احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الفراغ والفراغ الروحي

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2010
    الدولة
    mars
    العمر
    39
    المشاركات
    1,064
    معدل تقييم المستوى
    15

    الفراغ والفراغ الروحي

    الفراغ الروحي..أسبابه ..مظاهره..طرق علاجه..


    كثيرة هي مظاهره متعددة اسبابه خفي امره حتى لكأنه يتجلى في مجالات عدة نحسب لها الف حساب ولا ندري مصدرها ولا المؤثر فيها ولا كيفية تشخيصها وتطرح بإلحاح على مستوى المشاكل النفسية والأوهام والإكتئاب واليأس والقنوط وضعف اليقين وسوء الطالع وقلة الحظ والتخبط في دوامة أزمات لا متناهية وغيرها..


    هو افة العصر وسرطان الباطن والمرض المزمن وقل ما شئت من اوصاف السلبية والفشل والانهزامية بل هو وراء كل إحباط في الحياة وخسران بعد الممات.


    اسباب طرحي لهذا الموضوع هو ما يمليه علينا واقعنا المعاش من تناقضات في الأفهام جعلتنا أبعد الناس عن فهم ديننا وشرع ربنا مع ما جاء به الاسلام من دواء للقلوب وصفاء للنفوس وحل لكل المعضلات سواء أكانت مادية أو معنوية ومن لم يعتقد غير ذلك ويسلم به فالخلل في إيمانه والعوز في يقينه بالله تعالى .


    الفراغ الروحي :



    قد يستغرب البعض أن وراء جميع الأوهام التي يتخبط فيها إنسان العصر وهو لا يدري لأن الأمر خفي عنه والمشاكل لا تزيده إلا خفاءا و لأن الإنسان لا يملك الوقت في التفكر والتدبر والوقوف ولو هنيهة ليسأل نفسه عن سر وجوده وعن حاله وماله وعن اسباب زيادة الايمان وعن مسالك الفتح الرباني وعن حسن الخاتمة وعن دخول الجنة وعن التحقق من الغاية المنسية { وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون } .


    وغيرها من الأطاريح التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يزود بها الصحابة رضوان الله عليهم ويختبرهم ويبحث عن دائهم ويعجل بدوائهم وترك فينا القران والسنة مرجعا للشفاء وعاجل الدواء .قال عليه الصلاة والسلام لحارثة ابن زيد يوما : كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مومنا بالله حقا فاختبره النبي عليه الصلاة قائلا : لكل شيء علامة فما علامة إيمانك؟ قال : عزفت نفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري وسهرت ليلي ورأيت عرش ربي حقا.. }


    وكان يكثر بين الصحابة كذلك مثل هذا الترشيد السلوكي كقول بعضهم لبعض{ تعال نؤمن بربنا ساعة }وغيرها من التوجيهات المتعاهدة بينهم ..


    لم لا نجد في تراثنا مثل هذا الطرح وهو التساؤل عن الاكتئاب وأمراض العقل والأمراض النفسية والوحدة والانعزالية؟؟ لما لم يسأل السلف الصالح مث هذا السؤال؟؟ بل لا نكاد نجد مصطلح الكابة والضيق والقنوط قي سير السلف الصالح


    أفلا يكون وراء هذا كله فراغ روحي ونحن لا نبحث عنه ولا نعيره اهتماما ؟؟


    لأننا أضعنا مكونات وجودنا ففرغت الروح التي شرفنا الحق عز وجل بها وأودعها في كياننا حين قال ( ونفخت فيه من روحي ) فرغت أرواحنا من واعظ يدلنا على حقيقة الأمور ووازع رادع يجنبنا المزالق والمهاوي وفي الحديث ( إذا أحب الله عبدا جعل له واعظا من نفسه وزاجرا من قلبه يأمره وينهاه ) .


    ولعل من الأسباب المفضية إلى هذه الطوام والمهالك : النزعة المادية وطغيان الذاتية والاستهلاكية ..


    نعم استحكمت المادة قي نفوسنا وجعلناها الحكم في كل ما نقدم عليه وهمنا إشباع الرغبات والنزوات وقضاء المصالح حتى أصبح الإنسان كالالة لا يبغي الاخر إلا ابتغاء قضاء حاجة أو مصلحة ثم تركه وشأنه


    فأين المحبة الإيمانية التي جعلها النبي عليه الصلاة من ثوابت الإيمان { أن يحبه الرجل أخاه لا يحبه إلا لله }


    بل انتزعتنا الإستهلاكية من الإحسان إلى أقاربنا وتفكر أرحامنا والعناية بأرواحنا فالإنسان صار همه ما يصرفه في اليوم ثم ما يتغداه غدا ثم مستقبل العمر وكثرة الأمل غرته الأماني وغره بالله الغرور وبقي يحتفظ بعنصر المادة فقط ضيع جمالية الروح ومنطق التفكير وتعلق بعنصر يشترك فيه هو والحيوان كالأكل والشرب والنوم والشهوة ….


    ولذا أصبح إنسان العصر أقرب ما يكون إلى البهيمة يعمل ويكد ويلعب ويأكل ويشرب وينام.. بل من البهائم من يفوقه فالقرس أسرع والطير أسمع والهر أنفع وهذه معادلة قل من يتفطن لها هو أن الإنسان قد يرتقي إلى مستوى أفضل من الملائكة إذا زكى روحه وكبح جماح شهوته عن الحرام لأن الإنسان مبتلى بغرائزه فإذا ربى نفسه وصرف هواها ارتقى مقامه فهي أي :


    والنفس كالطفل إن تهمله شب على ****** حب الرضاع وإن تفطمه يفطم


    بينما الملائكة لا شهوة لهم بل هم يسبحون الله بالليل والنهار ولا يفترون وقد ينزل الإنسان إلى مستوى أضل من البعير كما صور القران الكريم ( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) وقال سبحانه : ( صم بكم عمي فهم لا يعقلون ) يطلق سراح هواه فلا يفرق بين الحلال والحرام والحق والضلال ويفعل من الذنوب ما يستحيي من ذكره كاغتصاب الرجل لبنته وقتله أمه وذبحه أباه وما خفي كان أعظم ..


    وهذا أمر يحتاج إلى دراسات علمية تقود فيها الشريعة بحوث الإجتماع والإقتصاد وعلم النفس لتصل في النهاية إلى ضعف الوازع الديني وشيوع الفراع الروحي.


    و لا يعني هذا أبدا الخروج عن التكريم الإلهي للإنسان لأنه سبحانه بعد أن ذكر ذلك في قوله ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات ) استثنى منه بدلالة السياق والتبعية { ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا ).و أثرت المادية المذكورة حتى على طريقة عبادتنا فأصبحنا نتعبد من أجل الجزاء فقط لا طلبا لللإستقامة و لا الإستدامة مثلا في رمضان تكثر العبادة والتعبد حتى إذا خرج ولينا الأدبار كذلك إذا كثرت الذنوب ولينا الوجهة إلى المسجد الحرام عازمين على محو الذنوب ثم العودة إلى ما كنا عليه من قبل ويصدق علينا قول من قال :


    أوردها سعد وسعد مشتمل ****** ما هكذا يا سعد تورد الإبل


    فلا تجد للعبادة مذاقا ولا حلوة صلاة مستعجلة وزكاة متأخرة وصيام بلهو ورفث ولا ورد يومي من القران ولا الأدعية ولا صحبة الصالحين ولا قراءة سير الأولين ثم نقول قد أصابنا الوهن والإكتئاب وضعف اليقين…


    قلة الوعي الديني :


    هذا سبب اخر من أسباب الفراغ الروحي لاأن أول ما فرضه علينا ديننا كما تعرفون هو طلب العلم والحرص على القراءة بشرط أن تكون قراءة ربانية لأنها هي الوسيلة لأمن النفوس وراحة الأرواح { إقرأ باسم ربك }


    وهذا الشرط ينبغي أن يتحقق على مستوى الشرع وربانية التلقي . لا بأس ان ندرس في مؤسسات أجنبية ولكن لابد من الحصانة الداخلية .


    فكيف نلقى الله وقد تركنا خلفنا ذرية لا تحفظ حتى الفاتحة من كتاب الله؟؟ وأنا لا أتكلم من فراغ هناك شواهد لاتعد ولا تحصى في وسط من درسوا بالجامعات الغربية حتى عسر عليهم حفظ قصار السور أو إتمام جملة مفيدة باللغة العربية نا هيك عن أمية المثقفين الدينية.


    بل نحن أزهد الناس في العلم والمعرفة وزيارة العلماء وسؤال أهل الذكر وهذا أمر تلمسته هنا في واقعنا في شهر رمضان الكريم فتجد الفقيه يلقي دروسا في المسجد وهناك من يقول قد تأخر قد أطال ليخرجوا بعد ذلك للجلوس على قارعة الطريق والكلام في أعراض الناس . ( اللهم احفظنا)


    بل العجب كانت تقام ندوات علمية يحضر فيها علماء متخصصون وتتناول قضايا هامة وتجدنا أزهد الناس فيها فليس هناك الا نفر أو نفرين وهي قضايا اجتهاد ومستقبل الامة واوقعها الاقتصادي او غير ذلك.


    فيا سبحان الله إذا غابت القيم وشغلت الذمم واستولى الشر ه والنهم وسم المجتمع بأرذل الأخلاق والشيم فهذه جملة أسباب هذا الداء العضال..


    الفراغ الروحي: قلق واضطراب
    الشيخ حسن الصفار -



    للانسان في هذه الحياة احتياجات ومتطلبات، ولا تستقر حياته الا اذا وجد امامه الفرصة لتحقيق تلك الاحتياجات، ويمكننا ان نقسم متطلباته الى ثلاثة اصناف، يرتبط كل صنف منها ببعد من ابعاد شخصيته.

    الصنف الاول: الاحتياجات المادية، وترتبط بالبعد الجسمي المادي من حياة الانسان، كالحاجة الى الغذاء، والكساء، والسكن، والعلاج، والجنس..

    وهي احتياجات ضرورية، اذا لم تتوفر تضطرب حياة الفرد والمجتمع، ومعلوم ان معاناة الفقر والحرمان ولو في جزء من المجتمع، قد تسلب الامن والاستقرار من المجتمع كله، لانها تكون ارضية للتمرد والاجرام، لذا ورد عن رسول الله انه قال:«كاد الفقر ان يكون كفرا»[1] وينقل عن الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري رضي الله عنه قولـه: (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه)[2] .

    الصنف الثاني: المتطلبات العقلية، فالعقل الذي منحه الله تعالى للانسان يتطلب العلم والمعرفة، ويحتاج الى الاجواء التي تتيح له حرية الفكر، والى الوسائل والادوات المساعدة على النشاط العلمي والفكري، ومن الوهلة الاولى التي خلق الله تعالى فيها الانسان، وفّر له فرصة العلم والتعلم، يقول تعالى: ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [3] ويقول تعالى: ﴿ خَلَقَ الإِنسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾[4] .

    واذا حظر على الانسان نشاطه الفكري، وحريته العلمية، وسلب حق المعرفة، فانه يفقد الجزء الاساس من انسانيته، وبالتالي لا يشعر بالكرامة والراحة.

    لذا اوجب الاسلام بذل العلم، واتاحة الفرصة للمعرفة والتعلم، روي عن رسول الله انه قال: «من كتم علماً نافعاً، الجمه الله يوم القيامة بلجام من نار»[5] .

    وفي تفسير قولـه تعالى: ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ﴾ [6] يقول الامام جعفر الصادق : «مما علمناهم يبثّون»[7] .

    الصنف الثالث: التطلعات الروحية المعنوية، فالانسان روح وجسد، وكما ان للجسد احتياجاته ومستلزماته كذلك فان للروح تطلعاتها، وهي ذات تأثير كامل على سير الجانب المادي في حياة الانسان، فلو توفرت له كل احتياجاته المادية، لكنه كان يعيش الخواء والجوع الروحي، فان حياته لا يمكن ان تستقر او تهنأ.


