حوار على زلط وأمل عباس ٢٨/ ١/ ٢٠١١
تصوير- محمد راشد
الشيخ حافظ سلامة أثناء حواره مع «المصرى اليوم»
بسنوات قاربت التسعين عاماً، وتاريخ بطولى طويل فى المقاومة الشعبية فى السويس خلال حرب ١٩٧٣، يحظى الشيخ حافظ سلامة بحب وتقدير بالغين جعلا شائعة إصابته ليلة أمس الأول فى مظاهرات السويس الأربعاء تشعل فتيل الغضب. وتدفق العشرات من أهالى المدينة لمسجد الشهداء، الذى يتواجد به وسط السويس، للاطمئنان عليه ليؤكد لهم سلامته واستمراره فى الوقوف إلى جانب أهالى السويس الذين ظُلموا كثيراً - على حد قوله.
«المصرى اليوم» التقت الشيخ حافظ سلامة للحوار حول كل الأحداث الحالية:
■ بداية.. ما صحة الأخبار عن إصابتكم ليلة أمس فى الأحداث التى تلت دفن ضحايا المظاهرات؟
- أنا بخير والحمد لله، لكنى شعرت بإرهاق شديد من طول مناشدتى قوات الأمن الاستجابة للأهالى والسماح بتوقيع الكشف الطبى على الشهيد غريب عبدالعزيز قبل دفنه، والموقف برمته كان مشتعلا وحاولت إقناع القيادات الأمنية باحتواء الأمور وتوفير سيارات لنقل الأهالى للصلاة عليه وإقامة جنازة له، لأن هذا الشهيد سقط برصاص تلك القوات، لكن للأسف لم يستجب أحد، وكانت النتيجة اندلاع المظاهرات العنيفة.
■ الأمن يقول إن بعض الضحايا سقطوا بفعل اختناقات، مثل الضحية «غريب عبدالعزيز»؟
- أى كلام عن أسباب أخرى لوفاة «الشهيد غريب» كذب مؤلم، وأنا غير مقتنع بأى تقارير طبية تقول غير ذلك، ومن غير المقبول أن يسقط أبناء السويس بهذه الصورة.
■ لماذا تشهد مدينة السويس تحديدا هذه الأعمال العنيفة، وسقوط الضحايا بخلاف باقى المحافظات؟
- هذا السؤال من المفروض أن يجيب عن من أطلق الرصاص، لقد كان التعامل غليظاً مع الأهالى، وأهالى السويس ظلموا كثيرا، والشباب يواجه مشكلات وندرة فى فرص العمل، وأنا أعتقد أن المحافظ لا يعمل لصالح أبناء محافظته، والإحباط يصيب الكثير من الناس هنا نتيجة لصعوبات الحياة، وأعتقد أن من لا يستطيع توفير رغيف الخبز ووظيفة العمل للناس عليه أن يعلن الفشل ويفسح المجال لغيره.
■ برأيك، إلى أين تسير الأمور حالياً فى ظل تصاعد هذه المظاهرات؟
- الشعب المصرى ضاق ذرعا بتجاهل صوته، وأصبحت له مطالب لم يحصل عليها من سنوات، وكان يجب على المسؤولين أن يسمعوا هذه المطالب لا أن يديروا ظهورهم لها، هناك فساد وبطالة، وقانون الطوارئ يحكم منذ أكثر من ثلاثين سنة، وهذه أوضاع لا تطاق.. هذه الانتفاضة التى يقوم بها المصريون لم تحدث منذ ٦٠ عاماً، ومطالب الناس فيها بسيطة وعادلة، حقهم فى العدالة وتمكين القانون، أليس هذا ما كنا نسمعه من شعارات حكومية ولم نكن نراه فى الواقع.. أنا أؤيد شعب مصر كله فى مطالبه.
■ بعض الأهالى يعقدون مقارنة بين ما قامت به المقاومة الشعبية فى السويس وما يحدث لهم الآن من بطالة وظروف اجتماعية صعبة، ويشعرون بأنهم لم يكافأوا لما بذلوه، هل توافقهم الرأى؟
- جيل المقاومين توفى، لا يعيش منهم الآن إلا عدد قليل، وهؤلاء أبناؤهم، وربما أحفادهم، كانوا يتطلعون لحياة كريمة، لكنهم ويستبعدون من الوظائف، وحالتهم الاقتصادية سيئة، وأنا أناشدهم المطالبة بحقهم فى حكمة وقوة.
■ هل تتوقع للمظاهرات أن تستمر؟
- أنا سأصلى غدا صلاة الجمعة بالقاهرة، وسأشارك بعدها فى وقفة احتجاجية سلمية، وأدعو كل الشباب للتظاهر سلميا، والتعبير عن الرأى بحرية ودون ارتكاب مخالفات، ندائى للشباب أن يتجنبوا المساس بدور العبادة، وألا يمسوا الممتلكات والمنشآت الحكومية، لأنها ملك لعموم الشعب، وعليهم توخى الحذر والبعد عن الصدام.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر دلوع
المفضلات