عمان - بترا - تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء، أحوال أسر عفيفة تقطن في خيم بمنطقة صافوط شمالي عمان، ووجه جلالته بتحسين واقع تلك الأسر وتأمين سبل العيش الكريم لها. وأمر جلالته، خلال زيارة مفاجئة قام بها ظهيرة اليوم، ببناء أربعة مساكن بديلة للخيام التي تقطنها أربع أسر، وصرف معونات عاجلة لهم.
واستمع جلالة الملك من الاسر الى التحديات التي تواجهها وظروفها المعيشية، والتي تحدثت ايضا عن تفاصيل وأحداث صعبة شهدتها وصغارها في فصل الشتاء.
ويعمل إثنان من سكان تلك الخيام بمهنة عامل وطن في امانة عمان الكبرى، فيما يعمل الثالث حارسا لإحدى الكسارات، أما الاسرة الرابعة فهي لسيدة لا معيل لها.
ولكل أسرة حكاية، فالسيدة التي تعيش مع ولديها الاثنين، أحدهما معاق حركيا وعقليا، وتعتاش على معونة حكومية لاتتجاوز 45 دينارا، حيث بينت تلك السيدة أنها تحلم بأن تسكن في بيت يؤمن لها ولابنائها العيش الكريم.
وشرحت لـ (بترا) ظروفها وأحوال أطفالها في مواجهة الحاجة، وبينت أن جلالة الملك فاجأها بدخوله الى خيمتها ليطمئن على أحوالها ويسأل عن أوضاع أطفالها.
وقالت "كنت أعلم أن الفرج قريب، اليوم أمر جلالة الملك ببناء بيت لي وهو حلم عمري للخلاص من حياة التعب والشقاء والمعاناة التي أمتدت لأكثر من ثلاثين عاما".
وفي خيمة مجاورة تقطنها اسرة مكونة من ستة أفراد ويعمل رب الأسرة بمهنة عامل وطن في أمانة عمان الكبرى، الذي أشار الى أنه أختار معيشة الخيام بسبب ظروفه المعيشية الصعبة وعدم تمكنه من تأمين مستلزمات أسرته اليومية.
وقال هؤلاء المواطنون إن جلالته كان حريصا على معرفة إحتياجاتهم بدقة ووجه بتلبيتها، خصوصا بناء مساكن لهم تقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء.
وتتشارك تلك الأسر في قطعة الارض استأجرتها مقابل 200 دينار سنويا، نصبت عليها خيامها المكونة من الخيش وأكياس الحبوب وقطع من الصفيح، وتعتمد هذه الاسر على بقايا تقليم الأشجار وما تجمعه من أخشاب للتدفئة.

كما افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم في منطقة عين الباشا مسجد غزة هاشم، الذي أقيم على مساحة أربعة آلاف متر مربع، ويتسع لـحوالي خمسة آلاف مصل. وأطلع جلالته، على الطراز المعماري للمسجد، الذي روعي فيه فنون العمارة العربية والإسلامية، والتي تجسدت بالأقواس، والنوافذ، وأعمال الديكور الداخلية والخارجية. وأقيم المسجد، الذي يتكون من ثلاثة طوابق على نفقة الحاج حسين عطية، ليكون معلما من معالم المنطقة، ويسهم في خدمة سكانها، ويعزز مفهوم العمل الخيري.
وقال مشرف مشروع المسجد الدكتور المهندس فواز البشير، في تصريح لـ (بترا): إن المسجد سيسهم في خدمة أهالي المنطقة، حيث يضم في مرافقه، مصلى للرجال وآخر للنساء، ودارا لتحفيظ القرآن الكريم، وله مئذنتان، واستخدم في بنائه الحجر والرخام.
واضاف إن بناء المسجد هو صدقة جارية، وإيمانا بأن العملية التنموية الشاملة يجب أن يسهم فيها جميع أبناء الوطن. وحضر افتتاح المسجد، رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور عبدالسلام العبادي، و قاضي القضاة- إمام الحضرة الهاشمية سماحة الدكتور أحمد هليل، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، وممثلو عن أبناء المنطقة.