
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hamsat.masa
أسند ظهره لكتف الزمن .. فعنقه لم يعد يقوى على حمل هذا الرأس المثقل بالأفكار ...
لمح رفيقته فوق كتابه وأصبح يهذي .. الليل طويل وأنتي الوحيده لدي الآن ..
اقترب منها.. واخذ يديرها بين انامله يتفكر دون ان يخرج من بنات شفتيه ولو حرف ...
فكل ما ينطق هو عينيه وكأنه يغوص في اعماق ذاته ليخرج فكرا جديدا وحصريا بإمضائه...
هي تفهمه وتعلم نهايتها وتعلم أنها آخر ما لديه في تلك الليله الحالكه ...
ينظر ويحدق أكثر فأكثر .. كل ما قاله كلكن متشابهات
لكنك تعلمي أنك الأخيره وأريد أن تكوني مختلفه وآخر الحكايه ...
يبحلق بها وكأن عصفا ذهنيا راود فكره ...
.... مهلا .... نهض ونفض باقي المشيب الملتصق بأحلامه وخطا يبحث عما يعطيه مذاق للححظه الأخيره مع رفيقته قبل الوداع ..
خطا في عتمة ضياعه .. هو اعتاد على الظلام ..
أقنع نفسه بأن العيش بهذه الطريقه أفضل بكثير كي لا يتفاجأ بحياة القبور ...
لقد وصل الى ضالته .. فهناك بقايا بُن يصلح لتعديل المزاج ..
" كم أنت ممل أيهاالوقت " هكذا يتمتم ويسترق النظر الى رفيقته ويواسيها وبأنه مثلها يكره الانتظار ... لكنك تعلمي أنني من عشاق القهوة ...
يعود الى عتيق افكاره ..
" وها أنا أعود لأيام العزوبيه ..
أتمتم لأسمع نفسي ومرآتي تكره شكلي وشمس الصباح تهرب عن نافذتي تتسائل عن موعد موتي
ااااااااه أنا مثل المراهقين أفسدت قهوتي مع هذا الشرود .. أكره فوران القهوة على لحظات سكوني .. "
دار بقهوته إليها ليخبرها بأن من أكثر ما يتمنى .. أن لا تنسكب قهوته الثائره فوق نيران وحدته .. فهو يحب السلام ...
يريد الاستقرار دون اللجوء لذكرياته القاسيه ..
التفت الى الزوايا من حوله .. فلكل منها مسمى وظيفي خاص بها ..
هنا أبكي
هنا أكتب
هذه للاتصالات السعيده
ولا أريد هذه الزاويه ففيها أسمع الأخبار التعيسه
وهذه الزاويه اخترتها لقراءه الجريده
لا تختاري يا رفيقه لأنني هنا آخذ الأنفاس الشهيقة ...
أجل هذه لأوراقي فإنتي الوحيده التي سأتنازل لتكوني ضيفتي وفاتحة القصيده ....
عاد لصمته مجددا .. لكن سره يتلعثم ببعض الثرثرات ويصارع ذاته بملله اللامحدود
ها قد اخترت لها زاويه ففيها أحب الكتابه .. لها سأبدأ لكنني محتار بالعنوان ...
هي .. تمتمت بتعاسة حظها .. يكفي مللت من انتظار ساعتك المعتوهة أريد النهايه ...
لكن حظها سئ فهو يفهم دواخل الأفكار ..
أخذ رشفة سريعه من قهوته وسار اليها بخطواته الهزيله ..
فسحبها الى زاويته .. أمسكها بيد واليد الثانيه تبحث في جيبه عن ولاعته ..
فأنهى حواراته السخيفه و أخرج ولاعته ليشعل رفيقته لتكون سيجارته الأخيرة
فهو سيقاطع التدخين ..
فهمس .. ستساعديني يا رفيقه .. هذه الليله الأخيره التي سأدخن فيها ..
فصحتي عاهدتني بأن أعتني بها ....
كلما انتصف ليله ووجد نفسه مقطوعا من الدخان يكرر نفس التراجيديا
وهكذا الى المالانهايه وفي الغد نفس البدايه ..
كان لي في كتاباتي رفيقه .. لكنها ليست سيجاره بل ذكرى حزينه ..
فأيقنت أن لكل كاتب رفيقه ..
ربما ورقه .. أو قصاصه من عمره ..
أو صورة لأمه ..
او مثلي .. ذكرى حزينه ....
تحياااااااااااتي ...
هذا ما خططته بقلمي في ليلتي الأخيره مع حكايتي الهزيله ...
همسات أتراها صرخات لست أدري
تاهت عيوني وانا أمني نفسي تصريحا لا تلميحا عنه وعنها
فكانت النهاية مشرّعة الابواب لضمير غائب يعود عليه وعليها وعلى الحكايات
والذكريات والقصاصات و القهو ة والسيجارة
تعجبني هذه الطريقة في أشغال وربما إشعال المتلقي
والتفكير بإحتمالات وتأويلات شتى..
الاكيد هنا هو شيء واحد ينم على سمو الاحساس وصدقه وتمكنك من الكلمة بجمال وبراعة دون تكلف
بصدق استمتع بما تضعين هنا
مودتي وإحترامي أختي...
المفضلات