مرض السكري,اسبابه واعراضه
يعد مرض السكري من الأمراض الشائعة منذ القدم (5000 سنة قبل الميلاد)، وللأسف لم يكتشف علاج شافٍ له الى وقتنا هذا وهو بازدياد مستمر عبر السنين، وفي بعض البلدان تصل نسبة الاصابة من 25-30% (الخليج ، مصر ، الأردن )0 مرض السكري يصيب الانسان من سن الطفولة الى سن الكهولة ومن أعراضه: - كثرة التبول - شعور بالعطش وبالتالي كثرة شرب الماء - فقدان الوزن أحيانا - زغللة في النظر - دوخة
هناك نوعان أساسيان لمرض السكري:
- النوع الأول: وهو الذي يصيب الأطفال والشباب حتى سن 30 سنة وسببه ناتج عن تحطيم كلي لخلايا البنكرياس الذي يفرز هرمون الأنسولين ويتم علاجه بحقن الأنسولين0
- النوع الثاني: الذي يصيب الانسان فوق سن 30 سنة وهو وراثي ويمثل 90% من المصابين بالسكري، اما النوع الأول فيمثل 10% فقط من المصابين0
أسباب النوع الثاني من السكري: ناتج عن عاملين اساسيين وكلاهما يرجعان للعامل الوراثي، وهما:
1) يكون الجسم مقاوما لنسبة الأنسولين العادية وللسيطرة على نسبة السكر في الدم يحتاج المصاب لكمية أكبر من الأنسولين ويعود ذلك لزيادة الوزن أحيانا0
2) خمول في افراز غدة البنكرياس بحيث لا يستجيب البنكرياس للمواد النشوية التي يتناولها المصاب مباشرة والتأخر في ذلك يسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد الوجبات (فوق 200 ملغ % أحيانا )0 ولقد ازدادت نسبة الأطفال المصابين بهذا النوع في وقتنا الحاضر بسبب سوء التغذية وقلة الحركة والعادات غير الصحية في تناول الطعام كالمأكولات الجاهزة التي تحتوي على نسبة دهون وسكريات عالية مثل الوجبات السريعة، ونلاحظ كثرة تناول المشروبات الغازية التي تقلل من امتصاص الحديد بسبب وجود مادة الكافايين مما يسبب فقر الدم عند الأطفال وهذه المشروبات لها تأثير سلبي أيضا على أسنان الطفل وقوة عظامه، أما قلة الحركة كالجلوس لفترات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر أو التلفزيون وعدم ممارسة الرياضة فتقلل من استهلاك الطفل للسعرات الحرارية مما يؤدي الى زيادة في الوزن وبالتالي الاصابة بهذا النوع من السكري وما يليه من مضاعفات مثل (أمراض القلب ، الضغط ، أمراض الكلى ، تصلب في الشرايين ، التهابات جلدية- تأثيرات دماغية ، خلل بدهنيات الدم ، التأثير على العيون ).
العلاج
يعالج أولا بالحمية الغذائية فاذا لم تجد نفعا واستمرت نسبة السكر في الدم مرتفعة يعطى المريض علاجا يزيد من فعالية الانسولين الذي يفرزه البنكرياس وباللغة الشائعة (منظم أو مساعد) ويراقب المريض فاذا لوحظ عدم كفاية هذا العلاج يعطى علاجا منشطا للبنكرياس ليزيد من افراز الانسولين.
ويجب التنويه الى أن السمنة عند الأطفال تؤدي الى زيادة عدد الخلايا الدهنية، أما عند الكبار فالسمنة تؤدي الى زيادة في حجم الخلايا الدهنية.
لذلك فزيادة الوزن عند الأطفال تؤدي الى زيادة في عدد الخلايا وحجمها عند البلوغ مما يضاعف نسبة حدوث تلك الأمراض. فالأطفال المصابون بالنوع الثاني من السكري لا يعالجون بالانسولين ولكن بتخفيف الوزن وممارسة الرياضة والأكل الصحي وبعض الأدوية التي تعطى عن طريق الفم وتحت اشراف الطبيب المعالج.ويجدر الذكر أن نسبة السكر الطبيعية في الدم صائم (8-10 ساعات) يجب أن تكون 70-95 ملغ%. وبعد الوجبة بساعتين (تحسب من بداية تناول الوجبة) أقل من 140 ملغ%. واذا كانت نسبة السكر في الدم لمرتين متتاليتين فوق 126 ملغ% صائم يكون مصابا بالسكر. ونذكر هنا أن الأعراض التي سبق ذكرها لا تظهر الا اذا كانت نسبة السكر في الدم أكثر من 180-200 ملغ%، وذلك يعود الى عمل الكلى فعند زيادته عن هذه النسبة يظهر السكر في البول الذي بدوره يسحب الماء من الجسم عن طريق الضغط الأسموزي مما يؤدي الى كثرة التبول وبالتالي فقدان السوائل من الجسم الذي يحفز الدماغ فيشعر الانسان بالعطش وبالتالي الاكثار من الشرب.
ان درهم وقاية خير من قنطار علاج وحتى نجنب أطفالنا السمنة ومرض السكري (وما يليه من مضاعفات) يجب تشجيعهم على الأكل الصحي كالخضار-الفواكه-الأسماك-اللحوم الطازجة قليلة الدهن-الألبان الطازجة قليلة الدسم وأيضا ممارسة الرياضة وعدم الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والتلفزيون.
كثير من الناس يتساءلون ان كانوا مصابين بالسكري أم لا وللاجابة:
1. اذا كانت نسبة السكر في الدم صائم (8-10 ساعات) 126 ملغ% أو أكثر في يومين مختلفين فان الانسان مصاب به.
2. اذا كان الانسان يشكو من أعراض السكري (كثرة التبول، العطش، جفاف..........) ووجد أن نسبة السكر 200 ملغ% يجب اعادة الفحص في يوم آخر واذا ثبت أن النسبة 200 ملغ% أو أكثر فهو مصاب بالسكري.
3. اذا كانت نسبة السكر صائم بين 100-125 ملغ% وغير صائم كانت بين 140-199 ملغ% فهناك قابلية للاصابة به وقد تعرضه للاصابة به فعلا فيما بعد اذا توفرت العوامل التي ذكرناها (زيادة وزن-غذاء غير صحي-عادات غير صحية).
وهذه المرحلة (ما قبل السكري) مهمة جدا لامكانية حصول خلل بتركيب دهنيات الدم وارتفاع ضغط الدم وما لها من تأثيرات عكسية على القلب- الدماغ- الكلى- الشرايين- العيون.فيجب الانتباه لهذه المرحلة بتجنب العوامل التي ذكرت سابقا.
ويشار هنا أنه يوجد نوع ثالث لمرض السكري وهو سكر الحمل ولا مجال للحديث عنه هنا.
رد مع اقتباس
المفضلات