" واشنطن تسعى إلى تأجيج الأزمة في سورية ومحاولة إطالتها"
وجه السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى يوم السبت اتهاما للولايات المتحدة الأمريكية بالسعي الى تأجيج الأزمة التي تتعرض لها سورية ومحاولة إطالتها, فيما أشار إلى أن تصريحات الخارجية الأمريكية الأخيرة تعد حلقة من سلسلة تهدف لإيقاع الأذى بسورية .
وقال السفير مصطفى, في حديث للتلفزيون السوري , إن" الولايات المتحدة الأمريكية تسعى دائما لإذكاء الأزمة الحالية في سورية وهي تبذل أقصى ما تملك من جهد لتأجيجها ومحاولة إطالتها والاستفادة منها سياسيا ", لافتا إلى أن" تصريحات الخارجية الأمريكية الأخيرة بشأن سورية حلقة من سلسلة متصلة من التصريحات المسيئة التي تؤكد أن الولايات المتحدة لن تدخر جهدا لمحاولة إيقاع الأذى بسورية".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دعت الجمعة المواطنين السوريين عدم تسليم أنفسهم للسلطات السورية خوفا على سلامتهم، وذلك عقب إعلان السلطات السورية العفو عن المسلحين الذين لم يشتركوا بعمليات القتل إذا سلموا أنفسهم خلال أسبوع, الأمر الذي أدانته الخارجية السورية, معتبرة هذه التصريحات تدخلا سافرا في شؤون سورية الداخلية.
ولفت مصطفى إلى أن "الولايات المتحدة تتمنى دائما أن تنزلق سورية إلى الهاوية, لأنها وفق الأمريكيين أنفسهم ومراكز بحثهم شوكة في حلق السياسات الأمريكية في المنطقة منذ فترة طويلة جدا وهي وحلفاؤها ممن يكررون وبشكل آلي وميكانيكي السياسات الأميركية شعروا بغيظ من المبادرة العربية وحكموا عليها منذ اللحظة الأولى وبشكل استباقي بأنها لن تنجح ويجب ألا تنجح بعكس موقف كثير من الدول التي شجعتها".
وأضاف مصطفى أن" الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لفعل أي شيء لمنع حدوث حوار في سورية وإذا حدث لمنع نجاحه وتحقيقه نتائج وإيجاد نقاط التقاء بين السوريين".
ووافقت السلطات السورية على بنود الخطة التي طرحتها اللجنة الوزارية العربية والتي تنص على وقف أعمال العنف وانسحاب الآليات العسكرية من المدن السورية وإطلاق سراح المعتقلين وإجراء حوار وطني بينها وبين المعارضة في مقر الجامعة العربية خلال 15 يوما.
وفيما يتعلق بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على سورية, أشار مصطفى إلى أن" العقوبات تكاد تكون تجميلية وكاريكاتورية لأن تاريخ هذه العقوبات يعود إلى عام 1956 حتى وصلت ذروتها عام 2004".
وتمارس الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية ضغوطات على سورية, من خلال فرض حزم من العقوبات شملت المجالات النفطية, فضلا عن شخصيات وشركات اقتصادية لدفع النظام السوري إلى وقف عمليات القمع والعنف, الأمر الذي رأته القيادة السورية أن الشعب هو فقط المتأثر من العقوبات.
وعن الاتهامات الأمريكية للسفارة السورية في واشنطن بترهيب المحتجين, وصف مصطفى تلك الاتهامات بأنها "سخيفة وسفيهة لأن المظاهرات المعارضة التي جرت أمام السفارة السورية في واشنطن صورت نفسها ووضعت الصور على اليوتيوب وأي إنسان يستطيع الدخول إليه ليجد الصور الواضحة والدقيقة لهذه المظاهرات.
وبين مصطفى أن "الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى السفارة السورية في واشنطن بترهيب المحتجين هي جزء من حملة متكاملة تم خلالها في فترة قصيرة جدا استدعاء كل السفراء السوريين في عشرات الدول المتحالفة مع أمريكا لاتهامهم بتصوير المتظاهرين السوريين وإرسال الصور إلى سورية".
