تواصلت المظاهرات التضامنية مع ثورة مصر في عدد من الدول العربية والغربية، حيث شهدت موريتانيا ورام الله والنرويج وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا مظاهرات حاشدة تؤكد دعمها لثورة الشباب المصريين ومطالبهم.
ففي موريتانيا قال مراسل الجزيرة نت أمين محمد إن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية نظم مساء أمس تجمعا جماهيريا بمقره للتضامن مع الثورة المصرية، ولمطالبة الرئيس المصري حسني مبارك بالرحيل.
وقال قادة الحزب إن الشعوب العربية والإسلامية تعلق آمالا واسعة على نجاح الثورة المصرية لتشكل بذلك مع الثورة التونسية نموذجا لهذه الشعوب المغلوبة على أمرها، "والتي لا تزال من بين شعوب العالم تعاني من دكتاتوريات متسلطة ومزمنة".
وقال رئيس الحزب محمد جميل منصور "إن قطار الثورة قد انطلق من تونس وها هو يتزود الآن من مصر، وسيهز كل عروش الطغاة في البلاد العربية والإسلامية ولم يعد مسموحا بعد اليوم أن تُقمع الشعوب أو تهدر كرامتها أو يمارس الإقصاء والتهميش في حق بعض فئاتها أو طوائفها".
دعم
جانب من اللافتات المرفوعة (الجزيرة نت)
وخلال النشاط هتف المجتمعون كثيرا للثورة، ورددوا شعارات وأناشيد تدعمها وتطالب مبارك بالرحيل وتندد بالعنف والبلطجية التي يتعرض لها ثوار مصر، كما استمعوا لقصائد شعرية ألهبت مشاعر المتجمهرين.
وندد نائب رئيس الحزب محمد غلام ولد الحاج الشيخ بتعاطي التلفزيون الموريتاني مع الثورة المصرية، قائلا إنه تعاط مشين ومخز وينتمي إلى سياسات العهود البائدة حيث تقصد تشويه الثورة وإظهارها بشكل لا يدل على حقيقتها.
تضامن فلسطيني
وفي رام الله نظم عدد المواطنين الفلسطينيين مسيرة تضامنية مع ثورة مصر، وفي قطاع غزة بدأ ناشطون ومدونون وصحافيون فلسطينيون إرسال رسائل نصية عبر الهاتف إلى المواطنين المصريين للتضامن معهم، وتأكيد دعم ثورتهم ضد نظام الرئيس مبارك.
وتنوعت الرسائل وجاء في بعضها "نحن معكم ولن نترككم" و"دعاؤنا منصب لنصرتكم" و"أهل غزة لن ينسوا مواقفكم المشرفة ضد حصارها وتجويعها" و"الله معكم يا شعب مصر" و"لن ننسى كيف ساهم نظام مبارك في حصارنا".
وإلى جانب تلك الرسائل كانت هناك رسائل أخرى عبر البريد الإلكتروني وعبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للمصريين تدعم ثورتهم ضد نظام الرئيس حسني مبارك.
وقال المدون محمد محسن إنه أرسل رسالة لأصدقائه في مصر ولأرقام لا يعرفها -عبر تغيير أواخر الأرقام التي لديه- نصها "قلوبنا معكم، بثباتكم وإصراركم ستنالون غايتكم وتغيرون واقعكم".
صدى
حضور نسائي لافت في مظاهرات النرويج
(الجزيرة نت)
وقال المدون المصري عمرو أحمد للجزيرة نت عبر الهاتف من ميدان التحرير "طبعا رسائل الشعوب العربية كانت تلهمنا المزيد من الصبر والتفاؤل وتجعلنا نقف على حجم المسؤولية الرهيبة الملقاة على عاتقنا".
وأضاف أحمد "نعتقد أن أي ديمقراطية حقيقية في مصر ستغير وجه الشرق الأوسط وستساعد أهلنا في غزة كثيرا"، موضحاً "نحن نناضل هنا ليس فقط من أجل مصر ولكن لأجل العرب جميعا، هكذا شعرنا من رسائلكم فعلاً".
وفي العاصمة البلجيكية بروكسل احتشد البارحة في الحي الأوروبي وساحة لابورسا مئات من أفراد الجالية العربية والمصرية وعدد من البلجيكيين للتعبير عن رافضهم "لأشكال القمع" الذي يتعرض له المعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة وغيرها من المدن المصرية.
وقالت مراسلة الجزيرة نت ببروكسيل فاتنة الغرة إن المتظاهرين رددوا هتافات من مثل "يا حقوق الإنسان حاكموا حسني الجبان" و"لا مبارك ولا تطبيع دم أولادنا مش حيضيع"، كما رفعوا شعارات تندد بانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارس بحق المعتصمين في ميدان التحرير.
أما في النرويج فقد تواصلت الاحتجاجات التضامنية مع انتفاضة الشعب المصري في العاصمة أوسلو إلى جانب عدة وقفات تضامنية في مناطق مختلفة من النرويج تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك ونظامه بشكل فوري.
طفلة حرصت على المشاركة في وقفة احتجاجية (الجزيرة نت)
حشد
وتأتي هذه المظاهرة ضمن فعاليات ومظاهرات واحتجاجات تجري في عواصم الدول الشمالية من مثل أستوكهولم وكوبنهاغن.
ودعت المظاهرات إلى دعم مطالب الشعب المصري بإسقاط النظام وسط تنديد نرويجي باعتداءات من يوصفون بالبلطجية على المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة، والاعتداءات التي شملت عددا من الصحفيين النرويجيين وآخرين.
وخرج العشرات من الجالية المصرية والعربية بحضور نرويجي لافت أمام البرلمان بأوسلو وهم يرفعون الأعلام المصرية وينشدون النشيد الوطني المصري، كما رددوا شعارات منددة بالرئيس مبارك.
تنبيه
وأجمع المتظاهرون على توخي الحذر من الاستماع للتلفزيون المصري وبعض القنوات التي تسير في فلكه، والتي بدأت بما أسموها "حربا إعلامية" لثني عزيمة المتظاهرين في ميدان التحرير ببث أخبار وإشاعات تهدف لإنهاء حال التوافق بين أطياف الشعب المصري، حسب رأي عبد العزيز أحد المتظاهرين اليوم.
وقال للجزيرة نت "عهدنا من الإعلام المصري الكذب والتزييف" مؤكدا أنه يتعامل مع الأحداث الآن كما تعامل معها عام 67 عندما أشعر الشعب المصري بأن القوات المصرية احتلت تل أبيب في الوقت الذي كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف أماكن حيوية بمصر.
وأكدت إيمان لطفي -وهي من المنظمين للمظاهرة- أن العالم أجمع بات يعلم أن المصريين داخل ميدان التحرير وباقي مناطق مصر والمصريين خارج الوطن يحملون رسالة واحدة وهي رحيل النظام المصري برموزه وبسياساته التي أدخلت الشعب المصري في معاناة الفقر والبطالة والذل والعار.
وفي كندا تظاهر المئات في شوارع مونتريال للمطالبة باستقالة الرئيس المصري حسني مبارك وإحلال الديمقراطية في العالم العربي، وشارك مصريون وتونسيون وجزائريون وقادة من المجتمع المدني من كيبيك وناشطون في منظمة العفو الدولية في المسيرة السلمية التي توجهت إلى القنصلية المصرية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات