كشف المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عن مشروع قانون يهدف إلى تصفية ما تبقى من أراضي العرب والبالغة مساحتها مليون دونم.
وبحسب القانون الذي سيقر نهائيًا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، سترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانية سنوية بقيمة مائتي مليون دولار، بهدف تصفية الأراضي واقتلاع السكان من بيوتهم وإسكانهم بتجمعات سكنية ثابتة.
وبموجب الخطة التي ستنفذ في خمسة أعوام، سيتم شراء الأراضي ودفع التعويضات المالية للسكان ونقل ملكيتها لمؤسسات الدولة، تمهيدا لإقامة التجمعات السكنية لليهود.
وكانت إسرائيل قد صعّدت من هدم المنازل بعدة مواقع في اللحظة ذاتها، وقامت بتوزيع مئات إخطارات الهدم الجديدة، إذ تم هدم 470 منزلا بالنقب منذ مطلع العام الحالي في إحصائية لا تشمل قرية العراقيب التي هدمت للمرة الخامسة، وقرية طويل أبو جرول التي تعرضت بيوتها للهدم أكثر من 45 مرة.
أجور الهدم
وشرعت الحكومة الإسرائيلية بإرسال بلاغات للأهالي تطالبهم فيها بدفع غرامات مالية تصل إلى مائتي ألف دولار عن المنزل الواحد تشمل رسوم جرافات الهدم وأجور الشرطة.
الصانع: جولات الوفود الأجنبية تكشف لهم زيف الرواية الإسرائيلية (الجزيرة نت)
وبحسب المتحدث باسم المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بالنقب سالم الوقيلي فإن هناك تصعيدا ومضاعفة في الهدم، وتوزيع إخطارات هدم جديدة، وزج أفراد من القوات الخاصة مما ينذر باندلاع معارك لا يمكن التنبؤ بتداعياتها، حسب قوله.
وأشار، إلى أن السكان العرب لا يعولون على القضاء الإسرائيلي، ولا يتوجهون للمحاكم التي تشرع أوامر الهدم وتفرض غرامات مضاعفة وتلزم كل مواطن بهدم منزله بنفسه "هذا عدا عن الاعتقالات وعقوبات الحبس التي تصل لسنوات".
ممارسات عنصرية
بدوره، أكد النائب بالكنيست طلب الصانع أن ظاهرة القرى العربية غير المعترف بها، تعكس أحد أبعاد الممارسات العنصرية على خلفية قومية، بهدف حرمان السكان من أبسط الخدمات والظروف المعيشية في محاولة لإرغامهم على الرحيل وهجرة أراضيهم.
وفي حديثه للجزيرة نت عن الجهود المبذولة لطرح قضية عرب 48 والممارسات العنصرية على مستوى الرأي العام الدولي قال الصانع "الهدف من اللقاءات مع الوفود الأجنبية، إطلاعهم على ما يتعرض له أهلنا من تشريد وتهجير، ومواجهة الرواية الإسرائيلية التي تحولنا إلى مجرمين ومخالفين للقانون".
وأشار إلى أن هذه الجولات "تكشف زيف هذه الرواية، وتعزز من نضالنا وتساهم في تجنيد المجتمع الدولي لصالحنا".
وقام وفد من السفارة السويسرية في تل أبيب، بزيارة للنقب التقى فيها بالقيادات المحلية وأصحاب المنازل واستمع إلى معاناتهم والتطهير العرقي الذي يتعرضون له.
قضية عرب النقب تلقى دعما من مؤسسات يسارية في إسرائيل (الجزيرة نت)
اليسار الإسرائيلي
وضمن فعاليات التضامن مع الأهالي، يتم استقبال العديد من الوفود المحلية والعالمية، وقد كثفت الحركات اليسارية اليهودية من تواجدها ونشاطاتها الداعمة لسكان القرى البالغ تعدادها 45 قرية صدرت بحقها أوامر هدم وإخلاء.
وقالت الناطقة باسم منتدى التعايش السلمي بالنقب ومن أجل المساواة المدنية ميخال روتم إن مؤسسات يسارية يهودية تدعم العرب في نضالهم اقتناعا بأن "حياتنا المشتركة لن تكون آمنة ومستقرة بدون تحقيق العدالة والمساواة المدنية، وتحديدا للعرب الذي يعتبرون جزءا لا يتجزأ من الدولة".
ورفضت في حديثها للجزيرة نت ما تقوم به "الدولة باقتلاع عرب النقب من أراضيهم وإقامة تجمعات سكنية لليهود فوقها" في سعيها لتصفية الوجود العربي بالمنطقة، مؤكدة أنها لن تنجح بذلك "فنضالنا كيهود إلى جانب العرب، كونهم أصحاب حق وقضية عادلة".
وأكدت أن إسرائيل تعتبر التضامن اليهودي خطرا وتخشى من اتساع هذه الدائرة "فكثيرا ما نتصادم بقوات الشرطة، ويتساءلون لماذا تتضامنون مع العرب؟".
المصدر: الجزيرة
المفضلات