وكانت واشنطن اتهمت السفارة السورية لديها بممارسة عمليات القمع والترهيب بحق متظاهرين كانوا ينظمون تظاهرة احتجاجية أمام السفارة, كما اتهمت مواطن سوري بالتجسس على معارضين لحساب السفارة, الأمر الذي نفته السفارة بشكل قاطع.
وكانت منظمة العفو الدولية ذكرت في تقرير أصدرته، مؤخرا، أن المحتجين السوريين في أوروبا والأميركيتين خضعوا بصورة منتظمة للمراقبة والمضايقات من جانب موظفي سفارات بلادهم وآخرين يعتقد أنهم يعملون بتكليف من النظام السوري.
وفيما يتعلق بالسفير الأمريكي لدى سورية روبرت فورد, أعلن مصطفى أن" المزاعم بالخوف على أمن وسلامة السفير فورد في سورية غير صحيحة لأن الحكومة السورية ملتزمة التزاما تاما ومطلقا بضمان أمن جميع الدبلوماسيين دون استثناء بما في ذلك السفير الأمريكي وهي لا تريد لأي سفير أن يتعرض لأي أذى.
وكان السفير الامريكي لدى سورية روبرت فورد تعرض مؤخرا هو وطاقم من السفارة في دمشق إلى هجوم منق بل مسلحين, فضلا عن الرشق بالبيض والبندورة والحجارة, كما تعرض مقر السفارة الامريكية إلى اعتداء من قبل مجهولين, احتجاجا على المواقف الأمريكية من الأحداث في سورية, الأمر الذي أدانته الخارجية الأمريكية, ما حدا بالسفير فورد إلى مغادرة البلاد والذهاب لواشنطن لعدم شعوره بالأمان, فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن فورد وضع وزارة الخارجية السورية بهذه الأجواء قبل سفره.
وأشار مصطفى إلى أن "السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد خرق اتفاقية فيينا الناظمة للعلاقات الدبلوماسية بين دول العالم مرات عدة ,ولذلك فرضت الحكومة السورية عليه عدم التنقل خارج دمشق في حين فرضت الحكومة الأمريكية عليه كسفير لسورية في واشنطن عدم التنقل خارج واشنطن مع أنه ملتزم بالاتفاقية التزاما تاما ومطلقا.
وأضاف مصطفى أن "فائدة سورية من منع السفير فورد من التنقل بشكل حر عبر الأراضي السورية أكبر من الفائدة التي تجنيها من تنقلي عبر الولايات المتحدة وأنا أؤيد هذا القرار تماما وأؤيد قرار سحبي من الولايات المتحدة لأنه يجب أن نعاملها بالمثل".
وكانت السلطات السورية قيدت تحركات السفراء الغربيين بمحيط جغرافي لا يتجاوز 25 كيلومترا من مقر عملهم وإقامتهم بدمشق.
واتهمت سورية مرارا جهات خارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بتورطها في الأحداث التي جرت في سورية , خاصة بعد زيارة السفير الأمريكي فورد إلى حماه من دون إذن مسبق منذ أشهر ومشاركته في التظاهرات , الأمر الذي اعتبرته الحكومة السوري تدخلا سافرا في شؤون بلادها.
ولفت السفير مصطفى إلى أن" مقاربة الحكومة للأزمة الحالية فصلت بين الجانبين الأمني والسياسي فهي سياسيا تعمل على تلبية مطالب فئات كبيرة من الشعب السوري وأمنيا لا يمكن أن تسمح ككل دول العالم لمجموعات مسلحة مجرمة ودموية ترتكب القتل أن تعمل على الساحة السورية والتقدم الذي تحققه سورية في هذين الطريقين المتوازيين يثير انزعاج الولايات المتحدة".
وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات في منتصف آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة"، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطون وأهالي السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين".
وتقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 3 آلاف, فيما تقول مصادر رسمية سورية إن عدد الضحايا الذين سقطوا خال الاحتجاجات بلغ اكثر من 1400 اغلبهم من الجيش وقوى الامن, وحملت هذه المصادر مسؤولية سقوط ضحايا إلى "جماعات مسلحة".
سيريانيوز
رد مع اقتباس
المفضلات