
صورة تعبيرية
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ خاص
يجلس أبو محمود في زاوية بأحد المقار الانتخابية ولسانه لم ينفك عن الحديث حول الانتخابات النيابية والأشخاص الذين يخوضون هذه المعركة فتارة يصف بعض المترشحين بـ" الحيتان" وتارة ينعتهم بأنهم لا يخافون الله في الوطن والمواطن.
أبو محمود الذي راح يطوف أرجاء المكان وجد من يستمع إليه بإصغاء وراح يبادله أطراف الحديث فمرة يتحدثون عن ماضي المترشحين وسيرهم الذاتية بأسلوب الذم والنقد وأحيانا أخرى يتهكمون على الحكومة بسبب الغلاء الفاحش والثراء الفاحش لدى بعض المترشحين.
لم يكن أبو محمود ومن معه حالة فردية وجدت من المقر الانتخابي مكانا مناسبا للغيبة والنميمة بل حالة عامة سادت الكثير من المقار الانتخابية التي تحولت إلى بيئة خصبة لجلد الحكومة ومحاسبتها عن بعد ، في محاولة منهم للتخفيف من الضغوط النفسية التي يتعرضون لها بسبب تردي أوضاعهم الاجتماعية.
ففي الوقت الذي يبدأ في الكثير من المترشحين بالحديث عن برامجهم تخطفك الأنظار صوب بعض الأشخاص الذين شكلوا دائرة وراحوا يتبادلون أطراف الحديث حول "قلاية البندورة" وغيابها عن الكثير من منازل المواطنين بعدما بات شراؤها أمرا متعذرا على الكثيرين.
ورغم أن البندورة لا تدخل ضمن البرنامج السياسي سواء للمترشح أو الحكومة إلا أنها كانت في العديد من المقار أصبحت سيدة الموقف ومحور الحديث كونها طعام الفقراء والأغنياء معا.
هذه المادة الغذائية والتي باتت تصنف هذه الأيام من الفواكة وليست من الخضراوات كانت منطلق حديث عدد من المواطنين في حاورهم مع المترشحين وهو كيف يمكن للنائب الضغط على الحكومة ضبط حالة الانفلات في أسعار المواد الغذائية والتموينية بخاصة طعامهم اليومي الحمص والفول.
بعض المواطنين الذين يتجولون في بعض المقار الانتخابية وجد في تلك اللقاءات فرصة جيدة للتعارف والالتقاء بالأصدقاء للحديث في الكثير من الأمور الشخصية منها والعامة بخاصة أن بعض المرشحين لم ينفكوا عن تقديم الحلويات وأصناف العصائر المختلفة .
قلة من المقرات الانتخابية التي زارتها "الحقيقة الدولية" تلك التي تبادل فيها المترشحون والمواطنون مناقشة قضايا ساخنة ، ففي المجمل كان معظم ما تم رصده من الحوارات التي كانت تجري في مقار انتخابية لا تتعدى سوى الإشادة بالمترشح من قبل زمرة من الأشخاص يحيطون به ذهبوا في حديثهم المنمق إلى وصف مرشحهم بأنه "حلاّل العقد"ورجل المرحلة. مقلر انتخابية من تلك التي تمت زياراتها كانت من الداخل عبارة عن سحابة من الدخان يخيل إلى من يدخلها بأنه يجلس في احد مقاهي وسط عمان حيث مجموعة من الصبيان يروحون ويجيئون في أرجاء المكان والبعض منهم يلحق بالآخر في مشهد يعيدنا إلى سنوات كثيرة خلت عندما كانت تقام الأعراس في بيوت الشعر والصواوين الكبيرة دونما أية ملامح توحي بأن المكان له علاقة بالانتخابات.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ
المفضلات