنه لأنه به تخلص الطاعات ويصح الدين ويستحق التواب ولا يريد الله من عباده أن يضيق عليهم بترك الأكل والشرب والجماع والصبر ولكن يريد أن يمتثلوا أمره ويجتنبوا نواهيه حتى يكون الصيام مدرسة يتعودون فيها علي ترك المحرمات وعلي القيام بالواجبات وإذا كان شهر كامل يمر علي الإنسان وهو محافظ علي دينه تارك للمحرم قائم بالواجب فإن ذلك سوف يغير من مجري حياته وكما أن الأفراد بأمس الحاجة الي الصبر فكذلك الأمة فأمة الإسلام كغيرها من الأمم لا تخرج عن السنن الكونية فهي عرضة للكوارث والمحن وهي في الوقت نفسه مكلفة بمقتضي حكم الله الشرعي بحمل الرسالة الخالدة ونشر الدعوة وتحمل جميع ما تلاقيه في سبيله برحابة صدر وقوة وثبات ويقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين، فلهذا إختار الله عز وجل لهم من الشرائع ما يصقل أرواحهم ويزكي نفوسهم ويمحص قلوبهم ويربي ملكات الخير منهم، ومن أعظم الشعائر التي يتحقق بها ذلك المقصود شريعة الصيام في شهر رمضان فيا أيها المسلمون هذا رمضان يعلمنا الصبر ويربينا علي خلق الصبر فليكن منا أوفر الحظ والنصيب وليكن زادا لنا فيما نستقبله نمن أعمارنا وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
    بعد أن من الله علي المسلمين ووفقهم لإتمام فريضة الصيام استحقوا من الله عز وجل التكريم وحسن الجزاء لأنهم وقفوا عند ود الله وامتثلوا أوامره حيث أمرهم بالصيام فصاموا ثم أمرهم بالإفطار فافطروا عن سعد بن اوس الأنصاري عن أبيه رضي الله قال: قال رسول الله  : إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة علي أبواب الطرق فنادوا اغدوا يا معشر المسلمين الي رب كريم يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم وأمرتم بصيام
    النهار فصمتم وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم فإذا صلوا ناد مناد: إلا أن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين الي رحالكم فهو يوم الجائزة ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة. رواه الطبراني من رواية جابر
    فالصيام فريضة من فرائض الإسلام وشهر الصيام فرصة للتقرب إلى الله بالطاعة وذلك لشرف الزمان إلا وهو رمضان ولا ينبغي أن نجعل هذا الشهر شهر كسل وخمول ولتعلم اخى المسلم انه كان فيه غزوة بدر الكبرى و فيه فتح مكة وحطين وعين جالوت فهو شهر الانتصارات ويتذكر المسلمون في رمضان هذه الغزوات الحافلة بالانتصارات على الأعداء.أسال الله العلي القدير أن يعيده علينا وعلي الأمة الإسلامية جميعا بالنصر والخير والبركة
    الدهيني


  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Jun 2008
    الدولة
    في عصر المتنبي
    المشاركات
    19,092
    معدل تقييم المستوى
    230634
    الله يغفر لنا ويبعدنا عن المعاصي ويتقبل منا


    مشكور عزيزي

    يعطيك العافية

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Apr 2009
    الدولة
    عرين الاردن
    المشاركات
    20,622
    معدل تقييم المستوى
    21474872
    كل الشكر

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2009
    العمر
    37
    المشاركات
    556
    معدل تقييم المستوى
    15
    مشكور اخوي

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    الله يغفر لنا ويبعدنا عن المعاصي ويتقبل منا

    اشكرك على ما نشر

    ودى

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Jun 2009
    المشاركات
    601
    معدل تقييم المستوى
    15
    مشكور اخي العزيز ويعطيك العافيه

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669
    يعطيك العافية
    شكرا لنقل كل جديد
    تقديري

المواضيع المتشابهه

  1. رمضانيات
    بواسطة عمر محمود في المنتدى المنتدى الاسلامي العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 30-08-2009, 05:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك