أثبت الحكم الجزائري جمال حيمودي أنه أحد أكفأ الحكام الموجودين على الساحة الإفريقية، بعد أن قاد نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا بين الأهلي والقطن الكاميروني باقتدار، رغم الحرب النفسية التي شنتها وسائل الإعلام المصرية والبرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي، الذي أبدى خشيته من التحكيم الإفريقي في نهائي البطولة.

وتحمل حيمودي ما لا يتحمله حكم آخر، ولم يسلم من الانتقادات من الجانبين سواء الجانب المصري أو الكاميروني، فالمصريون أعربوا عن خشيتهم من أن يقع حيمودي تحت ضغط الجماهير الكاميرونية المتعصبة خاصة في ظل حضور رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" عيسى حياتو للمباراة، في مدينة جاراوا التي أقيمت عليها المباراة وهي مسقط رأس حياتو.

وأصبح لدى المصريين هاجس اسمه الحكام العرب، خاصة بعدما تسبب المغربي عبد الرحيم العرجون في صدمة كبيرة لهم الموسم الماضي، في المباراة النهائية أمام النجم الساحلي بالقاهرة، والتي خسرها الأهلي بالثلاثة.

واتهم المصريون حينها العرجون بأنه لم يحتسب ضربتي جزاء في المباراة كانت كفيله بالفوز باللقب، خاصة وأن النجم أحرز هدفين في آخر خمس دقائق باللقاء.

على الجانب الآخر اعتبر مسؤولو الكاميرون أن حيمودي حكم عربي، وربما تميل قراراته في صالح المصريين؛ لكن حيمودي لم يسمع لهؤلاء أو أولئك، خاصة وأنه كان جريئا وواقعيا في قراراته.

لكن وسائل الإعلام المصرية قبل اللقاء غيرت من موقفها تماما، خاصة بعد التصريحات التي أدلى بيها حيمودي قبل سفره للكاميرون، والتي أكد فيها أنه لن يغامر بسمعته في نهائي إفريقيا، وأن تاريخه نظيف ويشهد به القاصي والداني.

وبالفعل بدد حيمودي مخاوف المصريين، حينما نجح في قيادة المباراة إلى بر الأمان، ولم ينسق وراء مطالب لاعبي القطن الكاميروني بضربة جزاء غير صحيحة في الشوط الثاني كانت من الممكن أن تقلب موازين المباراة.

وواصل الحكم الجزائري تألقه في اللقاء باحتساب ضربة جزاء صحيحة للمصريين في آخر دقيقة باللقاء عن طريق محمد بركات، لم يتردد حيمودي في احتسابها رغم الأجواء المشحونة في الملعب، وينجح قائد الأهلي شادي محمد في تسجيلها محرزا هدف التعادل ليتوج الأهلي بطلا للمرة السادسة على التوالي.

والأهم من ذلك أن حيمودي نجح في خفض وتيرة الانفعال والشحن المعنوي الزائد بين الجمهورين المصري والجزائري، بعد وقوع منتخبي الفريقين معا في مجموعة واحدة بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وأيضا بطولة الأمم الإفريقية في أنجولا بنفس العام.