اعتاد وسام صليبا أن يدخل الانترنت يوميا بأسماء فتيات ،بحثا عن التسلية .
ولا تفارق لوحة المفاتيح يده وهو يتفنن بخداع الآخرين والإيقاع بهم معتقدين أنهم يتحدثون إلى فتاة فاتنة الجمال حسب ما يروي هو لهم.
ويقول الشاب الذي يبلغ عمره (20 عاما) إنه يستمتع حين يقع الشباب في الفخ عبر الانترنت .
ولا يرى وسام ضيرا بأن تكون قمة فرحته عندما يعرف الواقعون في الشباك أن من ورطهم في حبائله ، لم يكن سوى شاب في النهاية .
كثيرة هي القصص التي تتحدث عن دخول شباب إلى غرف الدردشة أو المواقع الاجتماعية على الانترنت بأسماء مستعارة لبنات ،أو بنات بأسماء شباب من أجل ممارسة بعض الحيل والإيقاع بالآخرين بطرق ملتوية.
وذلك يثير السؤال المهم حول الثقافة المجتمعية للانترنت ودورها في التواصل والتعارف، وزيادة المعرفة المتأتية من شبكة لم يعد لاتساعها حدود .
ويقول شباب وفتيات اعتادوا دخول الانترنت والتحدث لساعات طويلة على المواقع الاجتماعية أنهم وقعوا ضحايا لخدع وحيل من قبل أقرانهم وذلك بعد بناء علاقات صداقة معهم استمرت لأشهر طويلة ليكتشفوا في النهاية أن الشخص المقابل كان يخفي جنسه الحقيقي.
عمران شاب وقع في حب فتاة على الانترنت ونسج خيوط العلاقة بينهما علاقة استمرت لمدة عام ونصف يقول بأنه لم يطلب يوما مواعدتها أو حتى التعرف عليها على الواقع بل اكتفى بالتحدث مطولا خلف الجهاز لإيمانه أنه سيراها يوما ما وأنه حبهما سيعيش طويلا .
ويتابع : كم كانت صدمتي كبيرة عندما اكتشفت أن الفتاة التي عرفتها على الانترنت لم تكن سوى أحد أصدقائي الذي أحب أن يمازحني دون علم منه أن العلاقة ستتطور إلى حب ليكتشف أنه تورط فيها ولتكون النتيجة هي أنني خسرته للأبد.
ويحذر الكثير ممن وقعوا ضحايا لمثل هذه القصص والحيل الشباب من دخول غرف الدردشة أو محاولة البحث عن أصدقاء حقيقيين أو علاقات غرامية وذلك لان الكثير من التجارب باءت بالفشل بسبب خداع أحد الأطراف للآخر وربما الطرفين في بعض الأحيان .
وتروي كثير من الفتيات أنهن كانوا يدخلن إلى غرف الدردشة للتسلية وقضاء الوقت وبناء صداقات إلكترونية بريئة أي أنها صداقات يستطعن التحكم بمداها وتنتهي بمجرد إغلاق الجهاز وعندما تتعرف إحداهن على فتاة أخرى تكتشف أنها لم تكن سوى شاب تخفى خلف اسم انثوي من اجل اصطياد أحدى الفتيات .
ويعتبر معاذ البوريني أن دخول الشباب بأسماء فتيات على الانترنت هو ضعف في الشخصية وعدم ثقة في النفس حيث يبقى الشاب الذي يدخل باسم فتاة على الانترنت يبحث عن فتيات وعندما يحصل التعارف يبدأ بإخبارها أنه شاب ولكنه لا يحب أن يظهر ذلك خوفا من عدم تقبل الفتيات له من أجل أن يوهمها بأنه صادق.
تقول إحدى الفتيات أنها تتوقع وبعد تجارب كثيرة أن تكون معظم الفتيات اللواتي يتحدثن معها عبر الانترنت هن في حقيقة الأمر شباب وقالت أنه لم يعد مستغربا أن تتحدث الفتاة مع فتاة أخرى لتكتشف بعد وقت أنها شاب أراد أن يتعرف على فتيات بطرق ملتوية .
وقالت هناك الكثير من الشباب الذين يحاولا أن يصطادوا فتيات عبر الانترنت من خلال خداعها بأنها فتاة مثلها وتعرضت لعلاقة انتهت بالفشل حتى تطمئن الفتاة الأخرى وعندها تقوم بسرد قصتها لتكتشف أنها كانت تقول أسرارها لشاب يتلذذ بسماع أسرار وخصوصيات الفتيات عبر الانترنت.
وعن أسباب الظاهرة اجتماعيا يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور إدريس العزام أن جزءا كبيرا من مستخدمي الانترنت من الشباب يلجأون لهذه الحيل انطلاقا من الرغبة في جذب الآخرين وتضليلهم والتعرف عليهم بالطرق الملتوية .
وبين أن بعض الشباب الذين يدخلون بأسماء فتيات يقومون بمثل هذا العمل من أجل إعطاء أنفسهم وقتا أطول للتعرف على الآخرين وخاصة الفتيات قبل أن يعترف لها بحقيقة جنسه بعد أن يكونا مقربين نوعا ما حتى يصبح الاستغناء عنه أمرا ليس سهلا .
وأشار الدكتور العزام أن هناك الكثيرين ممن يحاولون إشباع غرائزهم بخداع وتضليل الآخرين لتزداد ثقتهم بنفسهم وإحساسهم أنهم أذكى من الجميع واستطاعوا خداعهم كما أن الفضول يدفع الشباب لمعرفة أسرار الآخرين خاصة في مجتمعاتنا الشرقية بسبب الحاجز الكبير الذي يفصل الجنسين مما يدفع البعض للقيام بمثل هذه الأمور لمعرفة ما يخفيه الجنس الآخر من أسرار .
منقوووووووووووووووووووول
المفضلات