عمان - هلا العدوان - أعرب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان عن تطلع بلاده لان يصبح الاردن الانموذج في عملية الاصلاح في المنطقة من خلال دعم جهود ومسيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي يعيشها حاليا.
وأشار المسؤول الاميركي في لقاء ضم عددا من الكتاب والصحفيين امس بحضور السفير الاميركي لدى المملكة ستيفن بيكروفت الى ان الولايات المتحدة تحرص على الاستماع للاردنيين في كافة قضايا الجوهرية التي تمر بها المنطقة حاليا وتبادل وجهات النظر حول المستجدات على الساحة العربية في الفترة الراهنة .
ونبه فيلتمان الى ان اللقاء الذي جمعه مع جلالة الملك عبدالله الثاني على هامش زيارته للمملكة كان مثمرا وحيويا اذ تم خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دفعها للامام فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك .
وقال فيلتمان الذي يزور المملكة حاليا ان الاصلاح السياسي والاقتصادي عملية محفزة للاستقرار في أي بلد راغب بتحقيق الديمقراطية وان الاردن التزم بذلك بانشاء لجنة للحوار الوطني والاقتصادي واخرى لبحث مسألة التعديلات الدستورية وهذا أمر يلبي مصلحة الاردنيين .
وتابع ان هنالك قناعة راسخة بضرورة ان تلبي جهود الاصلاح تطلعات الشعوب واحراز تقدم ملموس وجذري لطموحاتهم دون تأخير او تعطيل لعجلة الاصلاح لافتا الى اننا في الفترة السابقة تعلمنا درسا مهما يتعلق باهمية الاسراع بعملية الاصلاح كي لا يحدث ما لا يحمد عقباه .
واضاف ان الاردن بقيادة جلالة الملك يقود اصلاحات تأتي في صميم احتياجات ومصلحة الاردن ، مبينا ان الاردن يلعب دورا بارزا ورئيسيا وقياديا في المنطقة
وهو شريك مهم وحيوي للولايات المتحدة .
وفيما يخص العملية السلمية قال انه من الممكن تحريك عملية السلام بالعزم والإرادة وان الرئيس الامريكي عاقد العزم على دفع اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وملتزم بانجاح العملية السلمية رغم التحديات الاقليمية التي تواجه تحقيق ذلك في منطقة الشرق الأوسط وان الادارة الحالية تعول الكثير على المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس لغايات استئناف السلام .
وحول التطورات في سوريا اشار ان الادارة الاميركية منزعجة جدا من ما حدث في سوريا وتحديدا ردة فعل الحكومة السورية للاعتصامات في المحافظات السورية وان اللجوء الى العنف في قمع الاحتجاجات امر غير مقبول وسيكون له عواقب .
ونبه الى ان التعاطي مع المظاهرات من جانب الجيش السوري امر لا يمكن قبوله مشيرا الى فرض مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة عقوبات على سوريا وادانته لما تقوم به من خلا ل مشروع قدمته الولايات المتحدة الاميركية .
في حين اشار الى ان الادارة الاميركية الحالية سعت الى بناء جسور من خلال تعيين سفير لها في سوريا والتواصل مع المسؤولين السوريين الا ان ما يحدث عطل هذه المسيرة لافتا الى ان الادارة الاميركية ليست معنية على الاطلاق باستبدال الحكومات السورية او غيرها من الحكومات في المنطقة وما تقوم به هو جزء من مسؤوليتنا من المجتمع الدولي .
وبالنسبة لوجهة النظر الاميركية حيال ما حدث في مصر وسوريا واليمن في الاشهر الفائتة من تغييرات جذرية في على الساحة السياسية اشار ان جزء من رؤية الادارة الاميركية هو البقاء خلف الاضواء في هذه الفترة وعدم التدخل في مصير واختيارات الشعوب في المنطقة لانها الاقدر على اختيار ممثليها وقياداتها رغم تأكيده ان لدى الادارة الاميركية مصلحة في المنطقة وهي دعم السلام والاستقرار والاصلاح السياسي والاقتصادي على حد قوله .
وفي هذا الشأن اعرب عن الامل بان تؤدي الاصلاحات في العالم العربي لتلبية التطلعات السياسية والاجتماعية لشعوبه ومشددا على اهمية ان تلبي الحكومات التطلعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المشروعة للشعوب، خصوصا اذا ما عبرت عن نفسها من خلال وسائل قانونية وسلمية .
الا ان المسؤول الاميركي لم يخف ان كل دولة في الشرق الاوسط تتمتع بخصوصية معينة تميزها عن بقية الدول فما حدث في الاردن من اعتصامات يختلف الى حد كبير عما حدث في سواها فالظروف مختلفة ومغايرة رغم ان هنالك شي محوري يجمعها وهو الرغبة في الاصلاح والتقدم الى الامام وهي فرصة يبنغي عدم تضييعها او تأجيلها على حد وصفه.
وحول ما يقوم به الاردن من جهود اصلاح في شتى المجالات اشار الى اننا ندعم ما يقوم به الاردن ونرغب بمساعدة الجانب الاردني فيما يقوم به من اصلاحات سياسية واقتصادية وخلق وظائف وتحسين بيئة الاعمال وجذب الاستثمارات وزيادة حجم الاعمال في الاردن مشددا على ان الشعب الاردني قادر على اختيار الافضل له بما يلبي تطلعاته واماله .
وقال فيلتمان ان الشباب المكون الرئيسي للمجتمع الاردني ينبغي له ان يحظى بحصة كبيرة وفاعلة في العملية السياسية الى جانب المرأة وان هنالك ضرورة للاصغاء لهؤلاء والاستماع الى مطالبهم بالاضافة الى اهمية معالجة الاختلالات الاقتصادية في اقرب فرصة ممكنة فالوقت قد حان للاصلاح الحقيقي وهذا امر يدركه المسؤولون الاردنيين.
امام هذا اشار الى ان الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم وبلاده حاليا اثر ارتفاع اسعار النفظ في الاسواق العالمية قد تحول دون تقديم المزيد من المساعدات الاميركية الاضافية الى الاردن في العام الحالي وان المساعدات الاعتيادية ستكون ضمن معدلاتها في الاعوام الماضية على حد قوله .
وختم بالقول الى ان هنالك شي محوري قد تغير في المنطقة بشكل جذري ولافت لم يكن يتوقعه احد وعلينا الانتباه والاصغاء لما يحدث وان هنالك قناعة راسخة لدى الادارة الاميركية بان الوضع القائم في الشرق الاوسط لا يحتمل .
رد مع اقتباس
المفضلات