المسلمون استعملوا البترول قبل الف سنة
ان البترول قسم من اقسام القار المعدني المسمى بالنفط.. ويحتوي النفط على الزفت والحمر والقطران والقار والبنزين وزيوت كثيرة.. وقد عرفه العرب واستعملوه في الانارة والوقود وعند الحرب.. وقد عرفوه ايضاً باسم زيت الصخر وهي الترجمة الحرفية لكلمة (بتراوليوم) فكلمة بتر هي الصخر واوليوم هي الزيت، وقد عرف النفط قديماً في العراق وسهول الاردن وفي الجزيرة العربية..و كان المصريون القدماء يستوردون الحمر لتحنيط الموتى من العراق وفلسطين.
ويتابع المؤلف الاردني (عبدالرؤوف المصري) في كتابه القديم والصادر عن مكتبة الاندلس في القدس قبل اكثر من خمسين عاماً بعنوان (ما لا يعمله الناس) موضحاً: وقد عرف العرب النفط واستعملوه قبل غيرهم في اغراض شتى مكرراً بواسطة القرع والانبيق للانارة والوقود كما استعملوه غير مكرر. وقد شاع استعمالهم له منذ نهاية القرن الثاني الهجري، ويدلنا على ذلك طرفة وقعت بين (نفطويه) النحوي العالم المشهور وبين (ابن دريد) الشاعر اللغوي الذي الف ( الجمهرة) وقد وقع هذا الكتاب في يد نفطوية وذلك في اوائل القرن الثالث البحري فقال فيه نفطويه: ابن دريد بقره - وفيه لؤم وشره.
قد ادعى من جهله - وضع كتاب الجمهره.
فرد عليه ابن دريد بقوله: افٍ لذا النحو واصحابه.
قد صار من اصحابه نفطويه.
احرقه الله بنصف اسمه.
وصبّر الباقي صراخاً عليه.
فنصف اسم نفطويه (نفط) وهو المادة المعروفة بالبترول ونصفه الثاني كلمة (ويه) وهي اسم الصراخ المرأة عند الفاجعة والمصيبة.
وعن البترول في العصر الاموي ايام الخليفة هشام بن عبدالملك فقد ادعى شخص اسمه (بيان بن سمعان التميمي) الألوهية!! فأخذه خالد بن عبدالله القسري، اخذه وخمسة عشر رجلاً من اصحابه وشدهم باطنان القصب وصب عليهم النفط فاحرقهم جميعاً!!.
وكان لعيون النفط نظار وولاة يتصرفون في ادارته ووارداته لخزانة الدولة، كما هو الشأن في عصرنا.
اما عن حالة النفط وتعدد اسماء النفاطة فان النفاطات جمع نفاطة وقد استعملوا لفظ النفاطة في اربع دلالات: اولاً: عين يخرج منها النفط.
ثانياً: نوع من السراج يرمى به النفط للانارة.
ثالثاً: اداة من نحاس يرمى فيها بالنفط والنار للحروب.
رابعاً: جماعة الرماة بالنفط والنار.. هذا وقد كان لكل دولة عربية جيش من النفاطين احكموا رميه ويسمونهم بالزراقين ايضاً.
ويقول ابو رزق المصري وما زال النفط عند العرب يقوى استعماله ويكثر النفع به حتى القرن السادس الهجري، حيث استعملوه علاجاً يتداوى به، وتنوع العلاج بانواع المرضى، وقد وصفه القزويني في القرن السابع في كتابه (عجائب المخلوقات) بقوله: والنفط منه اسود ومنه ابيض.. وقد يصاعد (أي يكرر) بالقرع الانبيق فيصير ينفع في اوجاع المفاصل واعوجاج الفم والفالج وبياض العين.. واذا شرب منه نصف مثقال نفع للمغص والريح!! ويخرج الاجنة الميتة، والمشيمة المحتبسة، ويقتل الدود وحب القرع. وربما يتوقد من نار بل بتحريكه.. وذلك يشبه الان عندما يركب احدنا سيارة او يراها تهم بالسير بغيره والسائق يشعل النفط بمجرد تحريكه.
وفي عنوان فرعي اخر نقرأ تحت هذا العنوان (الفتوحات بالنفط- والقنبلة الطائرة).
ما يلي: '' وقد فتح الجنيل حصون الصين بالنفط زمن هشام سنة (113) هجري، وفتح الرشيد مدينة هرقلة سنة (190) هجري وفي هذا يقول الشاعر: هوت هرقلة لما رأت عجباً.
حواثماً ترتمي بالنفط والنار.
كأن نيراننا في جنب قلعتهم.
مصبغات على أرسان قصّار.
كذلك فتح جيش النفاطين مدينة (تفليس) زمن المتوكل حتى صار النفط بعد هذا الزمن هو العتاد الحربي الاهم الى ان اكتشفوا سنة (586) هجري النفط الطيار واستعمله الرجل العظيم (صلاح الدين الايوبي) في الحروب الصليبية في واقعة حطين وحصار عكا.
وكان النفط الطيار هو اساس القنبلة الطائرة كما هي اساس الفكرة في القرن العشرين وقال المؤرخ الفرنسي (زانوييه) المتوفي عام (1317) ميلادني واصفاً النار الطائرة التي كان يرسلها العرب الى جيوش الصليبيين في الهواء، وقد خاض المؤرخ بنفسه غمار الحرب الصليبية السادسة مع ملك فرنسا لويس التاسع الشهر بلويس القديس فقال:''كان العرب يقذفوننا بنار.. كانت تأتي طائرة في الهواء كالتنين المجنحة المذيلة بذيل طويل سمكها كسمك برميل طويل يدوي كالرعد القاصف وبسرعة كالنور وكان ظلال الليل الدامس ينعدم بتاتاً بضوئها المهلك'' وقوله مجنحة ومذيلة أي كان لها جناحان وذلك كالطائرة في زمننا هذا.
المفضلات