السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في وحدتي التي أعيشها في منفى الغياب الذي ضرب بأطناب فوضته على معنى الجماعة بداخل طرقات كياني تسكنني دائماً أطياف المجيء والعودة الطوعية لحضورك الطاغي الجميل.. لقد اعتدت صمت الحديث والصراخ المكبل المكتوم الذي يزاحم انفجار الكلام بداخل مساريب الروح والرؤا وكل التعابير تصبح مكبوتة خوفاً من افتضاح أمري واكتشاف مدى حدة الشوق لرؤياك التي باتت مطلب جوهري لاستمرارية وجودي.. في وحدتي التي أعيشها بعيداً عن مدى الرؤيا وخطوط الالتقاء وزبزبات التواصل مع توأم الروح والفؤاد تسكنني الوحشة بكل تفاصيلها وانهزاماتها التي تهد كيان عرش سعادتي المرتبطة دوماً بسر وجودك.. لقد مللت من الوحدة التي تحرق اعصابي وتدمر بقايا الروعة في دواخلي وتحبسها في قمقم الوحشة الأبدية لوجودك.. أتسائل هل تعتريك هذه العوارض المزمنة وهل تفتقدني بقدر ما أحتاجك وهل تحتاجني بقدر ما أفتقدك ؟ هذه تساؤلات غير قابلة للإجابات ولكن فقط هي خرجت دون قصد وانفلتت من بين الشفاه غصباً وانا فاغرة فمي من شدة الوجع الكاتم على صدري ويكاد يخنق الحياة في شراييني ويصلب صفائح الدم التي اصبحت مسممة فعلياً بداء التغريب عنك وترفض الاستجابة لأي دواء.. لأن شفائي فقط في أن تكون بقرب وجداني وتحت مرمى البصر.. وتتمدد مساحات وجودك بطول كياني وعرضه ولا أكتفي بمجرد هذا ولكن أطلب منك ان تمتطي روحي وتكون جزءاً أصيلاً فيها وتكون الأنا بداخلي حتى أعترف بمعنى القرب الحقيقي وأي فكرة غير ذلك مرفوضة جملة وتفصيلاً لأنها ستكون فقط تخدير للمشاعر وعقار مسكن فقط وأنا لن أقبل أنصاف الحلول في حبي لك ولا أنهزم أمام جيوش الليل الزاحفة لتخفي وجود صبحك بكياني العامر بك والممتليء حتى آخره والمترع بكؤوس هواك الذي أكاد أجزم أنه رحيق الكوثر من الطلاوة والحلاوة والنقاء الذي جاء عن طريق الصدفة المحضة متسربلاً من غياهب الجنان كي يتفقد احوال الكون ويعود وبمحض الصدفة كنت أنت الماعون الكوني لهذا النعيم . ويكفيني أنك أنت من اهتز له كياني وارتجت له حواسي وحرك فيي نبض الأنثى الخامد منذ عصور ماقبل التاريخ وفعلت ما لم يستطيع آدم غيرك أن يفعله ولأنك أنت كنت أنا وكان هذا النوع الفريد من العشق القادم من زمان مفعم بالرومانسية وفلسفة الوجدان المنقرض كان احساسي بك مختلف حتى في ادق تفاصيله.
الجزائرية
المفضلات