يعرف التبني بانه احلال ''مسوؤلية وحقوق'' تترتب على آباء بدلاء عوضا عن الاصليين . والمسوؤلية تقتضي متابعة من العاملين الاجتماعيين ،حفاظا على مصلحة الطفل في بيئته الجديدة ، وحماية له من التعرض للاذى في الاسرة البديلة ،التي قد تتغير ظروفها تبعا لعوامل اجتماعية او اقتصادية.
وتمر سنوات منذ حصول العديد من الاسر على فرصة احتضان طفل مجهول الوالدين من مؤسسات وزارة التنمية الاجتماعية دون ان يطرق ابوابهم احد من الوزارة لمتابعة حالة هؤلاء الاطفال والتأكد من اوضاع الاسر ..أما تزال تسمح لهم بتربية هؤلاء الاطفال كما كانت قبل حصول اجراءات التبني .!
وتثمن خطوة جديدة لوزارة التنمية الاجتماعية بداتها مؤخرا وشملت جميع الاسر المحتضنة في الاردن ،لابقاء خط التواصل قائما بين الوزارة وهذه الاسر لمواكبة اية مستجدات قد تحدث او تتعرض لها الاسر وتؤثر على مصلحة الطفل وتتطلب مساعدة ودعم الوزارة .
فقد سجلت ( 208 ) حالات احتضان خارج وداخل الاردن منذ عام 1999 وحتى نهاية العام الماضي لاطفال انتقلوا من مؤسسات ودور رعاية الى اجواء اسرية كانت تحتاج لوجودهم بعد ان غابت ابتسامة طفل عن حياتهم بسبب عدم القدرة على الانجاب .
ويقول مدير الرعاية و الطفولة في وزارة التنمية الاجتماعية محمد شبانة ان هذا البرنامج الجديد في الوزارة يهدف الى زيارة جميع الاسر المحتضنة وقضاء وقت معها بهدف التاكد من اوضاعها ومن اوضاع الاطفال المحتضنين .
ويبين بان معظم الزيارات التي تمت لهذه الاسر في جميع مناطق المملكة كانت ناجحة ولم يتم خلالها سحب او اعادة أي طفل الى المؤسسة فجميع الاطفال يعيشون حياة مستقرة وآمنة تسعى اسرهم الجديدة الى توفيرها لهم بكل ما تملك من حب .
وبحسب شبانة فان حالة واحدة لطفل محتضن كان يعاني من مرض عضال و اسرته غير قادرة على علاجه استدعت تدخل الوزارة واتخاذ الاجراءات المناسبة لضمان علاجه.
ويوضح بان الاسر المحتضنة التي عانت من اوضاع مالية صعبة وتحتاج للمساعدة تم تحويلها الى صندوق المعونة الوطنية لاتخاذ الاجراءات المناسبة وتحسين اوضاعها المالية ودراسة ظروفها وقدرتها على الاستمرار في الاحتضان.
اما الاخصائيون في مجال الاسرة فيفضلون ان يتم مصارحة الاطفال بوضع الاسرة في الازمات ،سواء أكانوا متبنين او حقيقيين لان ذلك يجنبهم التعرض لصدمة في المستقبل .
وتؤمن وزارة التنمية الاجتماعية بان الاحتضان ضمن شروط معينة يوفر أجواء وحياة مريحة لهؤلاء الاطفال ويمنحهم فرصا جديدة لحياة بعيدة عن المؤسسات ودور الرعاية التي تقدم الكثير لكنها تبقى في نهاية الامر دور رعاية وليست اسرا حقيقية ..
ولأن الابناء يحتاجون الى اباء الى الابد ، فقد بدات الوزارة مؤخرا بالسماح بالاحتضان لأطفال تجاوزوا عمر حديثي الولادة و المعروفة امهاتهم ومجهولي الاب من قبل اسر قد يكون لها ابناء ولكنها ترغب باحتضان طفل .
هذه الخطوة الجديدة كما وصفها شبانة من افضل الخطوات و انجحها للوزارة في مجال الاطفال في دور الرعاية مشيرا الى انه في السابق لم يكن مسموحا لاي طفل معروفة امه بالاحتضان فيبقى في المؤسسات طوال عمره لا احد يسأل عنه ، و لا يحظى بفرصة احتضان تمنحه الحب و العطف الذي حرم منه .
وتبعا لاحصائيات الوزارة فقد تم منح الموافقة لثلاثين اسرة بديلة تولت مسؤولية الاعتناء وتربية اطفال مجهولين الام وذلك خلال عام 2008 في حين تم احتضان 23 طفلا حديثي الولادة ومجهولي النسب خلال العام الماضي .
وحول قوائم الانتظار يقول شبانة لقد تراجعت هذه القوائم بسبب السماح باحتضان اطفال معروفة امهاتهم مما دفع بالعديد من هذه الاسر لاحتضان طفل من هؤلاء وفي عمر العام و العامين أي ان فكرة احتضان طفل حديث الولادة ومجهول النسب لم تعد هي الفكرة الوحيدة السائدة لدى هذه الاسر فوجود طفل في الاسرة وتحقيق مشاعر الامومة هو الاهم لديهم .
ويوضح بان الاسر البديلة تفضل الاطفال الاناث عن الذكور مما يدل على تغير النمط الفكري الذي كان سائدا بان الاحتضان يجب ان يكون للطفل الذكر فقط .
عدد من الاسر المحتضنة تقول بانها استكملت مسيرة الفرح التي بداتها باتخاذ قرار الاحتضان وادخال صوت طفل في حياتها .
المفضلات