قبلــــــة الغـــروب




ذاب النهار في عتمات الليل الصّامت ، كصمت القبور ... وغرقت الشمس في قمم الجبال الساكنة ،كسكون السطور ... وتعاهدنا ساعة الغروب بالبقاء على الغرام ، كتعاهد الطيور ... وها نحن في السهول ... قبل أن يوشك سواد الليل بالحلول ... ونسامر النجوم ،كبستان الكروم ... ونيران القلوب تبدأ بالهجوم ... الأشواق في الآفاق ... تروي لكل نجمة لحظة غرامية ... وتحكي للرياح قصة رومانسية ... ونحن نضيع في أحضان الطبيعة الآخاذه ... بين قصاصات أعشابها الخلابة .

أحضانك ساعة الغروب مزقت نياط القلب ... وريقك ومض فوق شفتيك ، كالماء العذب ... وإختلسنا معاً قبلة الغروب ... فغادرنا الشحوب ... ومن تضاريس الطبيعة عانقنا الهروب ... وها قد أقبلت دوامة الليل بجنون ... وشق القمر سواد الليل بسكون ... وخلعت أزرار قميصي بحنان ... ونمت على صدري ، حيث الأمان ... وشربت ما يحوم في جسدي من أشجان ... دون إعلان .

النجوم مكتظة في صفحة السماء ... وبين عبارات الحب نعيش الهناء ... ومقلتاك تعاكسان ألوان الفضاء ... من حيث أحجام الأضواء ... وعطور الورود تعبق في الأجواء ... وأنعم النظر بسحر عيون حواء ... فتتأجج نيران صدري مع الهواء ... دخلنا ساعات الآناء ... يدك على صدري أخمدت أوجاع الأزمان ... وأنفاسك خدّرت أعماقي كإبر الأحقان ... وطافت شفتايَّ حول وجهك لتعزيز قبضة الحصار ... واستسلم جسدك بلا مقاومة وأعلنت الإنتصار.