    احتياجات الروح:

    والروح تحتاج الى الطمأنينة والثقة والرضى، وراحة الضمير والوجدان، والماديات بمحدوديتها وتقلباتها ونقائصها ومنغصاتها، لا توفر للانسان السعادة والاطمئنان والاستقرار الروحي.

    فلا بد وان تتصل روح الانسان بما فوق المادة، بالقوة المطلقة، التي لا حد لها، والتي اليها مرجع الامور.

    صحيح ان الانسان يمتلك شيئاً من القدرة والقوة خاصة في هذا العصر، حيث تطورت امكانيات البشر، وتقدمت قدراتهم العلمية والتكنلوجية، لكن الانسان يدرك ان حياته وقدراته وقواه ليست ذاتية، فهو جاء الى الحياة بغير قرار منه ويخرج منها دون اختياره، وفي أي لحظة من اللحظات حيث لا يستطيع التحكم في توقيتها.

    ويدرك الانسان وبفضل تقدمه العلمي الآن، مدى محدوديته وضئآلته قياساً الى هذا الكون الفسيح الذي يعيش في رحابه، فالكرة الارضية التي يحيا على سطحها يمتد عمرها الى ما قبل 4.5 بليون سنة وهي على ضخامتها مجرد كوكب يدور حول الشمس مع تسعة كواكب اخرى تكوّن مجموعة شمسية، وهذه الشمس يبلغ حجمها 1.300.000 مرة قدر حجم الارض، وهي نجم واحد بين البلايين من النجوم تتكون منها مجرة تدعى درب التبّانه ويقدر عمرها بما يتراوح بين 10 و15 بليون سنة، وهذه المجرة واحدة من بلايين المجرات التي تسبح في محيط الكون!![8]

    وكما يقول احد العلماء: لو اردنا ان نشبّه الكون لقلنا: أنه يشبه المحيط الكبير، وكل مجرة من المجرات هي جزيرة في ذلك المحيط الكبير، وكل مجموعة شمسية في كل مجرة، تشبه قطعة ارض في تلك الجزيرة، وارضنا التي نعيش عليها بمقدار نملة في قطعة ارض ضمن جزيرة من بلايين الجزر في ذلك المحيط الكبير!! فما هو اذن حجم الانسان قياساً الى هذا الكون العظيم؟

    انه يشعر بضعفه وعجزه مع كل ما انجز وحقق من تقدم علمي ومكاسب تكنلوجية، ويظهر ذلك جلياً حينما تعصف به الكوارث الطبيعية، كالزلازل والبراكين، والفيضانات والاعاصير.. وهو يفقد السيطرة حتى على جسمه ومشاعر نفسه، فبينما هو في قمة الصحة والنشاط، تغزوه العلل والامراض، وتدركه الشيخوخة والهرم، وحين يصبح في غاية السرور والبهجة، فقد تصيبه الكآبة والحزن، وهكذا يتقلب بين الحالات المختلفة، لا يستطيع ان يحتفظ لنفسه بحالة معينة، ولا ان يدفع عنها اخرى..

    هذا الشعور العميق بالمحدودية والضعف، والاحساس الكبير بالضآلة والعجز، يدفع الانسان الى البحث عن مصدر القوة والقدرة، وعن الجهة المهيمنة على الكون والحياة، لتطمئن نفسه بالارتباط بها، وليسكن قلبه، وتستقر مشاعره، بالإقتراب منها.

    وذلك هو الدين الذي يقدم للانسان الاجابة على تساؤلاته الحائرة حول وجوده ومصيره، ويشق له طريق التواصل والتعاطي مع خالق الكون والحياة.

    فالتدين نزوع فطري عند الانسان، لتركيبته المميزة من روح وعقل وجسد، يقول (وول ديورانت) في قصة الحضارة: (ان الكاهن لم يخلق الدين خلقاً، لكن استخدمه لاغراضه فقط، كما يستخدم السياسي ما للانسان من دوافع فطرية وعادات، فلم تنشأ العقيدة الدينية عن تلفيقات او الاعيب كهنوتية، انما نشأت عن فطرة الانسان بما فيها من تساؤل لا ينقطع وخوف وقلق وامل وشعور بالعزلة)[9].

