عمان- منال القبلاوي - يضطر( احمد ) ان يعيد إرسال الرسائل التي ترده على (الوتس اب ) وتتضمن أدعية وأحاديث إلى أكثر من عشر أشخاص بسبب الجملة الأخيرة المكتوبة بالدعاء ومفادها « ان من يرسلها إلى عشر أشخاص يفرح فرحا شديدا ومن يتجاهلها سيصيبه مكروه ويحزن حزنا شديدا «.
فيما تقوم (هبة ) باعادة ارسال الادعية والاحاديث التي تشترط اعادة الارسال الى اكثر من عشرة اشخاص تقوم بارسالها الى عشرين شخصا ظنا منها ان ذلك سيجعلها تحظى بشفاعة الرسول يوم القيامة .
تؤكد الفتوى الصادرة عن دائرة الإفتاء العام وتحمل رقم ( 2608)» ان ما ورد في الوصية المكذوبة من تهديد لمن لم ينشرها فهو كذب لا يضرُّ أحداً، وإنما يقع الضرر بمن روَّج الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وما ورد في الوصية المزعومة من أمور توافق ما هو معلوم من أحكام الدين فهذا نأخذه، ونعمل به من الطريق الصحيح الذي وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من طريق هذه الخرافات».
وكثر في الآونة الأخيرة انتشار تداول المواطنين لهذا النوع من الأدعية والأحاديث المدسوسة بواسطة برامج الاتصال السريعة كالفيس بوك والوتس اب وحتى الرسائل القصيرة والتي تشترط على القارئ قراءتها كاملة أو إعادة إرسالها إلى عشر أشخاص متوعدة تاركها بالعقاب الرباني ومبشرة ناشرها بالثواب والفرح والرزق .
ومن صيغ هذه الرسائل «ان الشيخ الفلاني العربي رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه وقد اخبره ان يبلغ المسلمين عنه كذا وكذا «وقد رآه مرة أخرى واخبره بشي آخر ليبلغه للمسلمين» .
فيما تتضمن رسالة أخرى صيغة « اقرأ الرسالة كاملة والا ستأثم ..ومن قراها سيحظى بشفاعتي يوم القيامة ومن أهملها فقد أثم إثما كبيرا (...) ومن لم ينشرها فانه سيرمى من رحمة الله يوم القيامة(...) يرجى إرسالها إلى 25 شخصاً والشخص المرسل سيبشر بالنتيجة باليوم الرابع» ...علما ان احد الذين تجاهلوها فقد ابنه في نفس الليلة وآخر صدقها وأرسلها إلى 96 شخص فرزقه الله بـ 25 ألفاً».
وأخرى تتضمن أحاديث مكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل النصائح الطبية عن البطيخ «ومنها قوله عن آداب أكل البطيخ عض البطيخ و لا تقطعها قطعا « وقوله « ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ إلا يكون مولودها حسن الوجه والخلق».
وتتابع الفتوى «لمّا كان الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب، فإنه لا يجوز نقل ولا نشر ولا تصديق ما جاء في تلك الرسالة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما، ويُعدّ هذا الحديث متواتراً، وقال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَدَّثَ عَنِّى بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ) رواه مسلم وأحمد وغيرهما.
حيث كان قد ورد الدائرة الإفتاء سؤال حول « انتشار بين الناس بين حين وآخر رسالة منسوبة إلى الشيخ أحمد خادم الحجرة النبوية، فما هو حكم الشرع فيما ورد بها؟».
وجاءت الفتوى لتؤكد ان هذه رسالة نشرت بين الناس من زمن بعيد، وخلاصتها أن الشيخ أحمد خادم الحجرة الشريفة التي دُفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأمور ستقع بين الناس بسبب ما فعلوا من المعاصي.
ومنذ ذلك الحين بيّن أهل العلم أن هذه الرسالة مكذوبة، ونسبت إلى شخص غير موجود، فليس في حين ظهورها للمرة الأولى رجل بهذا الاسم يخدم الحجرة الشريفة.
ولمّا لم تقع بعض الأمور التي تحدثت عنها الرسالة اختصرها الذين كذبوها وروجوها ولم يبق منها الآن إلا بعض جُمل تتحدث عما هو واقع بين الناس كخروج النساء سافرات. وان ما ورد في الوصية المزعومة من أمور توافق ما هو معلوم من أحكام الدين فهذا نأخذه، ونعمل به من الطريق الصحيح الذي وردنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس من طريق هذه الخرافات، وما في الوصية المكذوبة من تهديد لمن لم ينشرها فهو كذب لا يضرُّ أحداً، وإنما يقع الضرر بمن روَّج الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمير محمود ابوزيد
المفضلات