العدالة العرجاء... المحكمة الدولية تطالب باعتقال البشير وتشد على أيدي القادة الصهاينة والأمريكان

الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية - في تزامنية تحمل الكثير من الدلالات والملامح، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتها غير المسبوقة لاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، بالتزامن مع تصاعد وتيرة القتل والدمار بلا هوادة، وارتفاع منسوب الدماء المهدورة من الأبرياء والأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، وما صاحبها من انفلات مسبوق أو مكرّر لبطش آلة القتل الصهيونية.
العدالة العرجاء التي تسير عليها المحكمة الدولية تعكس حالة الانحياز الدولي تجاه كل ما يمس القضايا العربية والإسلامية، وبين ما يمس كيان العدو الصهيوني وأمريكا اللتين عاثتا في الأرض العربية فسادا وقتلا واحتلالا.
لقد كان الأولى بقضاة ومدعي العدالة في المحكمة الجنائية الدولية أن يوجهوا مذكرات اعتقال إلى قادة كيان العدو الصهيوني الذين ما انفكوا يسفكون دماء الفلسطينيين واللبنانيين ومن قبلهم المصريين والعرب والمسلمين.
وأن يصدروا مذكرات اعتقال ضد إدارة بوش المنصرفة التي قتلت ودمرت العراق وأفغانستان على مرأى من المحكمة الجنائية الدولية والعالم بأسره الذي يصفق لهذه الإدارة اليوم بعد ممارستها لفعل الندامة على ما اقترفته أيادي تلك الإدارة المتصهينة.
فمنذ قدوم عصابات بني صهيون في النصف الأول من القرن الماضي ومسلسل القتل والذبح والإبادة بحق المسلمين في فلسطين لم يتوقف، فأين كانت عدالة المجتمع الدولي من هذه الجرائم؟ أم أن العدالة تتعطل عندما يتعلق الأمر باليهود؟ ولماذا لا تمس العدالة الأمريكان الذين قتلوا الآمنين في العراق وأفغانستان؟ أو الروس الذين ذبحوا الشيشان؟ أو الصينيين الذين قتلوا أهل تركستان؟
إن هذه العدالة الدولية العرجاء هي التي قسّمت العالم إلى أسياد وعبيد، وإلى عالم أول وعوالم دون ذلك، وهي نفسها التي تهيئ لانفجار المغلوبين على أمرهم في نهاية المطاف لتتغيّر هذه المعادلة الدولية الظالمة.
ان الغرب الذي لا تمسه العدالة يتعامل مع الشعوب المستضعفة وكأنه معصوم عن الخطأ، فكل جرائمه مبررة، وكل مظالمه معللة، فهو يتعامل بكل عجرفة وعنجهية مع الآخر المسكين الذي لا حول له ولا قوة، ولسان حاله يقول: إما أن تقبل بهذا الظلم، وإما أن ترحل عن هذه الحياة غير مأسوف عليك.
إن هذا الواقع المرير يجب أن يتغير، وعلى الشعوب المستضعفة أن تنتفض ضد جلاديها الغربيين مصاصي الدماء، وأن تعلنها ثورة شاملة ضد كل ألوان وأشكال الاستعمار الجديد، ابتداء من مجلس الأمن الدولي وليس انتهاء بمحكمة الجنايات الدولية.
المصدر : صحيفة الحقيقة الدولية عدد 157 - 11.3.2009
المفضلات