    لكن الانسان قد يضل الطريق الى الدين الصحيح، اذا لم يتوفقّ للهدي الالهي والرسالات السماوية.


    التقدم المادي هل يكفي؟

    قد يتصور البعض ان مجتمعاتنا في حاجة للرقي العلمي، والتقدم التكنلوجي، والتطور السياسي والاقتصادي، لتلحق بركب الحضارة والتقدم، اما الجوانب الروحية والدينية فهي امرٌ هامشي كمالي، لا دور له في صناعة واقع التطور والتقدم.

    لكن ومع الاقرار بحاجة مجتمعاتنا الى الرقي العلمي والتكنلوجي والسياسي والاقتصادي، الا ان اشباع الجانب الروحي له اولوية ومركزية، لا يمكن التساهل تجاهها.

    ان المجتمعات الغربية المتقدمة، والتي نطمح للاقتراب من مستوى تقدمها تعيش ازمات اجتماعية خطيرة، تنغّص عليها لذة التقدم، بسبب ما تعانيه من خواء وفراغ روحي.

    فالوفرة المادية، والتفوق العلمي، وحدهما لا يمنحان الانسان السعادة والاطمئنان، واذا لم يملأ الفراغ الروحي، فان حياة الانسان تكون عرضة للعذاب والاضطراب.


    اينشتاين نموذجاً:

    الرجل الذي وضع النظرية النسبية كان فاشلاً في حياته الخاصة، بل كان "البرت اينشتاين" زير نساء، شرساً قاسياً مع اطفاله، وابا لابنة غير شرعية، لم يرها ولا اعترف بها تدعى "ليزريل"، وتكشف وثائق ومستندات بينها رسائل شخصية -ضمن العائلة- ان زواج اينشتاين الاول من "ميليغا ماريك" ادى الى الطلاق بسبب علاقة سرية ربطته بقريبته "إلسا".

    وتشير الرسائل الى شراسة اينشتاين حيال زوجته ميليغا اثناء فراقهما، ما اصابها بانهيار عصبي لم تشف منه حتى وفاتها. وتنسحب تلك الشراسة على معاملته ولديه "هانز البرت" البكر وكان في الخامسة عشرة عندما غادر والده المنزل العائلي، "وادوارد" الاصغر الذي اصيب بالخبال بعد طلاق ابويه وامضى حياته في عيادة سويسرية للامراض العصبية، فلم يزره والده مرة.

    صحيح ان اينشتاين توفي قبل 40 سنة الا ان الحقيقة الكاملة حول حياته الشخصية لم تكشف حتى اعلنت دار (فيبراند فيبر) البريطانية عن اصدار كتاب عنوانه (حياة البرت اينشتاين الخاصة) وضعه روجر هايفيلد وبول كارتر.

    ويكشف الكتاب الجديد ان اينشتاين وميليغا، رزقا ابنة قبل زواجهما تبنتها اسرة مجهولة، وربما تكون على قيد الحياة حتى اليوم في بلغراد. عندما ولدت كان اينشتاين في الحادية والعشرين من عمره، وبعد ثلاث سنوات نشر نظرية النسبية.

    في تلك المرحلة كان زواجه من ميليغا يتعثر بعدما بدأ يراود نساءاً اخريات وفي 1912 أقام علاقة مع قريبة له تدعى السا[10].

    ومثل اينشتاين ماحصل لـ (آرمسترونج: نيل اولدن) الا انه كان يفقد السعادة والاطمئنان، فقد طلق زوجته واصطدم مع ابنائه، واصطبغت حياته بالاضطراب والكآبة.


    عن واقع المجتمع الامريكي:

    المجتمع الامريكي هو في القمة من الحضارة المادية المعاصرة، لكن الفراغ الروحي في ذلك المجتمع انتج مضاعفات ومعاناة خطيرة في حياة وسلوك الامريكيين، حيث ينتشر القلق، وتزداد حوادث الانتحار، وتتصاعد جرائم العنف حتى على مستوى طلاب المدارس الابتدائية، كما تحدثت عن ذلك وسائل الاعلام، عدا عن الفساد الاخلاقي المستشري.

    ففي سنة ماضية تصدّر قائمة الكتب الاكثر مبيعاً في امريكا، حسب صحيفة (نيويورك تايمز) كتاب عنوانه (الخروج النهائي) تأليف البريطاني (ديريك همفري سيتندر) والذي يتحدث عن اساليب الانتحار ووسائله المختلفة، بلغة ارشادية توجيهية[11] .

    هذا الواقع المأزوم لفت انظار المفكرين الغربيين الى موقع الخلل في الحضارة المادية، وهو الخواء والفراغ الروحي، كما دفع بفئآت من المجتمع الامريكي والغربي، الى البحث عن مصدر الهام روحي، يسد ذلك الفراغ، ويملأ ذلك الخواء، مما افسح المجال لنمو التوجهات الاسطورية والخرافية.

    وعن هذه الحالة يتحدث الباحث الامريكي (روستو) في كتابه الرائد (مراحل النمو الاقتصادي)، حيث يرى:

    ان الدول تمر بمراحل عدة: مرحلة المجتمع البدائي، مرحلة التهيؤ للانطلاق ، مرحلة النضج ، مرحلة الاستهلاك الجماهيري وما بعده.ويؤكد ان الولايات المتحدة الامريكيه هي المجتمع الوحيد الذي وصل الى مرحلة الاستهلاك الجماهيري وانه ينتقل الى مابعده،ومن مظاهر هذه المرحلة ان المجتمع ينتج اكثر مما يستهلك، وتتحدد مشكلته الاقتصاديه في خلق الطلب وليس في توفير العرض، وتتحكم فيه وسائل الاعلام وادوات الدعايه، فيما يتحول عن الاشباع المادي الى مايمكن ان يسمى الاتجاه الروحي، ومن ثم تنتشر الخرافات والاوهام والمذاهب والبدع والادعاءات سواء تعلقت بالدين او خرجت منه او عليه.

    كما يشير الى ان المجتمع الامريكي ذو خصوصيه مميزه هي الغنى، بل ان الولايات المتحدة اغنى دول العالم اذ يزيد ناتجها القومي الأجمالي عن 5.5 تريليون دولار، بينما يزيد متوسط الدخل الفردي عن 22 الف دولار، مع ارتفاع مستوى التصنيع والتقدم التكنولوجي والعمر المتوقع عند الميلاد. والمدقق في الحياة الاميركية قد يفاجأ بمظاهر عده للتدهور الاجتماعي الى حد الفوضى الداخلية التي لا رابط لها.

    ومن القضايا التي يتناولها التلفزيون الامريكي ايضاً مسألة كشف الغموض ومعرفة الحظ أو قراءة الطالع والبحث عن المفقود حتى وان كان حبيباً او رفيقاً، او ربما مالاً وجاهاً، ففي هذه الحال عليك أن تتصل برقم مكتوب على شاشة التلفزيون وتحكي ما تعاني منه او تبحث عنه او ربما ما تريد ان تتجنبه، وسوف تعطى الاجابة عما تريد: هل فقدت مالاً؟ هل فقدت اوراقاً ووثائق مهمة؟ سوف يظهر لك شخص دجال او طبيب يقودك بالايحاء لايجاد ضالتك ويحصل منك على حاجته وهو المال بالطبع[12].


    الدرس والعبرة:

    ليس المقصود من استعراض مكمن الضعف والخلل في الحضارة المادية، رسم صورة سوداء قاتمة لهذه الحضارة، ولا مجرد التشهير باوضاع تلك المجتمعات، فهي حضارة تفرض هيمنتها على واقع الحياة، بانجازاتها العلمية والتكنلوجية، ويجب ان تطمح مجتمعاتنا للالتحاق بركبها المتقدم، الا ان المطلوب هو التمييز والفرز بين نقاط القوة والضعف في هذه الحضارة المادية، وحتى ندرك خطورة الجانب الروحي فلا نتجاهله ونهمله في تقويم اوضاع مجتمعاتنا، بل نهتم بالبرامج والخطط التي تنمّي التطلعات الروحية وتغذّيها.

    ان الله سبحانه وتعالى يحذّر البشرية من أن تجاهل الجانب الروحي يسبب القلق الفردي والاضطراب الاجتماعي، وبالتالي ضنك العيش وشقاء الحياة، يقول تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا ﴾ [13] بينما التوازن والتكامل في تلبية احتياجات الانسان في توجهاتها المادية والعقلية والروحية، يضمن للانسان حياة طيبة سعيدة: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾[14] .


    ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله على محمد وآله الاطهار وصحابته الاخيار.

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Wed Jun 2008
    الدولة
    صانعة رجال البواسل رجال الهيه المملكة الهاشمية
    المشاركات
    146,552
    معدل تقييم المستوى
    11586669





    موضوع متكامل
    وجميل فية فائدة
    شكرا لجمال الموضوع
    وفقك الله


    اختكم بالله



  3. #3
    الاداره
    تاريخ التسجيل
    Tue May 2009
    الدولة
    الرايه الهاشميه حفظها الله
    المشاركات
    212,599
    معدل تقييم المستوى
    21475064
    الف شكر على الطرح القيم
    تحيتي واحترامي
    ليس من الصعب ان تصنع الف صديق فى سنة
    لكن من الصعب ان تصنع صديقا لألف سنة
    يكفيني فخرا انني ابن الرايه الهاشميه

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2010
    الدولة
    mars
    العمر
    39
    المشاركات
    1,064
    معدل تقييم المستوى
    15
    مشكورين على المرور اللطيف الخفيف

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Apr 2009
    الدولة
    عرين الاردن
    المشاركات
    20,622
    معدل تقييم المستوى
    21474872
    خالص الشكر
    طرح جميل وموفق

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat May 2007
    الدولة
    أم الدنيا وارض الكنانه
    العمر
    39
    المشاركات
    120,668
    معدل تقييم المستوى
    21474974
    والروح تحتاج الى الطمأنينة والثقة والرضى، وراحة الضمير والوجدان، والماديات بمحدوديتها وتقلباتها ونقائصها ومنغصاتها، لا توفر للانسان السعادة والاطمئنان والاستقرار الروحي.

    فلا بد وان تتصل روح الانسان بما فوق المادة، بالقوة المطلقة، التي لا حد لها، والتي اليها مرجع الامور.
    اشكرك على الطرح القيم
    ارق التحية

    [IMG]http://dc03.***********/i/01751/u674s73prh3c.gif[/IMG]

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2010
    الدولة
    mars
    العمر
    39
    المشاركات
    1,064
    معدل تقييم المستوى
    15
    العفو .........تسلمي

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Thu Jul 2010
    الدولة
    الاردن
    العمر
    43
    المشاركات
    161
    معدل تقييم المستوى
    14
    يسلمو على الطرح
    الراقي
    والجميل
    والمبدع

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Tue Jun 2010
    الدولة
    mars
    العمر
    39
    المشاركات
    1,064
    معدل تقييم المستوى
    15
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحيران مشاهدة المشاركة
    يسلمو على الطرح
    الراقي
    والجميل
    والمبدع
    يسلمو على المرور اللطيف

المواضيع المتشابهه

  1. وفاة رضيعة غرقاً إثر سقوطها في وعاء ماء بمنزل ذويها في إربد
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-11-2012, 03:51 PM
  2. الصين تبني مطارا في السودان
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-02-2011, 09:24 PM
  3. محكمة العدل العليا ترد طعن محام بعقوبة منعه من مزاولة المهنة لـ 18 شهرا
    بواسطة الاسطورة في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 16-05-2010, 09:20 PM
  4. كليات مجتمع اردنية
    بواسطة ديانا مخلد العدوان في المنتدى منتدى الجامعات والكليات
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 25-08-2009, 05:05 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك